تقارير

مهام كبيرة في مواجهة "حاتم حسن بخيت" في مكاتب البشير

الغموض يكتنف خروج الفريق “طه” من القصر الجمهوري
الخرطوم – وليد النور
أثار قرار إقالة مدير مكاتب رئيس الجمهورية الفريق “طه عثمان أحمد الحسين” جدلاً كثيفاً وسط وسائط التواصل الاجتماعي والأوساط السياسية حول أسباب إقالة الرجل صاحب النفوذ داخل القصر والمقرب من رئيس الجمهورية ومبعوثه الخاص لعدد من الدول لاسيما دول الخليج والمملكة العربية السعودية،  وظلت وظيفة مدير مكتب رئيس الجمهورية منذ بداية الإنقاذ في العام 1989م حيث شغلها العقيد ركن “أحمد هاشم جلاس” ثم  السفير “أحمد آدم” والسفير “أحمد شاور” واللواء حينها “هاشم عثمان أحمد الحسين” مدير عام قوات الشرطة الحالي والفريق “طه عثمان أحمد الحسين” في العام 2008م، وظل كل المديرين السابقين لمكتب الرئيس بعيدين عن الأضواء ولم يطلق عليهم لقب وزير دولة برئاسة الجمهورية  بيد الفريق “طه عثمان أحمد الحسين” الذي ظهر في وسائل الإعلام عقب مفاصلة الإسلاميين وإبان فترة تولي البروفسير “إبراهيم أحمد عمر” أميناً عاماً للمؤتمر الوطني حيث عين “طه” مديراً لمكتب الرئيس ومن ثم انتقل إلى منزل رئيس الجمهورية ثم انتقل رسمياً في العام 2008 مديراً لمكتب رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري ومجلس الوزراء. ويقول مراقبون منه إن الرجل يعمل في صمت واستطاع كسب ثقة الرئيس “البشير” وظل مرافقاً له في كافة سفرياته الخارجية والداخلية وأول ظهور للفريق “طه” في ملف أزمة الخليج كان في ديسمبر2014م عندما سلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية لرئيس دولة الإمارات وكان بصحبة الشيخ المثير للجدل “الأمين علي الأمين” وحينها دافع السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية “عماد سيد أحمد” عن ظهور الشيخ “الأمين” برفقة مدير مكتب الرئيس واعتبر أن يحق لكل مواطن تمثيل دور الدبلوماسية الشعبية، وخلق الفريق “طه” هالة إعلامية كبيرة بفكرة مكاتب رئيس الجمهورية وتوحيدها في شخص واحد لأن البشير كان له أكثر من مدير مكتب منهم على سبيل المثال اللواء المرحوم “صلاح ونسي” مدير مكتبه في المؤتمر الوطني بيد أن “طه” أقنع  البشير، في يونيو 2015م بأن أصدر مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق “طه عثمان الحسين” وزير دولة ومديراً عاماً لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.
وأصدر رئيس الجمهورية المشير”عمر البشير”، (الأربعاء) الماضي، قراراً بإقالة مدير مكاتبه ووزير الدولة بالرئاسة، الفريق أمن “طه عثمان الحسين” من مناصبه، إلى ذلك أدى اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية “عمر البشير” في القصر الجمهوري بالخرطوم، أمس  (الخميس)، “حاتم حسن بخيت” وزيراً للدولة بالرئاسة ومديراً لمكاتب رئيس الجمهورية بعد أن تم تعيينه بقرار جمهوري رسمياً (الأربعاء) خلفاً للفريق “طه عثمان”. وجرت مراسم أداء اليمين في حضور النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” رئيس مجلس الوزراء القومي ونائب رئيس القضاء ووزير الرئاسة د.”فضل عبد الله فضل”.
وبخيت من مواليد العام (1959)، ودرس العلوم السياسية في جامعة بغداد العراقية، والتحق بمجلس الوزراء منذ بدايات الثمانينيات، وتدرج في سلك الضباط التنفيذيين، ثم ابتعث لاحقاً من المجلس لنيل للماجستير في المملكة المغربية. وشغل بخيت مدير الإدارة العامة للشؤون السياسية والإعلام بمجلس الوزراء، بجانب رئيس مجلس التنسيق والإعلام للوزارات الاتحادية، بالإضافة إلى المدير العام لمركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء منذ العام 2013. وكان أيضاً مشرفاً على مجلة “الأمانة” التابعة لمجلس الوزراء، ورئيس لجنة تكريم المبدعين في برنامج تواصل الرمضاني، كما عمل في مجال التدريس الإعلامي، بجانب شغله لعدة مناصب رسمية.
آخرالمهام
 وآخر المهام التي قام بها الفريق “طه”، كانت مشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض في مايو المنصرم، ممثلاً للسودان بعد  اعتذار رئيس الجمهورية رسمياً للملك “سلمان بن عبد العزيز” وقبل قمة الرياض بأيام بعث “البشير” الفريق “طه”، إلى قطر ليسلم أميرها “تميم بن حمد آل ثاني”، رسالة خطية من البشير، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه تعزيزها وتطويرها. وظلت الأنشطة التي يقوم بها مدير مكتب “البشير” موازية لأنشطة وزارة الخارجية واعتبرها البعض متضاربة مع أدوار الدبلوماسية السودانية. وأبرز المهام التي قام بها الفريق “طه” وكانت خصماً على وزارة الخارجية السودانية، هو قرار الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016.
حيث نقل الفريق “طه” يومها توجيهات “البشير” إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان بن عبد العزيز”، بقطع الخرطوم لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران وطرد طاقم السفارة الإيرانية بسبب مواقفها من السعودية.
الملف الأمريكي
وعندما صدر الأمر التنفيذي من الرئيس الأمريكي السابق أوباما برفع الحظر الاقتصادي عن السودان لمدة ستة أشهر وعقد وزير الخارجية البروفسير “إبراهيم غندور” مؤتمراً بحضور وزراء المالية والدفاع ورئيس الأركان والاستخبارات العسكرية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني سارع الفريق “طه” بعقد حوار صحفي امتد لحلقات أبرز فيه دوره في القرار وقال إن الرئيس أشرف على التفاوض مع الأمريكان بنفسه بجانب دور واضح للسعوديين والإماراتيين. وأضاف “طه” استقبلت المبعوث الأمريكي والقائم بالأعمال عدة مرات في منزلي لبحث تفاصيل الاتفاق بجانب مقابلتي  للرئيس الأمريكي الأسبق “كارتر” في منزلي واجتماعه مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة،
موضحا أن الفريق “صلاح قوش” لعب دوراً محورياً في تطبيع الملف الأمني مع الأمريكان وكشف عن تصفير العداد لمرحلة  ثالثة للإنقاذ تتشكل بقوة هذه الأيام بجانب قرار وشيك يستهدف إعادة ترتيب الملف الاقتصادي بالكامل، واستطرد أن “البشير” رتب زيارات لأربعين من الرؤساء الأفارقة إلى المملكة العربية السعودية في إطار انفتاح المملكة العربية السعودية على القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن بداية الانفراج  بين الخرطوم والرياض تزامنت مع إغلاق الملحقية الإيرانية. والرئيس “البشير” اقترح على الملك “سلمان” حسم تمدد الحوثيين في اليمن

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية