مسألة مستعجلة
فلتكن مكابدة في ركبة التنمية !
نجل الدين ادم
لم يشفع لمنطقة رشاد بولاية جنوب كردفان تاريخهم النضالي الناصع مع الإمام “محمد أحمد المهدي” ولا المملكة الإسلامية العريقة (تقلي) التي دحرت قادة الحملات التركية، في أن تنال موقعها الريادي بين رصيفاتها في ولايات السودان المختلفة، تنمية وازدهاراً فأصبحت بين ليلة وعشاها (عمدة بلا أطيان).
عرف أن أهل رشاد الكبرى قبل أن تتقسم وتتشظى إلى محليات مختلفة مبادراتهم الاجتماعية وعملهم الجماعي، ومساهمتهم في الإعمار والتنمية بمثابة يد يمنى للسلطات المحلية والتاريخ القريب يشهد لهم ذلك، فقد كانوا رواداً لذلك في العاصمة الخرطوم، فأسسوا الدُور التي تجمعهم، ولكنهم اليوم اختاروا رصيف السكون..لا لشيء سوى أنهم أحسوا بالسلبية من أغلب الذين توافدوا على إدارة شأن المحلية، فتوقفت الأيادي المساندة عن تقديم المساعدة والعون، فازداد حال البلد سوء فوق سوء، وهكذا يحدثنا الواقع اليوم رغم ما تتمتع به المنطقة من ميزات تفضيلية في الاقتصاد والجذب السياحي وغيرها، ولسوء الأسف الكثير من هؤلاء لم يقدموا البلد خطوة إلى الإمام، بل ساهم البعض منهم في تعقيد الأوضاع، غفر الله لهم، وبذلك ماتت همة المجتمع المحلي في المنطقة وفي العاصمة الخرطوم على السواء، وباتت المحلية بلا (سواعد تعين).
لكن من حسنات تقلبات الأوضاع أن الأمور بدأت تعود إلى مستقبل زاهر حسبما أحس أهل المنطقة وهم يستقبلون هذه المرة معتمد من طراز مختلف، معتمد يحمل رؤية مختلفة ويعي تاريخ المنطقة وتفاصيل نضالات أهل المنطقة ووازعهم الديني، وحياؤهم الذي يمنعهم من ملاحقة المسؤولين يسألونهم تقديم الخدمات، نعم من حسنات تقبل الأوضاع أن والي الولاية سعادة اللواء الدكتور “عيسى آدم أبكر” اختار هذه المرة من هو أهل لخدمة أهالي منطقة الرشاد، وربما أراد باختيار السيد “موسى عبد الباقي أبو نخل” ليرد شيء من الاعتبار لهذه المنطقة العريقة ويعمل على إعادة تشكيلها ليعيدها سيرتها الأولى، نعم أنه رجل من طراز فريد التقينا به في بادرة جيدة من بعض أبناء المحلية بالخرطوم وتحدثنا حديث القلب للقلب، استمعنا إلى خطة عمله في المحلية، فكانت طموحة حد الإدهاش، عبَّر عن حرصه على العمل الجماعي، تحدث عن أوجه القصور وعن فرص إعادة ما فات المنطقة في ركب التنمية، سعدنا بأن أولى محطات الرجل قبل بدء العمل كان لقاء أهل الوجعة، اجتماع كان مشحون بالتفاؤل والأمل الذي ضاع من بين يدينا، فأحسسنا لحظتها أن نفوسنا باتت مطمئنة على مستقبل المحلية على يد “موسى أبو نخل” الذي لا يحمل عصا “موسى”، ولكنه يحمل روح الإرادة وقد تلقفها أهالي المنطقة ليكونوا له سنداً وعوناً والله المستعان.