ربع مقال
افرحوا موتاكم .. !!
خالد حسن لقمان
حكى “عثمان بن سواد” وكانت أُمه مـن
العابدات قال : لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء،
وقالت: يا ذخري ويا ذخيرتي
ومن عليه اعتمادي في حياتي وبعد مماتي
لا تخذلني عند الموت ولا توحشني في قبري
قال : فماتت
فكنت آتيها كل (جمعة) وأدعو لها واستغفر لها ولأهل القبور، فرأيتها ليلة في منامي
فقلت لها : يا أماه، كيف
أنت ..؟ قالت : يا بني إن الموت لكرب شديد
وأنا بحمد الله في برزخ محمود
يفترش فيه الريحان
ويتوسد فيه السندس والإستبرق إلى يوم النشور
فقلت : ألك حاجة ؟
قالت : نعم، لا تدع ما كنت تصنع من زيارتنا
فإني لأُسرّ بمجيئك يوم (الجمعة) إذا أقبلت من أهلك
فيقال لي : هذا ابنك قد أقبل
فأُسر ويُسر بذلك من حولي من الأموات .
وقال “بشار بن غالب” : رأيت رابعة في منامي
وكنت كثير الدعاء لها.
فقالت لي : يا “بشار”
هداياك تأتينا على أطباق من
نور مخمرة بمناديل الحرير
قلت : وكيف ذلك؟
قالت : هكذا دعاء الأحياء إذا دعوا للموتى واستجيب لهم جُعِل ذلك الدعاء على أطباق النور وخُمِرَ بمناديل الحرير ثم أُتِىَ به إلى الذي دُعِي له.
من الموتى فقيل له : هذه هدية فلان إليك.
[ من كتاب الروح لابن القيم ]