مسألة مستعجلة
ماذا لو تم تجميد النشاط الكروي؟
نجل الدين ادم
لم يكن تدخل الدولة في أزمة اتحاد كرة القدم بأي حال موفق وهي تستخدم سلطة التنفيذية القسرية لإخلاء مبنى الاتحاد لصالح مجموعة الفريق “عبد الرحمن سر الختم” التي نالت شرعية الانتخابات بفوزها على مجموعة رئيس الاتحاد السابق “معتصم جعفر” التي تتمسك باستمرار شرعيتها من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).. هل استعصى على الحكومة استدعاء المجموعة الأخيرة، والتوصل معها إلى تسوية تزيل حالة الاحتقان طالما أن المجموعة الأخرى جاءت بأمر الانتخابات، من هي هذه المجموعة؟ .. هل من بينهم قادة حركات يحملون السلاح أم ماذا؟ .. مؤكد أنهم جزء أصيل من تكوين الدولة، البعض عضو في الحزب الحاكم والآخر عضو في البرلمان القومي الخ…
أما تدخل الدولة على المستوى الأعلى فهو للأسف تأخر كثيراً، وفي ذلك تقع المسؤولية على وزارة الشباب والرياضة، إذ أن من أوجب واجباتها أن تحيط الرئاسة أو مجلس الوزراء بواقع الحال، خصوصاً إذا وصلت إلى قناعة أن الأزمة تجاوزت مقدراتها، ولكن للأسف لم تفلح هذه الوزارة في طي الأزمة، وفي المقابل لم تلجأ للسلطة الأعلى إلا عندما حان وقت تدخل الاتحاد الدولي للكرة (الفيفا).
الآن (الفيفا) تقف مع معسكر “معتصم جعفر” من باب أن الشرعية مستمرة، وأنها لا تعلم بأي انتخابات جرت في الخرطوم، بل لا تعترف بها، وفي ذلك تلوِّح بعقوبة تجميد النشاط الكروي في السودان إذا أصرت الحكومة على الشرعية الانتخابية الأخيرة، لا أعرف، هل هو من حسن الطالع أم العكس أن تتدخل الدولة على أعلى المستويات في الزمن بدل الضائع؟.
مؤسف أن ندوس على القوانين المحلية التي تحكم وتنظم النشاط الكروي ونتراجع، لأن (الفيفا) تقف على خط التماس وتريد من الحكومة إلغاء كل ما جرى من انتخابات، إذا حدث ذلك فإنه يعني أن الدولة لا تحترم تشريعاتها ولا قرارات أجهزتها العدلية ومؤسساتها المسؤولة، وهذا ما يجعلني أتساءل .. لماذا تخشى الدولة من قرار تجميد النشاط الكروي طالما (الفيفا) تريدنا أن نكسر قوانيننا وندوس عليها في الأرض؟، لا اعتقد أننا سوف نخسر شيئاً، دعوا (الفيفا) تفعل ما تريد، ما الذي نخشاه على كرتنا اليوم والتي لا يعلو فيها إلا صوت الهزائم المتلاحقة، وليس آخرها الهزيمة القاسية لفريقنا القومي من مدغشقر بثلاثة أهداف، رسوب للفريق القومي ورسوب بالجملة لفريقي القمة الهلال والمريخ وهزائم متتالية للفرق الأخرى.
لن نخسر شيئاً إذا تم تجميد نشاطنا الكروي، بل ربما نكسب الفرصة في إعادة الخطوات وإصلاح ما أعوج وبناء ما هو صالح من خطط للمستقبل، دعوا (الفيفا) تصدر قرارها ولا حسرة على البواكي.
علمت أن وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم وصل الخرطوم صباح أمس، ومؤكد أنه يحمل رسالة للحكومة بأن لا تتدخلوا في هذه الرياضة الجماهيرية، ومؤكد أنه يستمع لوجهات النظر وسيلتقي وزير الشباب والرياضة اليوم، وهنا نقول للوزير عليك أن تكون واضحاً بأنه مثل ما للاتحاد الدولي قوانين تقيِّد النشاط نحن أيضاً لنا قوانين ينبغي أن تحترم وإلا فلا داعي لأي نشاط يتجاوز الخطوط الحمراء، على أن تبلِّغ وفد (الفيفا) إذا اقتنع فذلك خير، أما إذا لم يقتنع ففي (ستين)، وجمدونا فلن نخسر والله المستعان.