ولنا رأي

سوق أم درمان يتراجع !!

استبشرنا خيراً عندما عُيِّن الأستاذ “مجدي عبد العزيز” معتمداً على مدينة أم درمان، وبدأت عمليات إصلاح وتنظيم وإزالة التعديات خارج الدكاكين مع وقف الفريشة، واستعاد السوق قليل من ألقه وجماله، ولكن ما أن انتهت الفترة التي تعتبر جس نبض للمسؤول وتثبيت أقدامه في الموقع تعود حليمة لقديمه، فسوق أم درمان الذي أزيلت كثير من التعديات وأصبحت الحركة فيه سهلة عاد إلى وضعه القديم، وربما يقول السيد المعتمد هذه حالة استثنائية مربوطة بالعيد، ولكن حتى العيد له من الضوابط التي تحفظ للسوق هيبته ونظامه..فالسوق اليومين دي لن يستطيع أي شخص دخوله، فقد عاد الباعة إلى الفرش خارج المحال التجارية، وربما أعيد إيجار الأرض للفريشة من جديد، كما تم تأجير الدرداقات، وهذه خلقت فوضى كبيرة داخل السوق، فالذين يتعاملون مع هذه الدرداقات هدفهم كيف يحصلون على المال فلا يهمهم النظام أو انضباط السوق، وناس المحلية أيضاً لا يهمهم النظام في هذه الحالة بقدر ما تهمهم الجبايات..فالأستاذ “مجدي عبد العزيز” ود أم درمان ويعرف السوق من صغره وأي خلل فيه يعلمه تماماً، ولكن يبدو أن المسألة أصبحت أكبر منه، وربما لم يجد تعاون من العاملين في المحلية، فالسوق ملئ بكمية كبيرة بالنفايات وكل السوق تنتشر فيه النفايات، وإذا مر السيد المعتمد بشارع كرري سيجد كمية كبيرة من الأنقاض التي استخرجت من المجاري ما زالت في مكانها، إضافة إلى المياه المتسربة من المواسير المكسرة، وقد ملأت الطريق ولا أحد سأل عنها أو قام بعملية الإصلاح، ولا اعتقد أن السيد المعتمد لم يمر بهذا الشارع أو سمع  حديث الناس عنه، وهذه الصورة السالبة قد شوَّهت منظر الشارع الذي يعد من الشوارع الرئيسة ومنفذ إلى أم درمان القديمة، فليس من المنطق أن يهزم شارع مثل شارع كرري السيد المعتمد ومعاونيه، أما عملية المواصلات فحدث ولا حرج ..فمن دخل السوق بعربته فمن الصعب الخروج منه بسهولة نسبة للكثافة الموجودة أن كانت من قبل المواطنين أو السيارات العابرة إلى الخرطوم أو التي تقلهم إلى أماكن سكنهم ..بجانب كميات من الركشات التي خلقت نوعاً من الفوضى، وسوق أم درمان محصور جداً ويمكن تنظيمه بكل سهولة كما عمل المعتمد “مجدي” في تنظيم وتأهيل موقف الشهداء، وأصبح من المواقف التي سيذكر التاريخ هذا العمل الجميل  للسيد “مجدي”، ولكن سوق أم درمان كان الأول قبل موقف الشهداء لما له من مكانة تاريخية وسياحية، والسوق يقصده العديد من زوار السودان من السياح، وهو أشبه بالأسواق الشعبية في جدة باب شريف أو سوق الندى أو أسواق القاهرة العتبة والموسكي وغيرها من الأسواق التي يرتادها الزوار نظراً لعبق التاريخ فيها، إضافة إلى أنها تتمتع بأسعار زهيدة وسوق أم درمان يملك تلك الخاصية، وربما من هنا جاءت تلك الزحمة لكثرة المتسوِّقين ..وحتى يستطيع المتسوِّق أن يشتري احتياجاته بسهولة لا بد من تنظيم السوق ليتماشى مع سمعته التي فاقت الآفاق ..وحتى يكون السوق بصورة جيدة ويستوعب من يقصده لا بد من حركة دائرية للسيارات، مع منع أي عربة من الوقوف أو الانتظار لأكثر من خمس دقائق، منع الباركنات في الشوارع الرئيسة، منع صغار التجار من فرش بضائعهم على الأرض، وقف التعديات خارج المحال التجارية المصدق بها، إعادة تأهيل موقف المواصلات، فإذا نجح المعتمد في ذلك نكون قد أعدنا جزءاً بسيطاً من التنظيم والترتيب للسوق واستطعنا ضبط الحركة فيه واستطاع المواطن الدخول والخروج بسهولة. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية