رأي

الحاسة السادسة

الفارغة والمقدودة!!
رشان أوشي
نحن كشعب سوداني بسيط، فارقنا إحساس الدهشة، ولكنا في طور الصدمة.. بلد بها ما يفوق السبعين وزيراً، يتقاضون الرواتب، والمخصصات، والفارهات من أموال الشعب، وكل ما يفعلونه هو التصريحات لوسائل الإعلام، النفر منهم يعشق أن يتصفح جريدة مع فنجان قهوته الصباحية ليجد صورته تتصدرها، ويعتقد أنه باقٍ في موقعه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
إن قرر الشعب السوداني القيام باستطلاع رأي عشوائي حول إنجازات عاشقي الأضواء هؤلاء، على أرض الواقع، كل حسب مهام وزارته تجد المحصلة صفراً كبيراً، فالتعليم حدث ولا حرج، الصحة الجميع شهود… الخ.
ولكن في غمار هروب الدهشة من نفوسنا، نجد بعض التصريحات الصحافية تنتزع منك الدهشة انتزاعاً، تخيلوا معي سادتي القراء هذا العنوان الخبري: (اجتماع حكومي يقر خطة لتدريب المواطنين على غسل الأيدي قبل الأكل)، من لم يعش في السودان، ويقيم مثلاً في دولة من دول الرفاهية كالنرويج مثلاً، ويطالع هذا (المين شيت) في الصحافة السودانية، يعتقد أن الحكومة قد أفلحت في القيام بواجباتها الأساسية تجاه المواطن، بأن نفذت نظاماً تعليمياً متطوراً، ووفرت بيئات دراسية ممتازة، أقامت نظاماً صحياً مواكباً ويتناسب مع دخول المواطنين وأنفقت الجبايات والضرائب والرسوم في توفير الخدمات للمواطنين، سيعتقد أننا البلد المثالي في الإدارة والحكم ولا يعرف لنا شبح الفساد طريقاً.. الشوارع نظيفة، عمال البلديات يعملون على جمع القمامة من أمام البيوت والشوارع الرئيسة، قتلنا آخر ذبابة عبر خطة حكومية لإصحاح البيئة، ومن ثم تعمل حكومتنا على تعليمنا غسل الأيدي قبل الأكل.
قبل تعليمنا غسل الأيدي، عليكم توفير إجراءات سلامه للأطباء الذين يعملون ليل نهار على إنقاذ مرضى الإسهال المائي من الموت، فكثيرون منهم الآن طريحو الأسرّة البيضاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية