رأي

بعد ومسافة

تعيين مفاجئ في موقع حساس!
مصطفى أبو العزائم

لم يتوقف هاتفي طوال أيام ثلاثة عن محادثات من بعض الأصدقاء والزملاء يهنئونني خلالها بمناسبة اختياري مديراً للمكتب الصحفي للسيد رئيس الجمهورية وهو قرار (قيد الصدور)، كما قال بذلك ناقلو الرسالة التي جابت أنحاء الكرة الأرضية من خلال تطبيقات الهواتف الذكية المختلفة، وعسكرت داخل الخيام الإلكترونية على حواف (الفيسبوك) و(التويتر) و(الانستجرام) وغيرها من نوافل الأخبار والشائعات الإلكترونية، وكنت أنفي باستمرار صحة هذا الخبر المتداول لكل من يهاتفني أو يراسلني، لكن المفارقة أن اثنين من الأصدقاء الذين يعملون بالقصر الرئاسي اتصلا عليَّ كل على حدة يستفسر عن صحة ما يروَّج في الأسافير، وكنت ولا زلت أتمسك بالنفي المغلظ، وطلبت إليَّ إحدى شقيقاتي أن أقبل أولاً ثم أستقيل ثانياً، فقلت لها أنك تتخيلين أمراً لم يحدث ولن.
وصلني نص الرسالة المتداولة في تطبيقات الواتساب والفيسوبك، وهو كما يلي: أخبار مؤكدة من مصادر عليمة، قرارات وشيكة بتعيين الأستاذ فلان مديراً للمكتب الصحفي لرئيس الجمهورية بناءً على توصية أكثر من جهة وموافقة وزير الدولة ومدير المكاتب الرئاسية الأستاذ “حاتم بخيت” تعيين الدكتور “معز حسن بخيت” ناطقاً رسمياً باسم وزارة الصحة الاتحادية.. تعيين الأستاذ “أحمد عبد الوهاب السيدح” وزيراً للثقافة والإعلام والسياحة بولاية نهر النيل منقول من قروب قيادات.
ذلك كان نص الخبر – غير الصحيح نسبياً – الذي تم تداوله فأثار ما أثار من أحاديث، وحرَّك لوحات المفاتيح في بعض الهواتف للتعليق في كثير من المواقع على هذا الخبر، حتى أنني اضطررت إلى نشر تكذيب رسمي – من جانبي على الأقل – مشيراً فيه إلى أن هذا أمر مستبعد بالنسبة لي شخصياً، وذكرت أن الفرصة يجب أن تكون للشباب، وذكرت لخاصتي من الأصدقاء والمقربين إن الوظيفة العامة بالنسبة لي مقيِّدة، ولا يمكن لطائر حر أن يختار دخول القفص وأجنحته ترفرف وتدعوه لعوالم وفضاءات الحرية والحركة، إضافة إلى أنني صحفي ولم أطرح نفسي سياسياً منذ أن ولجت عالم صاحبة الجلالة قبل أربعة عقود تقريباً.. إلى جانب أن دخل الوظيفة العامة مهما علا هو محدود في نهاية الأمر، وسيكون على حساب دخلي من عملي الحر في دنيا الصحافة وفي (سوق الله أكبر).
وسبق أن راجت أخبار مثل هذه كثيرة، من بينها اختيار عدد من الملحقين الإعلاميين في سفاراتنا بالخارج وتم تعييني إسفيرياً ملحقاً إعلامياً بسفارة السودان في القاهرة وتعيين آخرين في مواقع أخرى، فنفيت الخبر جملة وتفصيلاً رغم أن أكثر الذين تم نشر أسمائهم في ذات الخبر تم تعيينهم في الوظائف التي رشحتهم لها الأسافير، ثم حدث ذات الشيء خلال انتخابات الاتحاد العام للصحفيين السودانيين عندما تم نشر ما يفيد بأنني سأكون مرشحاً لمنصب الرئيس، وخرج الترشيح من الدوائر الضيقة إلى العلن، لكنني رفضت ذلك متحججاً بأنني عملت لثلاث دورات – كل دورة أربع سنوات – في المكتب التنفيذي للاتحاد تقلدت كثيراً من المواقع وآخرها نائب رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، بل وكتبت صراحة أنني لا أرغب في العمل أكثر مما عملت حتى نفتح الباب أمام الشباب، وذكرت ذلك في اجتماع محدود كان يقرر في أمر الترشيحات، ويشهد عليه أخي وصديقي الأستاذ “يوسف عبد المنان” الذي رفض هو نفسه أن يكون ضمن قائمة المرشحين في الانتخابات لذات السبب.
وقبل ختام هذا المقال أقول إن صحة الشائعة (نسبية)، فالدكتور “معز حسن بخيت” سيتم انتقاله من وزارة الصحة ولاية الخرطوم إلى وزارة الصحة الاتحادية ليصبح ناطقاً رسمياً باسم الصحة الاتحادية، وقد كنت أحد شهود هذا الاتفاق.. أما موضوع صديقنا وزميلنا الرجل الفنان الأستاذ “أحمد عبد الوهاب السيدح” حول اختياره وزيراً للثقافة والإعلام والسياحة بولاية نهر النيل، فيسأل عنه صديقنا الوالي اللواء حقوقي “حاتم الوسيلة السماني” ويسأل عنه الأستاذ “أحمد عبد الوهاب”، نفسه أما ما يتم تداوله غير ذلك فلست مسؤولاً عنه.. وكان الله يحب المحسنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية