فوق رأي
حادث لغات
هناء إبراهيم
على مر التاريخ الاجتماعي وجدت فئة من الناس تميَّزوا بسرد أدق تفاصيل الحوادث والحوارات مع بعض الزيادات المنطقية وغير المنطقية، رغم أنهم لم يشاهدوا أي جزء منها.
هم يا صديقي يميلون إلى تضخيم مستوى الحادث موضع الوصف حتى ينال نسبة أكبر من التأثير النفسي لدى المتلقي الكريم إذ أنهم ضد نظرية (جات بسيطة).
حيث يتم توزيع الميزانية النفسية للحادث مابين زيادة عدد الضحايا، مأساوية الموقف والعربية التي (أتعجنت خالص).
والله جد..
في عالم نشرات الحوادث الطبيعية والأفلام ثمة من فقد ذاكرته، أما ما حدث مع الشاب “بنيامين” فهو حادث خير وبركة.
حادث السرور.. حادث مكسب
“بنيامين” شاب أسترالي تعرض لحادث مروع وتم إنقاذه بأعجوبة كما يقال في مثل هذه الأحداث.
كانت المفاجأة هي أن “بنيامين مكماهون” ذي الـ22 عاماً، استيقظ وهو يتحدث اللغة الصينية بطلاقة.
والله جد..
ليس هذا فقط وإنما نسى لغته الأم ولم يتمكن من تذكرها إلا بعد 3 أيام، ومع ذلك بقي يتحدث الصينية بطلاقة وسهولة كأنهم متربين مع بعض…وعشرة كلام وكدا.
كأنو صيني أباً عن جد.
فـسبحان الله العظيم..
خرج من الحادث بلغات..
خرج من الحادث متعلم..
ثمة مشاكل توجعنا لكننا نشعر بعدها بتحسن كبير.
تحس إنها مكسب.
فـ”بنيامين” بعد الحادث ذهب لدراسة التجارة بشنغهاي وهو سعيد بهذا الحادث ويهدي لحن الختام إلى جميع الأهل بأستراليا والصين والخطيبة بسقط لقط مربع 29.
الواحد مننا يقضي 5 شهور، في رحاب تعليم اللغة الإنجليزية ولما يقولوا ليهو (مس يو) يقول (بيكوز ام هابي).
يعني لو عمل حادث مماثل ممكن اللغة الإنجليزية تنتحر أمام تمثال الحرية.
إذا كان هو خريج جامعي وبكتب لغته الأم بطريقة خراج الروح.
فنسأل الله الكفارة..
أقول قولي هذا وأسأل الله الخير والفرح واللطف.
وإن كان نفسي أنا شخصياً: بتكلم مع قلبك تلاتة لغات
و…..
الجمال والحب في بلادي.
والله جد..