مسألة مستعجلة
أدركوا الأزمة !!
نجل الدين ادم
مرة أخرى تعود إرهاصات الخلاف بين حلفي دول الخليج الذي تقوده كل من المملكة العربية السعودية من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، للسطح بعد انتهاء المهلة التي حددها الحلف السعودي الذي يضم إلى جانبه دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، بشأن الشروط التي طالبت بها دولة قطر وسلمتها للوساطة الكويتية، ويبدو أن المبادرة الكويتية وما حملته من دعوة للوفاق والحوار لم تجد طريقها إلى التنفيذ رغم حالة الترحيب الذي وجدته من طرفي الأزمة، الآن علت أصوات التصريحات الساخنة مرة أخرى في الساحة الخليجية العريضة وبات الأمر أكثر تعقيداً.
مخاوف كثيرة خلفتها هذه الأزمة التي قد تعصف بوحدة الصف الخليجي التي كانت تقف حائط صد أمام كل التكتلات الأجنبية إذا لم يتم تدارك الأزمة، ويبدو أن شيطان السياسة تسرب في نفوس الإخوان بغض النظر عن الأسباب والمسببات المنطقية لما حدث، ولكن يبقى الأصل في التعاطي مع هذه الأزمة هو الحوار والنصح والمناصحة، وحسناً فعلت دولة الكويت وهي تقود جهود الوساطة لرأب الصدع ومنع الفتنة في المنطقة العربية، وخيراً فعلت الحكومة السودانية وهي تقف مع هذه المبادرة وتأخذ موقف الحياد حيال الأصدقاء لأنها تعتبرهم إخوة وأي محاولة للانحياز تعني ضرب أواصر الصلة والأخوة بين الفرقاء.
بأي حال من الأحوال لن تكون أسباب الأزمة التي صعدت هذا الخلاف، أكثر ضرراً على مصالح دول الخليج من تداعيات المواقف المتباينة بين الطرفين جراء هذا الخلاف، نحن نشعر بأسى حيال هذا الاضطراب في العلاقات بين الإخوة، ولكني أرى أن هناك مخططاً أجنبياً للوقيعة بين الحلف الخليجي من أجل تحقيق مكاسب ذاتية، يجب أن تعي الأطراف خطورة المخطط.
ليس من مصلحة أطراف الخلاف أن تصعد من المواقف وتطلب من الأصدقاء تحديد موقفهم، مؤكد أن الأزمة لن تجد طريقاً للمعالجة إذا كان موقف الطرفين من جميع الدول أن تحدد موقفها من الأزمة صراحة وتعلن الانحياز لواحد من المعسكرين.
أحسست بإمكانية حل الأزمة الناشبة بصورة عاجلة والأطراف تبدي ترحيبها بالمبادرة الكويتية، وما قادني لذلك هو حالة السكون من التصريحات السالبة خلال الفترة الماضية، ولكنها أي التصريحات، تعود مرة أخرى أكثر سلبية من الأولى، وهذا ما سيصعب من مهمة رأب الصدع التي تقودها دولة الكويت. أتمنى أن تلتفت الأطراف المتصارعة إلى حجم المؤامرة وتعمل على تفويت الفرصة على الأعداء والمتربصين، والله المستعان.