مؤانسة رمضانية بمنزل "إبراهيم أحمد عمر" !!
لا يختلف منزل البروف “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان كثيراً عن منزل الشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد” أحد قيادات الحركة الإسلامية بالسودان، وظل منزله مفتوحاً لسنوات طويلة يستقبل أعضاء الحركة الإسلامية من الإخوان المسلمين بالداخل أو الخارج، وقد ساهم مولانا شيخ “صادق” في صنع الكثير من القيادات الإخوانية وكان منزله أشبه بالمنزلة عندما كان أعضاء الحركة الإسلامية يأتون للدراسة من خارج الخرطوم، وكان المأوى الوحيد هو بيت “صادق عبد الله” تقام فيه العلاقات الاجتماعية وتناقش فيه قضايا التنظيم ويسكن الناس فيه أياماً وليالي قبل أن تكون لأعضاء الحركة الإسلامية بيوتاً فيأتون من الأقاليم يحملون شنطاً إما أن يذهبوا إلى منزل شيخ “صادق” ومن ثم يتجهون إلى أماكن متعددة بالعاصمة المثلثة كما كان يطلق عليها، الآن منزل البروف “إبراهيم” يتجمع فيه الناس ويعقدون اللقاءات الاجتماعية وشبه السياسية بل من يريد الوزارة فعليه أن يأتي إلى منزل البروف “إبراهيم”. فكم من وزير اعتلى المنصب كان البروف “إبراهيم” سبباً في دخوله الوزارة وشاهدت عدداً كبيراً منهم يترددون إليه قبل أن يستوزروا لذلك من أراد الوزارة أو المنصب فعليه أن يواظب على زيارة منزل البروف “إبراهيم” فهو رجل طيب وابن بلد وقلبه نظيف لا يحقد بل يساعد الناس، ولكن هل سيحتفظ أولئك له بهذا الفضل، لأن البشر إذا ما قضيت حوائجهم لا تراهم مرة أخرى، وإذا وقع الشخص أو فقد منصبه فلن يأتيه أحد، فالبروف من طينة لا تشبه طينة البشر الموجودة الآن وهو ابن أم درمان لا تهمه المناصب ولا الوزارات، وهو الوزير الوحيد الذي يسكن في منزله منذ أن جاءت الإنقاذ ولم يستأجر منزله لجامعة أو منظمة أو أي مؤسسة، ولم يترك منزله ليذهب إلى كافوري التي ذهب إليها كل من أراد أن يدعي الوجاهة والنعمة والسلطة والجاه، ولكن “إبراهيم” لم يبدل أم درمان ولو أدوه مليون كافوري. قبل أيام دعينا إلى مؤانسة رمضانية مع البروف “إبراهيم” دعا لها الاتحاد العام للصحفيين، استقبلنا بداره العامرة والتي دائماً مفتوحة للجميع وكان ببساطته المعهودة وابتسامته التي لا تفارقه، طرح الأمين العام لاتحاد الصحفيين الأستاذ “صلاح عمر الشيخ” عدداً من الموضوعات للتداول حولها وكان من بينها القانون وتدريب العاملين بالمؤسسات الصحفية المختلفة، إضافة إلى بعض الموضوعات التي تهم الإخوة الصحفيين والعلاقة ما بينهم والبرلمان.
ابتدر الحديث البروف “إبراهيم” وأمن على قضية قانون الصحافة ولكن أن تكون هناك علاقة بين اتحاد الصحفيين والوزارات المختلفة ووزرائها للطرق على القانون الذي يستفيد منه الصحفيون، ومن ثم تحدث عن عملية التدريب وأبدى موافقة البرلمان أن يكون له دور في تدريب الصحفيين، لكنه تحفظ أو تخوف أن تكون الجهات الحكومية إذا ما قامت بتدريب الصحفيين فيفهم هذا خطأ أو الاستمالة للدولة أو للوزارة المعنية. البروف لم يعجبه إرسال صغار الصحفيين إلى البرلمان في ظل وجود صحفيين مقتدرين يمكن أن يقدموا عملاً جيداً بالبرلمان، فقال رؤساء التحرير يرسلون صغار الصحفيين ليتدربوا فيهم إضافة إلى عدم إبراز القضايا التي تناقش في البرلمان، بينما تهتم الصحافة بالقضايا الثانوية أو الاهتمام بالسبق الصحفي وترك المهم وإبراز غير المهم. وتناول الحديث الإذاعات والفضائيات السودانية وعلاقتها بالبرلمان وهي تقوم بالدور المنوط بها إما لأنها تتبع للحكومة ولا تستطيع أن تخرج من الخط المرسوم لها. الجلسة كانت طيبة والنقاش كان ثراً تمت الاستفادة منه ووعود البروف أن تتكرر اللقاءات لتكون هناك شراكة حقيقية بين الجهاز التشريعي واتحاد الصحفيين أو الصحافة عموماً. انتهت الجلسة ما يقارب الواحدة صباحاً والتي بدأت عند العاشرة مساءً ومن ثم تناولنا العشاء والسحور وجبة دسمة تخللتها بعض مداعبات البروف اللطيفة.