حوارات

مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم اللواء "صلاح الدين مهدي المكي" في حوار مع (المجهر)

نعم.. الغرامات (ما فاعلة) لأنها ليست عقوبة قائمة على المبدأ التصالحي!!
نسعى لتشديد العقوبة على ظاهرة (التفحيط) لتصل السجن والغرامة وحاكمنا (18) حالة
هناك انخفاض في حوادث المرور مقارنة مع النصف الأول من رمضان الماضي
بعض الدول ذهل من نظام كاميرات المراقبة.. والآن لدينا (17) كاميرا مفعلة ولكن…!!
أجرته- الشفاء أبو القاسم
هواجس مرورية لا تحصى ولا تعد.. تجاوزات لسائقي المركبات الخاصة والعامة.. سبل تلافي المشكلات.. علاقة ومساهمة مستخدم الطريق والجمهور في ضبط إيقاع الشارع، وغيرها من الأسئلة والاستفسارات المهمة طرحناها على مدير شرطة المرور بولاية الخرطوم سعادة اللواء شرطة “صلاح الدين مهدي المكي”، فأجاب عنها بصراحة
سعادة اللواء تحدث عن ظاهرة (التفحيط) وآثارها السالبة وسبل الحد منها بتضمين عقوبات صارمة على مرتكبي المخالفة، إلى جانب حديثه عن العلاقة بين تزايد معدلات الحوادث وسلامة الطرق في الولاية، علاوة على موضوعات أخرى تشغل إدارة المرور في الولاية.. فإلى مضابط الحوار.
{ المرور في شهر رمضان.. هل استطاع أفرادكم ضبط إيقاع الحركة في الشهر الكريم مع قسوة الطقس وصعوبة المهنة؟
_ عادة تكون هنالك خطة استثنائية لمرور الولاية تصحب الحراك الاجتماعي والديني، ولضرورة ذلك تم تشغيل نصف القوة البشرية تصل لـ(1800) فرد وعدد كبير من العربات والدوريات والمواتر.. بالإضافة لذلك لدينا خطة جديدة تختص بالظواهر السالبة مثل نقل بعض المواد الثقيلة دون تحوطات  والوقوف الخاطئ، ويتم تفعيل هذه الخطة إن شاء الله تحت إشراف ضباط، خاصة بأماكن العبادة مثل “مجمع النور” و”سيدة سنهوري”، وحتى الآن ونحن في الأسبوع الثالث لرمضان يمضي العمل بصورة جيدة.
{ ولاية الخرطوم تشهد معدلات عالية من الحوادث.. هل هنالك إحصائية وما هي خططكم للحد منها؟
_ معدلات الحوادث بالمقارنة مع رمضان الماضي انخفضت بنسبة (13 بالمائة)، وذلك وفق الخطة المتبعة.. وحوادث المرور تقع لثلاثة أسباب رئيسة، مستخدم الطريق والمركبة والطريق والبيئة، ونحن من واقع إحصائياتنا أهم محور هو مستخدم الطريق والثقافة المرورية واحترام الآخرين، وهذا محور أساسي يوصل الناس للسلامة المرورية.
{ هنالك مشكلة تواجه إدارة المرور وهي ضعف البنية التحتية والطرق.. ما مدى تأثير هذه العوامل على انسياب المرور؟
_ نحن نركز على مستخدم الطريق بتأهيله ثقافياً، لأنه من يستخدم الطريق بما فيه من عيوب، وهنالك تنسيق بيننا وإدارات وزارة البنية التحتية بالولاية وهم في حالة تجاوب معنا وكلما أخطرناهم بمعضلة في أي شارع سارعوا للمعالجة.
{ كاميرات المراقبة لم تحقق أي نتائج في ضبط تهور سائقي المركبات؟
_ الكاميرات موجودة في التقاطعات الرئيسة تشاهد صور مباشرة، وبهذه المشاهدة تقرأ حالات انسياب المرور من حيث الكثافة المرورية والأعطال المعوقة.. نشاهد مباشرة الحرائق التي يمكن أن تحدث في هذه المواقع بعد الحوادث، وهذه المشاهدة تعطي إمكانية التعامل المباشر لتلافي الأخطار.. والآن نحن بصدد تركيب عدد إضافي من الكاميرات تتمتع بدقة عالية لتحقيق أهداف كثيرة جداً، وتتمتع بإمكانية التسجيل (إقامة البينة أمام المحاكم)، وهي من أهم المشاريع التي تنفذها إدارة المرور بالولاية ومن المشاريع الكبيرة، وبعض الدول ذهل بهذا المشروع مثل رواندا وإثيوبيا، فعدد الكاميرات المفعلة حالياً (17) كاميرا، وفي المرحلة المقبلة للمشروع ستضاف عشر كاميرات أكثر دقة وأداء في العمل في غضون هذه الأيام.
{ هل يمكن أن ينعم سكان الخرطوم بانسياب حركة دون معاناة.. وكيف يتحقق ذلك؟
_ إذا وصلت لمستوى مروري سليم باحترام القانون والآخرين بفتكر وصلنا للسلامة المرورية وانسياب مروري جيد وتنتهي المعاناة، ومن واقع هذا الأمر أغلب الحوادث المرورية دهس ووصلت في الآونة الأخيرة لنسبة (80 بالمائة)، كل ذلك لمخالفة القوانين المرورية والآخرين، وكل ذلك يرجع لثقافة السائق وآخر حادث دهس وقع في شرق النيل ضحيته طفلة عمرها (5) سنوات.
{ مشكلة (التفحيط) لا تزال قائمة.. هل هنالك أي إجراءات صارمة للحد من الظاهرة ؟
_ (التفحيط) جريمة يحاسب عليها المخالف وتصل العقوبة إلى السجن والغرامة.. نحن نسعى للتشدد في العقوبة لخطورة الظاهرة، وأعددنا خطة مشتركة مع النظام العام والمحلية وتمت محاكمة (18) حالة تفحيط.
{ أكثر مشكله تؤرق رجال المرور؟
_ ما يؤرقنا انخفاض مستوى الثقافة المرورية والمخالفات التي تحدث نتيجة لذلك، فالتزام المواطن بالقوانين المرورية واحترامها أصبح هاجساً أكثر من البنية التحتية.
{ عمل المرور شاق.. هل هنالك مقابل مجزٍ لرجالات المرور؟
_ المقابل زيو وزي أي وحدة من وحدات الشرطة، وهو ليس أكثر مشقة من مناطق العمليات، والمقابل يكون بالمعيار العام.
{ الغرامات.. هل هي أداة فاعلة للحد من المخالفات؟
_ نعم.. الغرامات (ما فاعلة)، لأنها ليست عقوبة قائمة على المبدأ التصالحي بين المخالف والمصلحة العامة، أي مبدأ إنو ما تكرر هذه المخالفة
{ ضعف انتشار كبار الضباط في الشوارع العامة والتركيز على الجنود؟
_ هنالك وجود على مستوى المدير العام في مواقع معينة فلا تخلو المواقع من ضباط في أماكن التجمعات الكثيفة، تحديداً الأسواق الكبيرة والمساجد.. أنا أيضاً أقف بنفسي في بعض المواقع؟
{ إجراءات الترخيص للمركبات والأفراد يعتقدون أن هنالك تهاوناً في منح الرخصة؟ 
_ الرخصة والترخيص فيهما ضوابط لا يمكن تجاوزها خاصة بعد التطور الذي حدث في المجتمعات، فليس هنالك مجال للتلاعب فيهما.
{ تشهد شوارع الخرطوم انتشار عدد من المركبات العامة غير الصالحة ولا يتم التعامل معها وفق القانون؟
_ الفحص الآلي يؤكد ما ذا كانت المركبة صالحة أم لا، فعندما تدخل العربة للفحص الآلي ليس هنالك مجال للتدخل أو ثغرة للتلاعب.. فيما يخص الشكل العام تدريجياً سيتم إلزام أصحاب المركبات بمراعاة شكلها بالداخل لسلامة المواطن.. وقد وجهت بإزالة النجمات التي توضع على الإطارات لأنها تهدد السلامة العامة.
{ هل هنالك برامج تثقيفية للمواطن في مقابل السائق لتكتمل عملية التوعية المرورية؟
_ لدينا برامج تثقيفية في الجامعة والجهات المهتمة ووجدنا تعاوناً من (طلبة) جامعة السودان للعلوم الطبية والتقنية وكل الأجهزة الإعلامية بصورة عامة، وأئمة المساجد الذين تم إشراكهم في هذا الشهر الكريم.
{ ما هي الرسائل التي تبعثون بها في أسبوع المرور؟
_ كما أسلفت، تثقيف المواطن هو محور أساسي، وأضيف لذلك شرطي المرور نفسه رسالتنا له أنه لا بد من التعامل المتحضر والراقي واحترام مستخدمي الطريق حتى لو كان الشخص مخالفاً.
{ مُنع التظليل حتى للدستوريين لكنه عاد مرة أخرى؟
_ التظليل ممنوع حتى الآن، لكن هنالك حالات استثنائية حسب تقدير ظرف الشخص ومبررة. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية