وزير دفاع الهلال كابتن "طارق أحمد آدم" في حديث استثنائي لـ(المجهر)
التحاقي بالهلال كان حدثاً وتم تسجيلي بمبلغ(1500) جنيه
لم أسجل أهدافاً كثيرة لكني صنعت أهدافاً لا تحصى..!
القصة ما قصة “هلال مريخ” بس وإنما تشمل نظرة الدولة للرياضة والبنى التحتية..!
حوار ـ هبة محمود
وسط جو لا يخلو من المشغوليات والاجتماعيات التي لا ينفك قائماً عليها، وكأني به يريد تعويض ما فاته من مجاملات حال بينها عشقه للمستديرة رغم اعتزاله الطويل، ظللنا ولأيام نتلمس حوارنا معه خاصة أن الجلوس في معيته يرجعك لأيامه الجميلة، ذاك العهد الذهبي، ويكسبك أناقة اللقاء والحرف والكلمة.
ظل كابتن “طارق أحمد آدم” ولسنوات مضت وزيراً للكرة بفريقه الأزرق كما يحلو للجماهير الهلالية تسميته، يتفنن في كيفية صناعة الأهداف ويتخصص في إمتاع جماهيره حد الثمالة وهو يقف سداً منيعاً أمام أي هجوم من الخصم على المرمى، ليستحق بذلك الحب واللقب.. والوفاء.
ظل ضيفنا نجماً أساسياً في فريق الأزرق والفريق القومي، تميز بالهدوء والحكمة، فتجده في أحياناً كثيرة ضابطاً لإيقاع المباراة، يمنع الاحتكاك بين خصوم اللعبة مهما كانت الأسباب، ويجد نداءه القبول والاحترام من الخصم قبل أعضاء فريقه.
لم تبعده سنوات الاعتزال عن الوسط الكروي والاهتمام بمشكلاته ومعضلاته وإن بدا يائساً كثيراً مما تعانيه أي- الكرة السودانية- من وهن يدبّ في أوصالها، ليظل رغم يأسه هذا مفتوناً بها سيما أنها تسري في شريانه والوريد.. وما بين دفاتر الماضي والحاضر جلسنا إليه نقلب الأوراق ونسترجع الذكريات.
*رمضان كريم كابتن “طارق” وكل سنة وأنت طيب؟
وأنتم بألف خير وجميع الأمة السودانية بعافية، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.
*أين “طارق أحمد آدم” الآن؟
أنا حالياً موجود ولا أشغل أي منصب. كنت مدرباً وقبل شهرين تمت إقالتي.
*يمكن أن نقول إنك مراقب؟
أتابع الساحة الرياضية من على البعد.
*ما بين عملك كمدرب وبين انتمائك لفريق الهلال؟
العمل ما فيهو انتماء، هذا عمل وواجب أقوم بتأديته، لكن إذا كنتِ تعنين الانتماء الروحي فهو حتماً يختلف وانتمائي الروحي للهلال لا يضاهيه شيء.
*عشقك لكرة القدم أزلياً؟
أنا أعشق المستديرة منذ الصغر نسبة لنشأتي في جو كروي بحت فـ (أخوالي) مؤسسون نادي الديوم.
*معنى ذلك أنك كنت معروفاً على نطاق واسع؟
أبداً ما كنت معروفاً.
*نادي الهلال كان حلماً بالنسبة ليك؟
كان حلماً والتحاقي به كان حدثاً كبيراً.
*انضمامك له كيف جاء؟
زمان ما كان في احتراف ولا غيرو أنا لعبت في الدرجة الثالثة ومن خلال لعبي تم تسجيلي بالفريق، كان يتم رصدك وتسجيلك بعكس ما يحدث الآن، ذلك بالإضافة إلى أن اللعب كان على عهدنا هواية.
*التحقت به في أي عام؟
1981 م تم تسجيلي بمبلغ 1500جنيه وقتها.
*مبلغ كبير بحسابات الزمن داك؟
على العكس ما كان كبيراً، لكن الفرحة بالهلال كانت أكبر وفرحة ما بعدها فرحة.
*تخوّفت من التجربة في بداياتها؟
ما كنت متخوفاً من التجربة لأني واثق من إمكاناتي، بل الأمر كان تحدياً بالنسبة لي.
*لم تتخوّف أو تتهيب أسماءً كانت تلعب في الهلال وقتذاك؟
بالعكس أنا كنت عايز أثبت للأسماء دي إمكاناتي ومقدرتي شنو من خلال أدائي.
*خشيت الهزيمة في وقت من الأوقات خاصة، أن اللعب في الدرجة الثالثة يختلف عن اللعب في الهلال؟
لم أخشَ الهزائم لأنو ما فيها شيء مزعج، أنا أراها حاجة عادية ما كنت بشوف فيها حاجة مخجلة ولا غيره، ودي كرة قدم غالب ومغلوب.
*أحرزت أهدافاً كثيرة؟
أنا ما عندي أهداف كثيرة يمكن ثلاثة أو أربعة أهداف، لكن أنا صنعت أهدافاً لا تحصى.
*ومن هنا جاء لقب الوزير؟
*الوزير لقب أطلقه عليَّ جمهور الهلال الذين احتفظ لهم بكل ما هو عظيم وعميق لأنني قضيت معهم أياماً حلوة، أنا أجمل أيام حياتي قضيتها في نادي الهلال.
*كنت كابتناً لفريق الهلال وتتمتع بقدرة فائقة في فن التعامل مع ندكم التقليدي (المريخ) لاحتواء أي مشكلة داخل الميدان فكيف كان ذلك؟
كرة القدم ليست لعبة عداء وإنما محبة والآن أصبحت سفارة، القضية ليست قضية خصم ولا عداء، ودا مفهوم خاطئ على فكرة، وأنا ومن هذا المنطلق كنت أجيد كيفية التعامل في الميدان.
*الآن يكثر العنف داخل الميدان ويزداد التعصب الكروي بشكل كبير؟
أنا أعتقد أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في هذا التعصب، الآن الصحافة أصبح لها دور كبير من خلال ما تكتبه بعض الأقلام وهذا الأمر أثر كثيراً في مسألة التعصب الكروي، الآن الناس بتتراشق من أجل مباراة وهذا أمر مؤسف.
*بتستغرب؟
بستغرب من الحال دا ولم أتوقع أن تحدث مثل هذه الأشياء لأن دي رياضة والانتماء حق مشروع وما في زول عنده الحق في حجب الآراء لكن بمزيد من ضبط النفس، لكنني أعتقد أن هناك من لهم أهداف ومصالح للعيش في مثل هذا الجو حتى يسير بهذه الكيفية.
*يمكن لأن الهلال والمريخ أكبر ندين لبعض لذلك يحدث مثل هذا التعصب؟
ما المشكلة أنهما ندين، المشكلة أنو في حاجات كثيرة تعتبر حلقة فيما بينها ويجب أن تكون مكتملة عشان ما تتطور الرياضة ككل وليس كرة القدم فحسب.
*تعتقد أن هناك عوامل تعيق من تقدُّم الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص؟
أول هذه العوامل هو أن اهتمام الدولة بالرياضة ونظرتها إليها وما إذا كانت أمراً ثانوياً أم أساسياً، ثانياً البنى التحتية للفرق والكوادر المدربة …الخ ، القصة ما قصة هلال مريخ بس.
*دي أكبر المشاكل برأيك؟
أضف إلى ذلك عدم المؤسسية، ودي أهم حاجة مفقودة على جميع مستوى الأندية.
*الكرة السودانية زمان أفضل؟
الآن الوضع أفضل من السابق من ناحية معينات واهتمام ورعاية وخلافه، لكن من ناحية الجهاز الفني الوضع زمان كان أفضل عشان كدا الكورة كانت جميلة وفيها إبداع، الآن ما في كوادر فنية رغم توفر جميع المعينات.
*لماذا لايتم الاستعانة بخبراتكم في الفريق القومي وفريق الهلال؟
عايزين المدرب الأجنبي، لأن الوطني غير مرغوب فيه.
*زامر الحي لا يطرب؟
ضاحكاً ..أيوة زامر الحي لا يطرب.
*الكرة بخلاف عهدكم أصبحت احترافاً أكثر منها هواية؟
دا حقهم وزمنهم، لكن البطلبه منهم أي ـ اللاعبين ـ أن يمتعوا جمهورهم ويدوهم حقهم، من اللعبة الحلوة والممتعة، لأنهم ما بدوا جمهورهم حقه.
*الكرة لغالبية اللاعبين أصبحت استثماراً؟
بالتأكيد استثمار لكن مالوا، يستفيدوا ويدوا الناس حقهم من إمتاع ويجوِّدوا عملهم وين المشكلة.
*أحياناً تشاهد أداءً لأحد اللاعبين مثلاً وتتمنى لو تنزل الملعب حالاً؟
بقول ياريت ويستغرب من حاجات كدا وبتألم زي مابقولوا، لكن بالمقابل في ناس بتلعب على مستوى.
*ممكن تترك مشاهدة أي مباراة لو دمك فار؟
ما بتركها وما بفوت فيها حاجة بل على العكس بقول للناس البتكورك ويقولوا ديل مرض بقول ليهم دا الوضع كدا والما عاجبوا يترك المشاهدة، الوضع اختلف عن زمان وبقى مافي حل وسط يا أبيض يا أسود زمان الهلال كان متعة وفناً.
*الكرة السودانية الآن إلى أين؟
نحن لا واقفين ولا ماشين، زي ما ذكرت ليك أي عمل غير مؤسسي ما بكون ناجحاً ولا يكون فيه تقدم، بالعمل المؤسسي يكون التقدم لكن خلاف كدا بنكون منتظرين الحظ.
*الفرق السودانية منتظرة الحظ؟
الفرق السودانية ماشه بالحظ ما في عمل منظم ولا إستراتيجيات.
*شنو الرسالة اللي بتبعثها ليهم؟
الفنان قال ما في حتى رسالة واحدة بيها اتصبر شوية، الحقيقة أنو مافي علاج للوسط الرياضي، ولو لقوا علاج للسرطان كان لقوا علاج للكرة السودانية. ما في زول قلبه عليها هناك انتهازية وفوضى.
*قنعت من علاجها؟
أنا جزء من الوسط الرياضي وبحب الرياضة جدا لكن الوضع الآن مليء بالمشاكل، الاتحاد العام فيه مشاكل ونادي الهلال كذلك، هناك اتحادان لكرة القدم في البلاد عشان كدا قلت ليك ما في رسالة واحدة أبعثها ليهم ولا في زول بسمعك.
*هل فكرت في العمل خارج البلاد وبالمرة ترتاح من مشاكل الكرة السودانية؟
قدمت لي عروض كثيرة للعمل خارج البلاد لكن أنا لا أرى نفسي إلا في السودان، الغربة أنا ما من أنصارها أنا عاشق للسودان.
*تجمعك علاقات طيبة بفريق المريخ؟
تجمعني علاقات طيبة مع جميع أعضاء فريق المريخ.
تتمنى تعود للملاعب مجدداً؟
لا ما بتمناها لأني أديت رسالتي وواجبي لكن ممكن أشاهد أو أدرب فقط.
*على الصعيد الأسري هل انتهج أبناؤك نفس نهجك؟
أولادي انتهجوا نهجاً معاكساً وهي الفروسية، الرياضة مهمة بالنسبة ليهم جدا وأنا بشجعهم.
*ما لا يعرفه الناس عن “طارق أحمد آدم”؟
ضاحكاً.. حياتي عادية ما فيها أي حاجة، أنا من أبناء الديوم من أسرة متوسطة الحال.
*هل النجومية أصابتك بالغرور وأثرت في علاقتك بالناس على أيامها؟
بالعكس أنا “طارق أحمد آدم” قبل النجومية وبعدها لم أتغير.
أنت الآن بعيد عن الأضواء؟
عايش حياتي مرتاح.
انحسار الأضواء عنك أثر فيك؟
دا شيء طبيعي وأنا عارف ح يجي يوم زي دا، في ناس بقابلونا ما بعرفونا وفي ناس بقولوا لينا أشكالكم اتغيرت وفي ناس سمعوا عننا بس وبالتالي أنا ما خالد فيها أبداً، والأضواء ما سعيت ليها. والزول لو افتكر نفسه أنو وحيد زمانه يكون غلطان، أنا هيأت نفسي لليوم دا وعشت حياتي على هذا الأساس.
*كيف تقضي شهر رمضان؟
رمضان بالنسبة لي شهر عبادة وشهر مبارك.
كيف هي علاقتك بالمطبخ؟
أنا ملاح ما بعرف أسخنه، نحن من عائلة نسوانها طباخات وبعشق كل أنواع الأكل السوداني.
كابتن شكراً جزيلاً لك؟
شكراً ليكم وأتمنى لكم مزيداً من التقدم والازدهار وتصوموا وتفطروا على خير.