المشهد السياسي
المنطقة وما يجري فيها وحولها..
موسى يعقوب
أمران يثيران القلق والانزعاج السياسي والأمني وهما القمة الأفريقية التاسعة والعشرون التي انعقدت بـ(الاثنين)، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا والأزمة الخليجية التي اندلعت في الأسبوع الأول من رمضان بين المملكة العربية السعودية وثلاث من حليفاتها ضد الشقيقة الخليجية العربية المسلمة قطر.
القمة الرئاسية الأفريقية ولها أجندتها الخاصة بتوحيد القارة وتنميتها وأمنها وعلاقاتها الدبلوماسية، غاب عنها خمسة من الرؤساء الكبار وهم الرئيس السوداني والكيني والجنوب أفريقي ورئيس دولة جنوب السودان ومصر، وقد كان لذلك أثره السالب وإن حضر القمة ممثلوهم ونوابهم.
والقمة كان أمامها ملف الانسحاب من الجنائية الدولية وملف الديمقراطية ومكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر وغير ذلك.
مما لا يغفل عن ذكره فللقارة الأفريقية همومها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وسيطرة التحالف الغربي على هيئة الأمم المتحدة وتوابعها التي من أبرزها مجلس الأمن الدولي..
غير ذلك فوجئت هذه القمة بطارئ وجديد هو الأزمة الخليجية التي حاول كل طرف من أطرافها إجمالاً كسب دعم وسند القمة الأفريقية له، ومعروف ما للدول الخليجية من علاقات ومصالح مع دول الاتحاد الأفريقي، فقد حاولت جمهورية مصر العربية المساند للطرف الخليجي السعودي وعضو الاتحاد الأفريقي المشارك بالقمة، كسب دعم الاتحاد الأفريقي ضد دولة قطر.. إلا أن السيد وزير الخارجية الذي حضر القمة فوجئ بأن الاتحاد الأفريقي يرى أنه لا شأن له في الصراع بين الطرفين في التجمع الخليجي، فهم أولى بالنظر فيه وحله بعيداً عن انحياز الآخرين لهذا الطرف أو ذاك، ومن ثم لم يجد وزير الخارجية المصري غير أن يغادر القمة غاضباً.. وقد فعل..!
والقمة الأفريقية وغياب بعض رؤساء منها ليس ما جرى وحده في المنطقة، وإنما هناك ما هو أكبر وهو الأزمة الخليجية بين الدول الأربع وقطر، فهذه الأزمة وتبعاً للأخبار أمهامها ساعات قليلة تنظر فيها في ما قدم وزير الخارجية القطري من إفادات على ما طلبه قادة الأزمة للشيخ “الصباح” أمير دولة الكويت الذي يقود حملة المصالحة وتوفيق الأوضاع بعيداً عن المواجهات والخصومات وما لا تحمد عقباه، وهو ما سبق لجمهورية السودان وآخرين أن دعوا له.
فنرجو للساعات القادمة وقد حددت عند البداية بثمانٍ وأربعين ساعة، أن تكون ساعات خير وبركة والشيخ “الصباح” هو الذي يجد احترامه وتقديره عند الطرفين وله تجاربه في شأن العداء مع الآخر والذي أدى إلى مواجهة غير مرغوبة.
وليتصافح الخليجيون ويتصالحوا ويتفقوا على مع ما يحقق المصالح والمكاسب والأمن والاستقرار.. والصلح خير.