مسالة مستعجلة
(التلج) والكهرباء !!
نجل الدين ادم
من نعم الله على عباده في هذا الشهر الذي شهد أعلى درجات حرارة وانقطاع وذبذبة في التيار الكهربائي، كان انتشار مصانع (التلج)، وتوسع الخدمة في القرى والحضر، حتى المصانع القديمة طورت خدمتها وأسطولها الناقل فلم تعد هناك مشكلة (تلج) للمواطن وقد ساهم ذلك في تخفيض نسبي في سعرها مقارنة مع العام الماضي. وأنا أمر الأسبوع قبل الماضي بطريق جبل أولياء القومي لاحظت مصنعاً ضخماً للتلج يحيط بالأحياء الممتدة في منطقة جبل أولياء ودار السلام ذات الكثافة السكانية، وحمدت الله على أن المستثمرين بدأوا في نقل خدماتهم إلى البسطاء من المواطنين الذين لا يملك الكثيرون منهم ثلاجة، ومن يملك منهم لا تسعه الكهرباء لتوفير قالب تلج واحد، وكذا الحال في الحاج يوسف.
من الملاحظات اليومية في هذا الشهر هو ظاهرة المياه الباردة في عبوات (الكرستالات) الصغيرة وهي مخرمة للرش، لزوم التبريد من درجات الحرارة، وقد نما سوقها بشكل كبير بخاصة في سوق ليبيا وبراميل متراصة بها مياه مبردة، يعمل بعض الصبية في تعبئة القارورات بعد تخريمها من ثم حملها في (درداقات) وهم يندهون موية رش.
في هذا الشهر تضررنا ضرراً بالغاً من قطوعات الكهرباء التي أثرت في اقتصادياتنا الأسرية يعني ملاح حدو يوم واحد، أما التلج والحمد لله على انتشار مواقع البيع في الأحياء هذه العام حيث تدفع الأسرة المتوسطة مبلغ (10) جنيهات يومية لتوفير التلج، وهو ضروري ولا غنى عنه يعني في الشكل وبسبب تردد التيار وانقطاعه في بعض الأحيان ندفع شهرياً مبلغ (300) جنيه فاتورة جديدة في قائمة الصرف الممتدة، كتبت الأسبوع الماضي عن هذه المشكلة وأشرت إلى أن من مشكلات شركة توزيع الكهرباء أنها لا تعترف بنقص الإمداد، وفي المقابل لا تشرك المواطن في هذه الإشكالية ليكون هو واحد من أدوات الحل من خلال حثه على ترشيد الاستهلاك لضمان خدمة مميزة خالية من التردد في التيار وبعيدة عن القطوعات الاضطرارية. ونحن نقدر حجم المشكلة والتي دائماً ما تظهر في الصيف وهذا بالتأكيد لا يعفي شركة الكهرباء والوزارة الاتحادية من المسؤولية في التحوط، ولكن يبدو أن شركة الكهرباء تنبهت إلى أن المواطن يمكن أن يكون مساهماً رئيسياً في تدارك أزمة التيار التي تحيط بنا هذه الأيام، فقد قرأت إعلاناً موجهاً للمواطنين بعدد من الصحف يطلب منهم الترشيد في الاستهلاك وهذا عين الصواب، فإن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي بالمرة، أتمنى أن يجد الإعلان هذا الاستجابة من المواطنين حتى ننعم جميعنا بتيار مستقر ومتوفر والله المستعان.