العميد "معاوية أحمد مدني" ،نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب في حوار الساعة مع (المجهر)
* (260) إجمالي الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية: (20) منهم في بؤرة الصراع و(20) بالمعتقل و(10) لقوا حتفهم ، و(98) استجابوا للحوار
هناك حالتان تم ضبطهما في السودان ورد اسميهما في قوائم المشتبه بهم دولياً في تمويل الإرهاب
إشادة المجتمع الدولي بتجربة السودان في مكافحة الإرهاب ستساهم في رفع اسمه من القائمة
تحديات وعقبات كثيرة تواجه العالم لا سيما السودان على وجه الخصوص، جراء مكافحة الإرهاب، في ظل وجود جماعات موصومة بالإرهاب على مقربة مكانية على المستوى الإقليمي من السودان، يبدو أن العالم في شد وجذب حيال نظره للسودان البلد الموضوع اسمه على قائمة الدول الراعية للإرهاب، ففي جلسة ترأسها المندوب الدائم لفنزويلا بمجلس الأمن، رئيس اللجنة الخاصة لإنزال العقوبات على منتسبي تنظيمات “داعش، وطالبان، والقاعدة” أواخر مارس 2016م، وجد السودان إشادة من منسق شؤون الرصد الخاص بالعقوبات “هانس جاكوب” باعتباره من المكافحة للإرهاب، متشهداً باستضافة (الخرطوم) لاجتماعات أجهزة المخابرات بشرق ووسط أفريقيا (السيسا) لمحاصرة الإرهاب في القارة.
وتوضيحاً للقضايا المترتبة على السودان بمجلس الأمن، ومصير الشباب المنتمي للتنظيمات الإرهابية، جلست (المجهر) مع نائب مدير الهيئة القومية لمكافحة الإرهاب العميد “معاوية أحمد مدني” والذي بدورة أوضح لنا الكثير من القضايا الغائبة عن الأذهان.
فإلى مضابط الحوا
حوار- منهد بكري
{ في البدء حدثنا عن مفهوم الإرهاب كتعريف؟
_ الإرهاب كتعريف جامع مانع مختلف حوله، ما يراه البعض إرهاباً قد تراه جهة أخرى كفاحاً ونضالاً، وبالتالي تعريف الإرهاب اختلفت حوله الدول والمنظمات والكيانات.
{ إذن على أي أسس اجتمعت الدول المختلفة حول التعريف في مواجهة الإرهاب؟
_ بشكل عام، الإرهاب والتطرف العنيف له جذور عميقة في المجتمعات وتأثير يصل امتداده إلى أبعد مدى قطري، لذلك تتطلب مكافحته جهود المجتمع الدولي بمشاركة فعالياته ومكوناته ومؤسساته كافة بما فيها منظمات المجتمع المدني لترسيخ سلوك وممارسات جيدة تحد من أنشطة الإرهاب والتطرف العنيف.
{ ما شكل تعاون السودان في ملف الإرهاب إقليمياً ودولياً؟
– السودان ظل حاضراً في المحافل الإقليمية والدولية وعلى المستوى الوطني لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وذلك عبر وضع قوانين وآليات من المؤسسات العدلية والسياسية والأجهزة العدلية والأمنية والشرطية والقوات مسلحة، كما تطورت الآلية الدبلوماسية العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك استجابة للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث أصدر مجلس الأمن في 2001 القرار (1373) وطالب كل الدول بإنشاء مؤسسات وطنية لمكافحة الإرهاب، واستجابة لذلك تم إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب في العام 2003م.
{ ما هي مهام الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب؟
_ الهيئة الوطنية جسم يضم في عضويته (10) من المؤسسات الدولة المختلفة، فيه ممثلون لـ(جهاز الأمن والمخابرات، ووزارة الخارجية، والدفاع، والداخلية، والعدل، وممثل للبنك المركزي، ووحدة المعلومات المعنية، وسوق الخرطوم للأوراق المالية، وممثل لمسجل عام الأراضي)، وهناك شراكة مع منظمات المجتمع المدني ممثلة في قطاع المرأة والشباب وهي شرائح مستهدفة لهذا العمل.
