نوافذ

شاعرات حول البن..!!

على روعتها.. ورغم أنف هذا العشق الذي يربط بيننا ذرة ذرة.. وخلية خلية.. لم تشفع محبتي لها.. تلكم التي امتدت لسنين لا أعلم حسابها.. ولم يشفع أن أعرف بها، كونها ليست كما أحب حينما أكون وحدي.
هكذا أفكر بقهوة الغربة.. التي لا يشاركك فيها سوى الفنجان.
وهكذا الوطن الذي تنتمي إليه.. كلما عدت نحوه ووجدت أحبتك قد تسربوا كالماء من بين يدي طفل صغير يتعلم الوضوء.. تحس بأن الوطن غادر مع أوراقهم الثبوتية.. وتبقت الجدران.. والتراب.. فقط.
كنت أفكر كثيراً فيم سأكتب اليوم.. وسرعان ما أطل عليّ فنجان قهوتي للأمس وحيداً مكسور الخاطر.. فقررت أن أحدثكم عن وطن القهوة.. وقهوة الوطن.
كنت أحدث الأستاذ “خالد شقوري” عرضاً عن رغبتي الجادة في الابتعاد عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وربما الشعر ما استطعت لذلك سبيلاً.. لفترة ليست بالقصيرة.. فتساءل الرجل مستنكراً عن السبب، فأجبته: غدت الساحة مكتظة بالشاعرات اللائي شكلن من البن محوراً كونياً تدور حوله دنيا الشعر.. فاخترت أن أترك مجال الشعر.. لا القهوة.. للقادمات والقادمين من وادي عبقر.
كثيراً ما يواجه فنجان قهوتي مشاكل لا قبل له بها.. ولا ذنب سوى أنه يقبع بين أصابعي بلا قدرة على الحراك.. ومن هذه المشاكل ما أقرأه في هذه الأيام من نقد لمعظم برامج رمضان.. وبرنامج (أغاني وأغاني) بصفة خاصة، وأتعجب إذ إن (فيسبوك) يكتظ بالتعليقات ذاتها كل مساء، بينما يشهد يوتيوب على ارتفاع نسبة مشاهدة الحلقات يومياً دعك من حلقات التلفزيون التي يشاهدها أكثر من نصف السودان.
في هذا الإطار، حدثني أحد الإخوان الذي أعرف تماماً شدة حربه الشعواء على (أغاني وأغاني)،  فسمعت صوت التلفاز يصدح بأغاني البرنامج، فاستنكرت ذلك، وجاء رده بضحكة بريئة.. قائلاً: (بحضرو عشان سببين.. ونسة الفيسبوك.. ومأمون سوار الذهب).
{ خلف نافذة مغلقة
بمناسبة “مأمون”.. (مأمون حميدة عمل شنو على الإسهالات المائية؟).
سؤال بريء، أقسم بالله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية