بعد ومسافة
الأوائل.. والأوائل
مصطفى أبو العزائم
وأما الأوائل الأول فهم أوائل الشهادة السودانية الذين أثلجوا صدور أمهاتهم وآبائهم، وأصبحوا أوسمة تقلد في الصدور التي غرست وسقت وحنت ورعت حتى أثمر الزرع المبارك، فهنيئاً لأولئك الأوائل ولكل الذين عبَّروا إلى شواطئ النجاح من أبنائنا وبناتنا الذين جلسوا لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام، وعلى رأسهم الابن النابغ “محمد مبارك عبد الله” من مدرسة “يوسف الدقير” النموذجية الذي (فات الكبار والقدرو) ليحرز نسبة (97,1%) وهو لم يرفع رأس أبويه فقط، بل رفع رؤوساً كثيرة امتدت من داخل أسرته إلى أسرة المدرسة ومعلميها وكامل إدارتها، وإلى أهل الحي وكل الأقارب، بل امتدت لكل أبناء وبنات محلية كرري الذين أصبح لديهم الآن ما يفاخرون به وسط الإحباط وتدني الخدمات ورداءة البيئة في محليتهم العريقة التي نحسب أنها ورغم كل الشكاوى ما زالت أفضل من غيرها.
والتهاني تتصل وتتواصل للابنتين “إيناس محمد الأمير إبراهيم” من مدرسة المنار الجديدة بنات بالخرطوم، و”ندى محمد السر حسن” من مدرسة علوية عبد الرافع النموذجية بنات بالثورة محلية كرري، وهما تمسكان بأعلى النسب المئوية والتي لا تقل إلا بمقدار ضئيل عما أحرزه أول الشهادة السودانية، “محمد مبارك عبد الله” إذ أحرزت الطالبتان النجيبتان “إيناس” و”ندى” نسبة (9,7%) وهو ما أهلهما لأن تتقاسما المركز الثاني بلا منافس.
التهاني لكل الذين أحرزوا ما يؤهلهم ليكونوا من الناجحين من الأبناء والبنات ولأسرهم ولمدارسهم وكل أهلهم، فقد أصبح العيد عندهم عيدين بحمد الله تعالى، ونسأل الله للذين لم يحالفهم النجاح هذا العام أن يوفقهم في العام المقبل.. مع كامل التهاني والتحايا لجند الوطن الأوفياء صناع مجده ومستقبله قبيلة المعرفة من المعلمين والمعلمات الذين يشعرون بحلاوة الجهد المبذول ونتائجه العظيمة.. ونقول لهم كل عام والجميع بخير.
وأما (الأوائل) الثانية فهي الصحيفة التي تصدر عن شركة الشرق للطباعة والنشر والتوزيع المحدودة، والتي يجلس على دفة قيادتها الإدارية الزميل والصديق ورفيق الدرب والدراسة في جامعة القاهرة بالخرطوم الأستاذ “عمر طيفور” ويرأس تحريرها الأستاذ “الجيلاني عيسى” وهي صحيفة المفاجآت والتسلية والمسابقات التي ضمت كاتباً عظيماً وضخماً هو أستاذنا وأستاذ الأجيال “النعمان حسن” وهو عقل وقلم سياسيان عظيمان ومثل ذلك في عالم الرياضة والصحافة الرياضية، وهو منتم قديم لليسار السوداني، وكان شيوعياً ملتزماً لسنوات، شهد تفاصيل الانقلاب المايوي وعاش تحركات قادته لحظة بلحظة، وأنتج سفراً عظيماً عن ذلك الانقلاب بحسبانه شاهد عيان، وكان قد أعارني إياه فقراته وأعدته له فوجدت فيه ما أريد وما هو أكثر من المعلومات، خاصة وأنني من المهتمين بالتاريخ والتوثيق للوقائع والأحداث السياسية والعامة في بلادنا.
صفحة أستاذنا “النعمان حسن” تحمل اسم (نعمانيات) حافلة بالأفكار والأخبار والأسرار والتعليقات.. وكأني به قد هجر الصحافة السياسية والرياضية إلى الأوائل فأفقر الأولى وأثرى الثانية بما يكتب وسرني جداً أن كتب عن صاحبكم في عدد (الاثنين) الماضي مادة أخجلت تواضعي بعنوان (التحية لهذا الصحفي وهو يقدم أخبار الصحف بصورة أكثر تميزاً بالتلفزيون) وفيها إشادة ببرنامج سبق أن طلبت إلى إدارة قناة “المنال” قبل نحو خمسة أسابيع أن أقدمه بصورة أسبوعية واختارت له عنواناً (مع أبو العزائم) وقد اعترضت على الاسم وغيَّرته إلى (وقالت المصادر) تقوم فكرته الأساسية وتبنى فلسفته على إشراك المشاهد في ما تنشره الصحف مع التعليق عليه وتحليل بعض ما يرد فيها إضافة إلى الوقوف على منصة أحد الأخبار ومحاورة المعني بالخبر أو المتصل به، إضافة إلى تلمس مشاكل المواطنين العامة في فقرة تحمل اسم (عين المصدر) واستعرض لبعض ما تحمله الأسافير خاصة الفيديوهات والتعليق عليها مع لقاء داخل الأستوديو أو بالهاتف حول قضية عامة وكبيرة، ثم بث الحلقة الأولى فالثانية والثالثة في ثلاث أيام جمع متتالية، فإذا بإدارة قناة “المنال” تطلب إلى صاحبكم أن يكون البرنامج يومياً، فقلت (مستحيل) قالوا (إذاً خمس مرات في الأسبوع) فقلت (صعب) فقالوا (إذاً أربع مرات.. ولا تقل شيئاً) فوافقت على ذلك رغم المشقة والعنت وبدأت التجربة في رمضان ليحقق البرنامج نجاحاً كبيراً بتوفيق من الله تعالى والحمد لله.. وقدمنا آخر حلقاته الرمضانية مساء (الأربعاء) الأول من أمس، على أمل العودة (الأسبوعية) عقب عطلة العيد.
شاهد زميلنا الكبير الأستاذ “النعمان حسن” تلك الحلقات وتابعها فكتب إشادة تستحق أن نرد عليه شاكرين.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. والرجل حقيقة قد تغزل في القناة وأبدى إعجابه بالبرنامج حتى وصفه بأنه استعراض متميز لأقوال الصحف ذو نكهة خاصة، وحيَّا القناة التي قال إنها تفردت من خلال عرضها لبرنامج جديد بأسلوب مختلف لاستعراض الصحف.
شكراً كل الأوائل.. شكراً صديقنا وأستاذنا الكبير الأستاذ “النعمان حسن”.