رأي

عز الكلام

“حمد” و”صديق” و”القلعة”!!
ام وضاح
لم تفسد علينا فرحة العيد إلا شائعة سخيفة عن وفاة الفنان الكبير الأستاذ “حمد الريح” الذي يمثل واحداً من أهرامات الفن السوداني وسفيراً له في كل المحافل مخبراً وجوهراً.. والشائعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يدفع ضريبتها كثيرون من رموز الإبداع والجمال في بلادنا، لكن الأكثر إيلاماً من الشائعة نفسها حالة التجاهل والنكران التي وجدها الدكتور “حمد” في محنة مرضه، وهو تجاهل لا أظن أن الرجل كان يتوقع حدوثه ولو في الكوابيس، فلم يطق الحزن ليبوح به على الملأ ويفضح بذلك جهل مؤسسات الدولة بقيمة الكبار وتجاهلها إياهم.. و”حمد” ليس مجرد غناي عبر أجواء الفن من غير أن يضع بصمة أو أثراً، لكن الرجل استصحب معه رسالية ومعاني ما يقدم، ليؤرخ بأعماله لتجربة رائعة لن تتكرر في القريب العاجل.
ومثلما وجد “حمد الريح” التجاهل يجد الفنان القامة “صديق أحمد” أضعاف أضعافه وهو يعاني المرض ويرقد طريح الفراش في انتظار إجراء عملية مكلفة تعيده واقفاً على قدميه صادحاً بأجمل ما عنده، معطراً وجدان الأمة.. فالفنانون يبذلون حياتهم لإسعاد الناس ويتلاشون لتبقى السعادة عنواناً لمناسباتنا وأفراحنا، لكنهم في النهاية للأسف لا يحصدون إلا هذا الكم من الإهمال والنسيان.
وخلوني أقول إن الفنان ليس كما نتصور دائماً هو حالة من الرفاهية والسعادة التي تصورها لنا ما يبدون عليه من طلة أو زينة، فكثيرون يعصرون على جرحهم النازف من غير أن يشعر به أحد.. وخلوني أحكي ليكم نموذج لم تمض عليه سوى أيام والفنانة “ندى القلعة” تعاقدت مع (الوضاح) للإنتاج الإعلامي لإقامة حفلة رابع أيام العيد بصحبة الملك “صلاح بن البادية”، وفي ذات نهارية الحفل الذي حددت لبدايته السابعة مساءً اتصلت عليّ “ندى القلعة” ومن نبرات صوتها المبحوح أدركت أن هناك خطباً ما لتبلغني أن خالتها التي أرضعتها وهي في مقام والدتها قد انتقلت لرحاب ربها قبل ساعات.. وطبعاً هيأت نفسي لسماع اعتذارها عن الحفل وفي بالي الكارثة التي يمكن أن تحدث لهكذا حفل جماهيري معلن اشترت الجماهير تذاكره منذ وقت مبكر لتفاجئني “ندى” قائلة: (يا أم وضاح الحفل قائم في مواعيده ده التزام مع جمهوري وأنا زولة مؤمنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون).
وأصدقكم القول شعرت لحظتها بقشعريرة، وفكرت لو أنني كنت مكانها هل كنت سأتصرف ذات التصرف.. لتأتي “القلعة” في موعدها تماماً وتستهل حفلها بكل ذكاء بأغنية (أنا فنانة ومليانة حنين ياما فرحت الحزنانين ساهرت الليل والناس نايمين.. أنا فنانة).. وطبعا لم يدرك أحد سواي لما اختارت “ندى القلعة” هذه الأغنية وتنسى حزنها ولو لساعات، وتعصر على جمرة قلبها لتسعد جمهورها.
لذلك أقول إن الفنان الذي يحترم فنه وجمهوره ويرسخ للقيم وجميل الصفات يستحق أن يجد الاحترام وهو معافى وطيب، والاهتمام إن أدارت له الدنيا ظهرها وأصابه مرض أو مكروه.. فيا من تجاهلتم “حمد الريح” و”صديق أحمد” وغيرهما ما زال في الوقت بقية لتسديد دين هو في رقابنا جميعاً حتى لا يشعرا  بنكران الجميل الذي هو أقسى شعور أو بالجحود الذي هو أفظع وأمر.. ألف سلامة دكتور “حمد” ومثلها للرائع “صديق أحمد”.. وشكراً جزيلاً “ندى القلعة”.
{ كلمة عزيزة
ظلت قناة النيل الأزرق دائماً محل ثقة المشاهد، لا تعطي صك الظهور إلا لمن يستحق، لذلك ظلت قدوة القنوات وغاية أمنيات أكثرها أن تصل إلى ما وصلت إليه من نجاح ومتابعة.. وبالتالي فإن لقاء كالذي أجرته القناة مع الفنان “صلاح ولي” مع كامل احترامي له لقاء فطير ومعمول من غير عناية ولا أظن أن “ولي” صاحب تجربة تستحق التوثيق، ولم يقدم حتى الآن ما يجعل ظهوره على شاشة الأزرق جدير بالمتابعة.. أخي الجنرال.. أخي “عمار”، النيل الأزرق عندنا كما الشهادة السودانية ما بدخلك ليها إلا حقك.. فمن صحح أوراق حلقة “ولي”؟!
{ كلمة أعز
بمنتهى الصراحة أفلحت (سودانية 24) في برمجة العيد وبلغت سدرة منتهى خبطاتها باستضافة الفخيم “جورج قرداحي” في مؤانسة مع الفخيم “الطيب عبد الماجد”، وضربت ضربتها بلقاء نوعي وحصري مع شيخ “علي عثمان” وأسرته قدمه “الطاهر حسن التوم”.. لكني أهمس لهم: (إن النجاح ربما يكون ساهل جداً مقارنة بالحفاظ عليه).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية