رأي

بكل الوضوح

إذاعة (بلادي) أﻟﻒ ﺗﺤﻴﺔ ليك ﻣﻦ الفؤاد
عامرباشاب 
 
{ (إذاعة بلادي) التي أعلنت انطلاقتها الرسمية ودخولها شبكة الأثير الإذاعي قبل أيام قلائل من مقدم شهر رمضان المبارك.. هذه المحطة في البداية كنت أظنها أتت خصماً على التمدد الإبداعي لإذاعة بلادنا الأم أو الإذاعة القومية (أم درمان)، خاصة بعد أن علمنا أن القائمين على أمر الإذاعة الوليدة وبمعاونة خبراء كبار في المجال الإعلامي استطاعوا أن يكسبوا أو بالأصح يسحبوا من حوش (أم درمان) عدد من الكوادر المبدعة الشابة بمختلف تخصصاتهم وضمهم إلى (بلادي).  
{ لكن بالأمس وبعد استمتاعنا بإفطار رمضاني “مبارك” ساهم في (لمتنا) استمعنا لمديرها العام الأستاذ “عبد الرحمن إبراهيم” ومستشار الشؤون البرامجية المخرج “شكر الله خلف الله” من خلال حديث موجز اطمأنت قلوبنا وارتاحت نفوسنا بأن (بلادي) أتت لتدعم الخط القومي الذي يجمع ولا يفرق، وكذلك جاءت لتحقق الإسناد الإذاعي والإعلامي لجميع أجهزتنا الإعلامية القومية، وللمساهمة في بث روح الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني كافة بالوصول إليهم في كل أماكن وجودهم شمالاً وجنوباً غرباً وشرقاً.
{ ومن الأشياء التي أكدت لنا أن (بلادي) أتت للإضافة وليس الخصم هو تكريمها النوعي لأستاذ الأجيال و(شيخ النقاد الفنيين) الخبير الإعلامي “ميرغني البكري”، أحد أبرز الكوادر المؤسسة لمجلة (الإذاعة والتلفزيون)، وتكريم “البكري” أعظم زول في بلادي في هذه الأيام المباركات (العشر الأواخر من رمضان) بمثابة رسالة ولفت انتباه لجميع السادة الذين يجلسون على قمة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وللسادة وزراء الإعلام، بل للقيادة العليا للدولة رئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه، الرسالة مفادها بأن هناك العديد من الرموز والنجوم الذين ضحوا بزهرة شباب من أجل عيون (بلادي) يجب أن نسأل عنهم وعن أحوالهم لكي نرد لهم بعضاً من الجميل.
{ بالأمس تعجبت كثيراً لحديث الوزير “تيراب” الذي طالب من خلاله  الإعلاميين بالبحث عن سبيل لتغيير مفاهيم وأشكال تكريم المبدعين.. ويبدو واضحاً أن السيد وزير الدولة بالثقافة لا يعلم بأن الصحفيين بح صوت أقلامهم وانقطع نفسها، بل وهرمت وهي تطالب بإعدام تكريم (الدلاقين الكراتين والخشب) والارتفاع بالمبدعين إلى منصات تكريم تليق بقاماتهم وإسهاماتهم وعطائهم لبلادي، وكنا نتوقع ونمني أنفسنا بأن نسمع من الوزير بشريات عن ما خططوا له في وزارة الثقافة الاتحادية فيما يخص ترقية وتطور أساليب دعم وتكريم المبدعين، خاصة أننا ما زلنا لسنوات طوال نسمع عن مؤسسات باسم دعم ورعاية المبدعين لم تقدم غير السراب.
{ حقاً نحن لا نلوم مثل هذا الوزير الذي أثبت أنه بعيد كل البعد عن الواقع الثقافي والإعلامي بالبلاد، بل نلوم الدولة التي لا تريد أن تفك أسر وزارة الثقافة من دائرة وزراء الترضيات السياسية والموازنات القبلية وكسب عناصر الحركات المسلحة.
} وضوح أخير
{ أخيراً نحيي كل قيادات إذاعة بلادي على هذه اللفتة البارعة في لمة الأقلام الفنية وتكريم أبينا “ميرغني البكري”.. وتحية خاصة لصاحب المبادرة الأستاذ “مؤمن أبو العزائم” مدير المكتب الصحفي بالإذاعة الذي أثبت عملياً أنه ابن وحفيد من طراز فريد وامتداد لأسرة حباها الله بتوارث الإبداع الإعلامي والخلق القويم جيلاً بعد جيل.
{ ﺑﻼﺩﻱ.. بلادي أﻫﻼً ﻳﺎ ﺑﻼﺩﻱ
أﻟﻒ ﺗﺤﻴﺔ ليك ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية