مسامرات
شؤون درامية
محمد إبراهيم الحاج
لا يبدو أن صناعة دراما سودانية أمر يؤرق بال القنوات الفضائية والمؤسسات الرسمية المعنية بأمر الثقافة..فبعد أن كانت الدراما جزءاً غير منقوص من ملامح القناة الرسمية رغم أنها كانت بلا منافس، إلا أن كثيراً من تلك الجهات باتت تتعامل معها مؤخراً بأطراف أصابعها كناية على عدم الاكتراث بها….فهي إن وجدت (خير وبركة) وإن لم تنتج (يا دار ما دخلك شر).
*قبل سنوات تفاءل الناس كثيراً بعودة الجمهور إلى المسرح عبر مسرحية (النظام يريد) واعتقد كثيرون أنها يمكن أن تكون سبباً في النهوض بها من عثرتها المزمنة، ولكن فات عليهم أن المسرحية لا تعدو سوى أن تكون جهداً فردياً فقط لا غير..وأن صناعة الدراما سواء أن كانت في المسرح أو التلفزيون، يحتاج إلى تغيير عقلية من ينظرون إليها بأنها مجرد أداة ترفيهية ومن ثم إنتاج مؤسسات قادرة على النهوض بها…
*خلال رمضان الماضي قدمت عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية وهو جهد يحسب لصالح تلك القنوات أولاً وللدراميين ثانياً..ولكن بالتمعن في تلك الأعمال نجد أن أغلبها ابتعد عن المسلسلات بشكلها المعروف التي تعتمد على الحبكة الدرامية والقصة، وتركز أغلب الإنتاج في سلسلة (الست كوم) التي هي في الحقيقة عبارة عن (نكات) تم تحويلها إلى (اسكتشات) كوميدية، وإذا استثنينا مسلسل (جوهرة بحر أبيض) لم يكن هناك عمل روائي يمكن أن نطلق عليه لقب مسلسل…في وقت سابق كان التلفزيون القومي يقع على عاتقه عملية إنتاج مسلسلات ظلت لصيقة بالذاكرة مثل (الشاهد والضحية) و(سكة الخطر) و(أقمار الضواحي) و(دكين) وحتى المسلسلات الإذاعية كانت تنافس الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل (الدهباية) و(الخمجان) وغيرها..ولكن يبدو أن زمان إنتاج أعمال درامية أو مسرحية تناقش قضايا مهمة وتغوص في مشاكل المجتمع أصبح مجد تاريخ لن يعود قريباً.
*مسامرة ثانية
غابت معظم الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال خلال الشهور المباركة السابقة…غابت ألعاب ليلية التصقت بكثير من أفئدة الناس خلال الفترات السابقة..ألعاب مثل (شليل) و(شدت) و(أم الحفر) و(صفرجت) و(الاستغماية) وغيرها من الألعاب التي كانت تتطلب ذكاءً فطرياً وقوة بدنية وذهنية، توارت الآن وانزوت وحلت مكانها ألعاب تتسم بطابع التعقيد والنعومة مثل (البلي ستيشن) وغيرها من ألعاب الفيديو ذات الطابع العنيف في أغلب الأحيان.
لعل الغزو التكنولوجي لم يسلب الأطفال من الالتصاق بمجتمعهم وعاداته التي تزرع فيهم قيم التحدي وقبول الهزيمة بروح رياضية ولكنها أيضاً سلبت منهم روح التسامح وأبدلتهم بألعاب ذات محتوى عنيف قد يؤثر على مستقبلهم في التعامل مع مجتمعهم الصغير.
ضاعت الآن أجمل الألحان التي كان الناس يرددونها صغاراً وهي تحمل بين ثناياها الدفء والحنية..وتوارت أغنيات مثل:
شليل وين راح…أكلو التمساح
شليل وينو…..أكلو الدودو
مسامرة أخيرة..
* مع المذيعات
*إحدى المذيعات استضافتني عبر إحدى القنوات الفضائية للحديث حول أحد المطربين المؤثرين في الساحة بإحدى القنوات في نفس يوم وفاته…وقبيل بداية الحلقة (تمعنت) في وجهها ملياً…وتأكدت من (أشياء) حرصت على أن تظهرها وتبعد وجهها مسافة عن المرآة ثم تقربها مرة أخرى، ثم فاجأت المخرج بقولها:(أها كده كيف شكلي حزين).
*مذيعة بفضائية معروفة نعت للناس خلال إحدى الحلقات أحد رموزنا الفنية وراعي الضأن في الخلا يحفظ أغنياته ومع ذلك قالت بلا تردد (……..ربنا يرحمو ويغفر ليهو).
* مذيعة مغمورة للغاية لا يكاد يحس بوجودها سوى المخرج والمنتج استضافت في إحدى الحلقات أحد قادة شرطة المرور وكانت الحلقة تدور حول التظليل، وفجأة باغتته بقولها (المفروض نحن النجوم ديل تظللوا لينا عرباتنا عشان المعجبين ما يضايقونا)….لكم التعليق..ولنا الصمت المطبق.
*مذيعة لا تفرق بين الزميل الصحفي طلال مدثر والفنان الطيب مدثر ..وأخرى تحول الخبير الإعلامي البروفيسور علي شمو إلى (علي شيخو) …وثالثة تسيء صراحة إلى مواطني ولاية بكاملها بعبث وضحك….و(بعد ده كلو يقولوا نحن نقسو عليهن).