عز الكلام
خيمة لطيف!!!!
ام وضاح
كشفت بل وفضحت خيمة الزميل الصحفي “محمد لطيف” عجز وخواء المؤسسات الثقافية وعلى رأسها وزارات الثقافة ووزراؤها في أن تخلق حراكاً ثقافياً إبداعياً يتداعى له المواطن السوداني في أمسيات تتنوع فيها العروض والبرامج وتتزاحم الأفكار وتصبح خيمة “لطيف” أقرب للهايد بارك، والخيمة طوال شهر رمضان ظلت محلاً لالتقاء وجذب ليس أهل الصحافة فقط كما مسماها ولكنها جذبت أطيافاً مختلفة من السياسيين والمثقفين ومختلف الشرائح الأخرى من أهل الفنون والإبداع وطرحت قضايا ومواضيع على الهواء الطلق بلا حجر لرأي أو إقصاء لشخص، أقول إن الخيمة فضحت جحافل الإدارات والموظفين والمستشارين الذين لا نعرف لهم حراكاً ثقافياً طوال العام ربما كنا سنغفر لهم هذا العجز والوقوف والسكون والسكوت والتوقف في محطة الفرجة لو أنهم(بس شدوا حيلهم) في رمضان وجهزوا برامج يطوفون بها على الأندية والمراكز ومجالس المدينة التي لا يجد روادها مناصاً من تقضية الوقت في الدومنة ولعب الكوتشينة أو التسكع على شارع النيل كما يفعل ثلاثة أرباع شباب ولاية الخرطوم المجالسين ستات الشاي حتى أنصاص الليالي ولهم العذر في ذلك طالما أنه دا المتاح أمامهم وما يشغلون به وقت فراغهم الممتد، ولأن خيمة “لطيف” لم تكلف سوى بضع كراسي ومسرح متواضع منصوب على حديقة خلفية لفندق فإنها أكدت أن الجمهور المتعطش لجلسات سمر مفيدة لا يبحث عن ضخامة المسارح ولا ترف الضيافة بقدر ما هو متعطش للمضمون وبالتالي ليس لهذه الوزارات من أعذار متكررة من شاكلة الميزانيات الضخمة واللجان المختارة البتقوم وتقعد على فشوش الموضوع، محتاج لفكرة وإيمان بها والفكرة الأساسية أن تكون الثقافة بضروبها المختلفة ضرورية كما لقمة الخبز أو شربة المياه لكن من يفهم ما نقول ومن يعي ضرورة أن تكون هناك منابر ثقافية وفكرية يلتقي عندها الشباب يتفاكرون ويتحاورون في جو نقي وبفهم حضاري متقدم؟ وهذا التجاهل لاحتياجاتهم الفكرية نتيجته واحدة من اثنتين؛ إما تطرفاً يرمي بهم في أحضان الدواعش وغيرها من الجماعات التكفيرية أو سبهللية وخواء مضمون يختصر عندهم الحياة في لحظات تسكع وترفيه بعضه غير برئ.
ما أود قوله إن الحكومة ترتكب أكبر خطأ بتهميش دور الثقافة للحد الذي جعلها تتقازم حتى في المواسم والمناسبات لتحمل هذه الوزارات اسماً من غير مسمى وجيوشاً من الموظفين غير الموظفين لخدمة إستراتيجيات وأجندة هذه الوزارات، دا كان في أجندة أو في إستراتيجيات من أصلوا والخطأ الأكبر في أن يدير هذه المؤسسات من لا علاقة لهم بالشأن الثقافي وتظل دائماً وزارة محاصصات وترضيات لينطبق عليها الوصف إنها كم مهمل بلا فائدة، وخلوني أتحدى الوزير الاتحادي وأتحدى كل وزراء الثقافة في الولايات أن يمدونني بخارطة طريق لفعل ثقافي سينداح في القريب العاجل، يحرك هذا الجمود ويعيد جذوة المنافسة بين الأدباء والشعراء ويكتشف المزيد منهم، اللهم إلا إن كان هذا الجمود مقصود وعايزين الشباب يعيش هايص ولايص وفي( الترللي)!!
كلمة عزيزة
إذا كانت المذيعة إياها بلا مبادئ جعلتها لا تنحاز بالكامل للكيان الذي تدعي أنها تنتمي له وأنها مريخية العشق والهوى كما كانت تقول، إذا كانت هي بلا مبادئ أو انتماء حقيقي فما الذي يجعل فضائية كالهلال توافق على أن تنتسب إليها وعشاق الهلال وعاشقاته كثر من المبدعين والموهوبين الذين يبحثون عن فرصة وهم بالإضافة إلى التميز والتفوق من الأوفياء الخلص الذين لا يبصقون في إناء أكلوا وشربوا منه.
كلمة أعز
مثلما أن السوق شهد انفلاتاً للسلع الرمضانية ومثلما أن التجار استغلوا الموسم تماماً وغالوا في الأسعار تتكرر المأساة على المواطن السوداني، وهو يواجه احتياجات ومتطلبات العيد بشكل لا يتوافق مع إمكانياته أو مع الدخول المتواضعة التي جعلت من المناسبات السعيدة مناسبات تجلب الهمِّ والكدر. فيا حكومة الهناء من يرحم المواطن أقله يجد من يقف في صفه أمام غول السوق المكشر عن أنيابه؟؟