مسألة مستعجلة
ونسة بطعم السياسة!!
نجل الدين ادم
رغم أن السياسيين يصومون بصورة لا إرادية عن السياسة في شهر رمضان إلا أن العامة من الشعب السودان لا تخلو موائدهم من نكهات السياسة العابرة، من استدعاء للتاريخ وحديث عن المعايش وحال البلد وغيرها من الاهتمامات التي تذهب إلى الملاحظات حول السياسات الاقتصادية ولان قفة الملاح تدخل في السياسات الاقتصادية والمالية فإن الاهتمام يتركز عليها.
وهذا ما يؤكد مقولة أن السياسة كائن يمشي بين السودانيين، لأن أمر الحياة كله سياسة، من ساس يسوس.
لفت نظري خلال الآونة الأخيرة في (الواتس) و(الفيس) والوسائط الأخرى ظهور الكثير من مقاطع الفيديو والأغاني الحماسية وتلك التي تعزز الوطنية وقيمها، وكان لافتاً بشكل كبير صولات وجولات الرجل الأسبق “جعفر نميري” في الوطني العربي وأفريقيا وما يحظى به من حب بجانب الأدوار الوطنية لرئيس الوزراء الأسبق “محمد أحمد المحجوب”، وفي منحى آخر محطات من حياة الرئيس الأسبق “إسماعيل الأزهري” وغيرها.
ففي أحيان كثيرة يسألنا الجيران عندما نلتقيهم وبعفوية معهودة (آخر أخبار البلد) وآخر أخبار البلد هذه تحتها خطان أحمران، لأنهم يقصدون أسرار الأخبار، والدولار والعقوبات وغيرها.
ما ساقني لهذا الشريط الذي كثيراً ما أتوقف على مضامينه تلك الجلسة التي جمعتني قبل ثلاثة أيام مع مجموعة مستنيرة من حي الجريف غرب مربع 84، في إفطار على نظام الضرا بساحة الحي بدعوة من صديقنا الدكتور الطبيب المجتهد “نور الدين مبارك” الذي يحمل جينات صحفية، سعدت بساعة من الزمن ونحن نجول في سياحة عابرة عن السياسة والاقتصاد عبر نقاش مفيد يشير إلى حجم الوعي والإدراك لهؤلاء النفر الذين جمعني بهم هذا الضرا العامر، تحدثنا عن الماضي عن حكاوى السياسة في أزمان سابقة وعن بطولات سودانية حققها الرئيس الأسبق “جعفر نميري” والرئيس “البشير” وغيرهما من القادة الكبار طوفنا بأحاديث نقلناها في صحفنا، فوجدت أن هؤلاء يحفظون عن ظهر قلب ما نخط في صحيفة (المجهر) من مواد بخاصة تلك المتعلقة بالتوثيق، وأحدهم يروي لي ما قاله سعادة الفريق أحمد الطيب المحينة أبرز رجالات مايو عن مواقف مع الرئيس “نميري”، وتلك الزيارة التي حمل فيها النميري (طبنجته) وأشهرها في وجه وزير الخارجية الليبي “عبد السلام التريكي” عندما قاطعه لأكثر من مرة في حديثه أمام القمة الأفريقية بتنزانيا، فما كان منه إلا قال له (تريكي علي بالطلاق تقاطعني تاني أديك طلقة). فبهت “التريكي” الذي أرسله “القذافي” إنابة عنه لأنه كان يخشى “النميري” سيما وأن “القذافي” كان صاحب ضربة المرتزقة الشهيرة على الخرطوم.
حديث ذو شجون يصلح لأن يكون منبراً مفتوحاً تستفيد منه الأجيال الحالية، شكراً صديقي دكتور “نور الدين” على هذه الفرصة النادرة وسعدت بالجلوس إلى السيد “سراج الدين الكندي”، والعم “الفاتح الحلاوي” والعم “الماحي” و”سيف الدين المغالط” و”عثمان ليمون بارا”، وبقية العقد الفريد تشرفت بالإفطار معهم في (الضرا)، وكل عام وهم بألف خير والله المستعان.