رأي

الحاسة السادسة

تلك حكايتنا!!
رشان أوشي
لم يعد بوسعي أن أصرخ.. لم يعد بوسعي أن أناديك.. لم يعد بوسعي أن أنساك.. لم يعد بوسعي أن أذكرك.. من الضوء وإلى التراب.. تلك حكايتنا.
“غادة السمان”
سؤال ظل يشغلني كثيراً.. واحترت حتى أن أجد له إجابة شافية.. لماذا الحب دائماً على وفاق مع الألم؟؟ لهما عروة غريبة، رباط أبدي لا ينفك أبداً.. متى ما ظهر الحب كان خلفه الألم، وعادة ما يبتسم الألم في النهاية ويتربع على عرش الوجدان يضع ساقاً على ساق يستمتع بنشوة الانتصار.
أتدري؟؟ لم أطلب منك مستحيلات الدنيا، ولم أفكر يوماً في نيل ما لم تستطع تلبيته لي، أردتك أنت فقط.. ولكنك بدوت لي في النهاية كأحد مستحيلات الأرض وأن أمنياتي هي من كانت خارج حدود الواقع، والآن.. قل لهم إن سألوك عني.. إنك غادرتني، غادرت تلك التي حين تكون مع سواها تموت ألف ألف مرة.. ولا يعلم بأمر موتها أحد سواها ولا حتى أنت.
كنت توهمني بأنني طفلتك التي لا تستطيع مواجهة الدنيا في غيابك، ثم تركتني لأواجه نفسي، وما أقساها مواجهة، واجهت كل شيء حتى أمواج حبك العاتية التي ما زالت تضرب شواطئ قلبي بكل عنف، وتحيلها لبلل.
أتدري كم هو صعب أن تدخل لحياة أحد بالباب ثم تتسلل للخروج منها بالنافذة، تاركاً الباب الذي دخلت به موصداً في وجه الآخرين، لا أحد يستطيع الدخول بعدك.. ليس الوجع في أيام الفقد الأولى.. بل حين تأتي الأيام السعيدة، فتجد أن من يستطيع مشاركتك بشكل أعمق وأكبر.. قد “رحل”، وأنك لا تستطيع التعاطي مع أحد سواه، ولا تشعر بقيمة مشاركة آخرين لك عداه.
أتدري؟؟ أنني لا أقوى على الهزيمة، وأكره الأسوار حتى وإن كانت مذهبة، أخاف الظلام جداً، ولكنني أيضاً أمتلك الشجاعة الكافية لأجتاز وجهك المسيج داخلي، وأعبر قاراتك ومحيطاتك المالحة وأنهارك العذبة، بلا حتى قارب نجاه من الغرق، ستجدني قريباً على بر الأمان.. أتنسم حريتي بعد طول اعتقال.
أنا دكتاتورية الهوى، أحب العاشقين المتسلطين ممن يتشبثون بالبقاء أكثر من الرحيل، ولكن الرجال كحكامنا لا يرحلون إلا بعد سفك الدماء وسقوط القتلى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية