"حاتم حسن بخيت".. كواليس الاختيار وفرص النجاح!
أدى القسم رسمياً أمس (الخميس)
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
ثمة تحديات عديدة تنتظر القادم الجديد إلى القصر الرئاسي وهنا أعني “حاتم حسن بخيت” الذي سُمي رسمياً بمرسوم جمهوري مديراً لمكاتب رئيس الجمهورية وأدى القسم ظهر أمس (الخميس) ليباشر مهامه رسمياً حاسماً القيل والقال والجدل الذي لازم هذا المنصب الحساس منذ شيوع خبر إعفاء الفريق “طه عثمان الحسين” خلال الأيام القليلة الماضية ليصدر أمر الإعفاء عصر (الأربعاء)، كثيرون يجهلون سيرة المدير الجديد الذي يتوقع أن يكون في مواجهة عواصف (التغيير) لتسيير شؤون مكتب أرفع شخصية في البلاد بجانب أنه سيكون عرضة في كثير من الأحيان للمقارنة ما بينه وسلفه، أضف إلى ذلك أنه سيواجه ضغوطاً عصيبة بموقعه الذي يتطلب قدراً عالياً من الحنكة والخبرة السياسية والإدارية.
كواليس الاختيار
وبحسب مصدر رفيع تحدث لــ(المجهر) فإن اختيار “حاتم حسن بخيت” جاء ضمن قائمة ضمت (3) أسماء تفوق خلالها الرجل على منافسيه بالثناء من قبل الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” الذي يعد من أوائل الذين رشحوه ثم نال الثناء من جهاز الأمن والمخابرات ووزير رئاسة الجمهورية واتخذ القرار فعلياً في الأسبوع الماضي وتم تسريبها عبر مجموعات (الفيس بوك) و(الوتساب) حينما نشرت مجموعة سائحون في (الفيس بوك) عن اختيار خليفة لـ “طه عثمان” وإن كانت قد أخطأت بالاسم حينما وسمت الخبر المنشور بتعيين اللواء أمن “محمد حسن بخيت” وهنا كانوا يقصدون حاتم، وتم تأخير الخبر حتى يصل الفريق “طه عثمان” من الخارج ليتم بعد ذلك تسميته وإعفاء الأخير.
ولمن لا يعرفون الرجل فإنه من مواليد العام 1959م وتخرج في جامعة بغداد كلية العلوم السياسية، وتدرج في سلك الضباط التنفيذيين والتحق برئاسة مجلس الوزراء القومي منذ العام 1981م أي قبل مجئ الإنقاذ وتولى عدة مواقع منها مدير الإدارة السياسة ومدير مركز دعم القرار وعرف عنه بحسب موظفين بمجلس الوزراء بأنه يمتاز بالمهنية والدقة والحرص على البلد وإيجاد حلول علمية، وهو إضافة حقيقية لرئاسة الجمهورية بعلمه وخبرته، ينأى بنفسه عن الصراعات ويبذل أقصى جهده في إخلاصه في عمله، وأكثر ما يميزه أنه متواضع في شخصه ومحب للآخرين، وعمل “حاتم” بمجال التدريس الإعلامي بجانب شغله لمناصب رسمية منها مدير الإدارة العامة للشؤون السياسية والإعلام بمجلس الوزراء ورئيس مجلس التنسيق والإعلام للوزارات الاتحادية والمدير العام لمركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء القومي منذ العام 2013م بجانب أنه شقيق الكاتب الصحفي المعروف كمال حسن بخيت ومدير مستشفي النو د.المعز حسن بخيت متزوج وأب لـ(4) أطفال.
مطبخ إعلامي
القيادي بالوطني د.”ربيع عبد العاطي” قال لــ(المجهر) تنقراط ورجل بعيد من السياسة وربما ينجح إعلامياً من الناحية المهنية ولكن لا أعتقد أن له صلة بالرئاسة وذلك من واقع متابعتي لمسيرته وهو كان يعمل بمجلس الوزراء بعيداً عن أعين الكاميرا وشخص مطبخ إعلامي أكثر من كونه شخصية للرأي العام بالرغم من دراسته للعلوم السياسية.
وتوقع “عبد العاطي” أن فرص نجاحه إعلامياً كبيرة بعكس رسالة إعلامية داخل مؤسسات الرئاسة كبيرة جدا ولكن على المستوى التنفيذي والسياسي سيكون تحت الاختبار لفترة حتى نستطيع الحكم عليه خاصة وأنه كان يعمل خلف الأضواء بمجلس الوزراء، ويرى “عبد العاطي” أنه سيستفيد من دروس إقصاء الفريق “طه” ويبني على الإيجابيات حتى يستطيع أن يدير بحنكة مكاتب السيد رئيس الجمهورية، ويفضل د.ربيع عبد العاطي بأن يكون مدير المكتب شخصية تنقراط بعيداً عن أعين الإعلام يمارس مهامه بصورة مكتبية دون أن يكون مضافاً إليها منصب وزير دولة.
فيما يرى الخبراء أن منصب مدير مكاتب الرئيس في حقبة “طه الحسين” تم تضخيمه بصورة كبيرة لا تتناسب مع طبيعة المنصب وأعطى زخماً إعلامياً ودبلوماسياً كبيراً وفرض نفسه بأن يحضر قمماً بديلاً للرئيس في إشارة إلى القمة الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض وذلك في ظل وجود نواب ومساعدين للرئيس بجانب تضخيم دوره برفع العقوبات وانفراج العلاقات مع الخليج وهو شيء لا يدخل في صميم مدير مكتب، الأمر الذي يعكس نوعاً من التخبط بإدارة الدولة بشكل عام.
ويرى الخبراء بأن مسيرة “حاتم حسن بخيت” كموظف قديم بأمانة مجلس الوزراء ووفق التطور الطبيعي كان من المفترض أن يكون وزيراً لمجلس الوزراء بقدر العطاء الذي قدمه متوقعين نجاحه بمنصب مدير مكاتب رئيس الجمهورية من واقع خبرته الطويلة بدواوين مجلس الوزراء القومي.
ويستبعد خبراء السياسة أن يكون لهذا المنصب ذات التضخيم الذي حصل عليه إبان تقلد الفريق “طه” له مع توقعات بأن يكون دوره محصوراً في تنسيق مهام رئيس الجمهورية ما بين مكتبه بقاعة الصداقة وبيت الضيافة ومكتبه بالقصر الجمهوري بجانب مكتب الحزب، في حين ينظرون إلى أن حاتم يعد الخيار الأنسب لهذا المنصب بحكم أنه شخصية تعمل بصمت ولا تعشق الظهور الإعلامي وماهر جداً في الإدارة الداخلية للمكاتب بحكم عمله لأكثر من(25) عاماً بالمناصب المكتبية.