{ على ماذا يركز السودان في عمله؟
_ جهود السودان تركزت في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف على انتهاج الوسطية والفكر المعتدل، وذلك من خلال إتباع أسلوب ومنهج المعالجات الفكرية للمتطرفين لإعادة إدماجهم في المجتمع، وكما ذكرت سابقاً تم إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب كجسم معني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وكذلك هناك الهيئة الوطنية لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ووحدة المعلوماتية.
{ ما تفسيركم لأسباب انتشار الفكر المتطرف؟
_ ترجع أسباب انتشار الفكر المتطرف على سبيل المثال لا الحصر لانتشار الجهل بحقيقة تعاليم الدين، وبروز حركات التطرف الديني والسياسي والاجتماعي واستقلالها لأجندة سياسية في ظل الحرب الباردة لا سيما القطبين الكبيرين الولايات المتحدة ولاتحاد السوفيتي سابقاً، إضافة إلى ضعف دور المؤسسات الوسطية وفي المقابل ارتفاع أصوات الغلو والتطرف، وتدني دور المؤسسات التعليمية واختلال معايير العدالة في تقسيم الدخل القومي والثروة، كذلك تفشي البطالة بين الشباب واتساع دائرة الفقر، وانتشار بعض المفاهيم المغلوطة حول القيم الدينية والجهاد والخلافة والحاكمية، بجانب تفشي ظاهرة الفساد والإفساد، وتفاقم ظاهرة الإحساس بالتهميش الاجتماعي بين الشباب.
{ ما هي الرؤى التي تقوم عليها مكافحة الانتشار الداخلي لظاهرة التطرف؟
_ قضية الإرهاب وسبل محاربته أضحت قضية دولية، ولا توجد دولة بمنأى عن هذه الظاهرة، والسودان كشريك أصيل سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف له دور كبير ومؤثر وفاعل في مكافحة هذه الظاهرة، وتقوم سياسة الدولة على رؤية تتمثل في تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة والأعمال الإرهابية، ورسالة الدولة تهدف إلى تمكين المفاهيم الوسطية وقيم التسامح والاعتدال، لتزكية المجتمع وقيادته نحو الوسطية والاعتدال والتسامح، وتؤسس لثقافة التسامح والعفو والمجادلة بالتي هي أحسن وعدم الإكراه.. كذلك تعمل على تعميق سياسة إصلاح المؤسسات الدعوية والعدلية والدينية والقانونية كمنهج متفق عليه لمكافحة التطرف والإرهاب، والانفتاح على الموروث الإنساني لمكافحة العنف والمفاهيم المغلوطة لدى الشباب مثل (الجهاد والحاكمية والخلافة).
{ ماذا فعلتم لإنجاح هذه السياسة؟
_ الدولة فيما يتعلق بالإطار القانوني لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف قامت بسن قوانين ولوائح وآليات واتفاقيات على المستوى الإقليمي والدولي تتعلق بالإطار التشريعي والمؤسسي، وأصدرت عدداً من اللوائح والقوانين والتشريعات لمكافحة الإرهاب، منها قرار مجلس الوزراء رقم (358) لسنة 2014 لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بالأرقام (267 ـ 1373) الخاصة بتنظيمات “القاعدة، وطالبان، والدولة الإسلامية” كذلك القرار رقم (159) المعني بالأشخاص والتيارات المحلية التي لديها أنشطة إرهابية، وفي قرار مجلس الوزراء (360) لسنة 2014 بتشكيل اللجنة الفنية الخاصة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المشار إليها كذلك، وعدد من الإجراءات والقواعد في التعامل مع مكافحة الإرهاب، وكذلك أصدر وزير العدل قراراً بتأسيس نيابة متخصصة لجرائم غسيل الأموال والإرهاب وهناك قرار لرئيس القضاء بتشكيل محكمة متخصصة لجرائم الإرهاب ومنشور من بنك السودان في عام 2014 ضمن الضوابط الرقابية لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب والقرار الدستوري (45/2015) بتأسيس المجلس الأعلى للرعاية والتحصين الفكري الذي يترأسه السيد رئيس الجمهورية، وأمينه العام بروفيسور “إبراهيم نورين” هذه كلها قوانين وقرارات ولوائح متعلقة بجهود السودان في مكافحة الإرهاب.
{ حدثنا عن الوسائل التي تستخدم لتصحيح الفكر المتطرف لدى منسوبي التنظيمات الإرهابية؟
_ كما ذكرت تضافرت كل جهود المؤسسات الأمنية والعدلية في الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في المراكز التي تعنى بالتحصين الفكري على سبيل المثال كما ذكرت المجلس الأعلى للتحصين الفكري وهناك مركز النهضة والتواصل ومجمع الفقه الإسلامي، وفيما يتعلق بالحوار الفكري للموقوفين في قضايا إرهابية الفكرة تقوم على الحوار والمناصحات، ويمثل برنامج المعالجات الفكرية إحدى وسائل العمل الفعالة لمكافحة التطرف الفكري العنيف وسط المجتمع، ويتم ذلك من خلال تصحيح الأفكار الخاطئة التي يعتنقها أغلب الشباب الذين يميلون للتطرف.
{ متى بدأ هذا البرنامج؟
_ بدأ تنفيذ البرنامج من العام 2008م، ويتم تطبيقه عبر عدة مراحل، هناك مرحلة يقوم فيها على أمره عدد من أطباء علم النفس والاجتماع، ومجموعة من كبار الأمة ورجال الدين، والمرحلة الأولى تكون لاستتابة الموقوف وتبدأ بالتحليل النفسي، وفي هذه المرحلة يقوم الخبراء بتحليل شخصية الموقوف وسلوكه تجاه الجماعات الإرهابية التي ينتمي لها، لمعرفة إذا كانت لدى الشخص اضطرابات نفسية أو مشاكل أسرية دفعته للغلو والتطرف والانضمام لهذه الجماعات الإرهابية، والمرحلة الثانية تدرس التكوين الفكري للموقوف وتحديد الأفكار الخاطئة التي يعتنقها.
{ إلى ماذا توصلتم من خلال هذه الدراسات؟
_ الدراسات أظهرت أن كثيراً منهم يرى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بالصورة الصحيحة في السودان، وآخرون يفتكرون أن فصل جنوب السودان وتركه لحكومة غير إسلامية يستوجب الخروج والجهاد، وبعض منهم يفتكر منع الهجرة لمناطق القتال لمناصرة المستضعفين من الغزو الغربي قادهم إلى انتهاج هذا الأسلوب المتطرف العنيف، ويعتقدون أن دخول القوات الأجنبية في دارفور وغيرها مدعاة لمحاربة الدولة.. هذه كلها مراحل تم اكتشافها مع الموقوفين في مراحل المعالجات الفكرية.
{ ماذا عن المرحلة الثالثة؟
_ المرحلة الثالثة تقوم على دراسة وتحليل الأفكار، وفيها يتم عرض الأفكار المستخلصة من الموقوف على مختصين في علم النفس وعلماء الدين لتحليلها ووضع منهج لطريقة الحوار والتعامل مع الشخص الموقوف. وعقب ذلك يخضع الموقوف لجلسة مشتركة تجمعه برجال الدين، في مكان مجهز بوسائل مريحة لتسهيل عملية الحوار. وبعدها تأتي مرحلة المناقشة للأفكار التي يعتنقها الموقوف، وهذه تستغرق عدة جلسات لمقارعة الحجة بالحجة، وفي بعض الأحيان تتم دعوة أقرباء وأصدقاء الموقوف لحضور جلسات النقاش، وهناك بعض الأسر التي بلغت عن أبنائها عند ظهور حالة التشذذ وتم تصحيح أفكارهم.
{ ثم ماذا؟
_ في المرحلة الأخيرة إذا وصل هذا الموقوف لقناعة بخطأ ما كان يعتنقه من أفكار وفتاوى، يتم إطلاق سراحه وتبدأ مرحلة جديدة بالمتابعة للموقوف لإدماجه في المجتمع، وهي مرحلة تعقبها أشياء كثيرة حيث يتم إطلاق سراحه بعد كتابة تعهد بأنه ترك أفكاره المتطرفة، ويتم التعاون مع عدة جهات مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ولأن كثيراً من الموقوفين يكونون قد تخلوا عن الدراسة وعندما انضموا لتنظيمات إرهابية، في مرحلة الإدماج يتم إعادة هؤلاء إلى مراحلهم الدراسية، وكذلك يتم ربطهم بصندوق العفاف ودعم الزواج للراغبين في الاستقرار الأسري، بجانب ربط جميع الذين تم إطلاق سراحهم ببرامج مركز الفكر الإسلامي الوسطي.
{ كم من الأشخاص التحقوا بالتنظيمات الإرهابية.. وما هي الجماعات التي توجهوا إليها؟
_ حمل عدد (260) شاب وشابة، منذ العام 2008م حتى الآن أفكاراً متطرفة، وخضع منهم (133) شخصاً لبرنامج الحوار والمعالجات الفكرية، وتمكن البرنامج من إقناع (98) شاباً وشابة بالعدول عن الفكر المتطرف، وتم إدماجهم في المجتمع عقب ذلك.
{هل هناك أشخاص ما زال الحوار جاري معهم؟
_ نعم.. ما زال الحوار جارياً مع (35) شخصاً، والموجودون ببؤر الصراع يصل عددهم إلى (20) شخصاً.
{ تقريباً كم يبلغ عدد المعتقلين هنا؟
_ يوجد نحو (20) شخصاً رهن الاعتقال، لكن لا ينقطع الرجاء في تخليهم عن الفكر المتطرف.
{ كم شاباً قتل في صفوف التنظيمات الإرهابية؟
_ لقي (10) من الشباب السودانيين حتفهم بمناطق الصراع، في محاولات التنظيمات الإرهابية السيطرة على مناطق أو صد هجمات مضادة عليها، وهؤلاء الشباب كانوا موزعين بدول ليبيا والعراق سوريا مالي والصومال.
{ الفئات العمرية للمنضوين تحت رايات الجماعات الإرهابية؟
_ بعضهم من خريجي الجامعات، ومنهم من لم يكمل دراسته، والفئات العمرية الأكثر استهدافاً ما بين (15 ـ 25)، ومن خلال الإحصائيات نستطيع القول إن (90%) من هؤلاء الشباب تربوا وعاشوا حياة في مجتمعات غربية، أتت بهم ظروف الدراسة إلى السودان، ووجدوا اختلافات كثيرة في اللغة والثقافة، وأصبحوا في حالة عزلة اجتماعية وعرضة للاستقطاب الفكري من قبل الجماعات المتطرفة.
{ ما تأثير الحدود ودول الجوار على الجهود الوطنية لمكافحة التطرف والهجرة غير الشرعية؟
_ الموقع الجغرافي المتميز للسودان وانفتاحه على أكثر من سبع دول جوار بحدود طبيعية مفتوحة يضع السودان في صعوبات وإشكالات في مسألة ضبط ومراقبة الحدود لأنه أصبح هنالك عدد من الجهات تعمل في الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بمقابل مادي عبر الحدود.. السودان عليه عبء كبير في المحافظة على الحدود، كما أنه محاط بعدد كبير من الدول التي تشهد صراعاً وانفلاتاً أمنياً على المحيط الإقليمي.
{ إلى أي مدى بلغ هذا التأثير؟
_ هذه الدول أصبحت بؤرة ومحاضن للجماعات الإرهابية المتطرفة، وأصبح هنالك انتشار للسلاح وغيره، فالسودان أصبح قبلة لكثير من شبكات الجريمة المنظمة واستغلال الحدود المفتوحة للتحركات في حدود القرن الأفريقي في الهجرة غير الشرعية وصولاً إلى ليبيا والقاهرة ثم إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، والسودان لعب دوراً كبيراً في الحد من هذه الظاهرة التي تؤرق المجتمع الدولي والإقليمي وبشهادة الاتحاد الأوربي أن السودان يبذل جهوداً كبيرة في مكافحتها.
{ هل هناك مؤشرات إيجابية من قبل المجتمع الدولي؟
_ فيما يتعلق بموقف السودان في مجال مكافحة الإرهاب كونت الهيئة الوطنية عدداً من الشراكات على المستوى الدولي والإقليمي بالاتحاد الأفريقي وبرنامج (إيقاد) للقطاع الأمني وجامعة الدول العربية المعنية بمكافحة الإرهاب، وكذلك لدينا شراكات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، ووقعنا معهم مؤخراً مذكرة تفاهم وتم إعداد دراسة عن الأسباب المؤدية إلى التطرف العنيف، شملت خمس ولايات في السودان هي: (الخرطوم، النيل الأبيض، القضارف، كسلا والجزيرة) كمرحلة أولى، ووقفنا على الأسباب التي تدفع الشاب للانضمام للتنظيمات الإرهابية، كذلك أجرينا عدداً من الاستبيانات للشباب الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية، وكانت هنالك استبيانات لأسر الضحايا وكل هذه المخرجات جاءت في شكل دراسة تعدّ هي الأولى من نوعها في السودان وبشهادة المجتمع الدولي، ودشنت في العام الجاري بمنبر دولي شارك فيه عدد كبير من المنظمات والبعثات الدبلوماسية بالإضافة إلى المنظمات الغربية وهذه تجربة غير مسبوقة حتى على المستوى الدولي، والسودان يسير في الاتجاه الصحيح، وإشادة المجتمع الدولي بتجربة السودان في مكافحة الإرهاب من شأنها الإسهام في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
{ ما مدى الحراك الذي أحدثته الأبحاث والدراسات السودانية في الأطر الدولية؟
_ البلاد ملتزمة تماماً وعلى أعلى مستويات الدولة بتنفيذ القرارات الدولية وبحث سبل تطوير الحلول المبتكرة للقضايا العالمية بشكل عام وقضايا القارة بشكل خاص، وما تم عرضه في منصة دولية قاد (25) مبعوثاً وممثلي دول ومنظمات وهيئات أجنبية لزيارة الهيئة الوطنية، مشيدين بدورها الكبير في مكافحة الإرهاب.
{ ماذا عن تمويل الإرهاب؟
_ في هذا الجانب يقوم مجلس الأمن بإرسال قائمة تحوي أسماء للمشتبه فيهم من منسوبي وممولي الجماعات الإرهابية، وهنا تقوم الآلية الفنية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بمراجعة القوائم ونشرها في الجريدة الرسمية لوزارة العدل (الغازيتا) ومن ثم تحال للمؤسسات كافة المالية وغير المالية، لمطابقة الأسماء بالقوائم ووجودهم على حسابات تلك البنوك، وإن تم ذلك تجمد أموالهم وأنشطتهم ويتم تبليغ لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن.
{ كم من الأسماء تمت مطابقتها في بنوك بالسودان وأحيلت لمجلس الأمن من قبلكم؟
_ السودان أفضل بكثير من الدول الأخرى في جانب التعاملات البنكية من قبل مشتبه بهم في القوائم الدولية، ولا توجد أموال كثيرة ترد في هذه القوائم بالسودان، هناك “حالتان” فقط تم تسجيلهما وجدا ضمن القوائم المدرجة من قبل مجلس الأمن واتخذت ضدهما الإجراءات اللازمة، ويمكن أن يرجع ذلك للحصار الاقتصادي المضروب على البلاد وفقدان حق التحويلات من وإلى الخارج والاستفادة من المعاملات النقدية الأجنبية والبورصات وغيرها، ومع ذلك للخلايا الإرهابية طرق ووسائل مختلفة في الحصول على التمويل، من خارج المعاملات المصرفية، سواء بالنقل المادي عبر الحدود، أو بالاتصالات التلفونية وغيرها، وهذه حقيقة تشكل عبئاً كبيراً للجهات الأمنية، لكن يتم التعامل معها بدرجة عالية من الدقة.
{ هل صحيح أن أغلب “الداعشيين” من الشباب؟
_ الإحصائيات تؤكد أن أكثر من (70%) من الشباب من أصحاب الفكر المتطرف والموالين للجماعات الإرهابية ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، أما النسبة المتبقية فموزعة على تنظيمات (القاعدة، وأنصار الشريعة في مالي، وبوكو حرام، والشباب في الصومال).