حكومة الوفاق عرضة واتفرتقت !!
ظل المواطن السوداني فترة من الزمن انتظاراً لتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي اعتقد أنها سوف تحل جل مشاكله، وطال الانتظار إلى أن أعلنت الحكومة وأدى الوزراء القسم أمام السيد رئيس الجمهورية واستلم كل وزير موقعه في الوزارة المعنية، ولكن ثم ماذا بعد التشكيل الوزاري ماذا فعل أولئك الوزراء ما هي أولوياتهم في حل المعضلة التي تواجه الاقتصاد السوداني على الأقل، باعتبار أن معاش الناس هو المهم في هذه المرحلة. قد يقول قائل ولكن حكومة الوفاق الوطني ليس بيدها عصا سحرية لحل معظم المشاكل، نعم ليس بيدها عصا سحرية ولكن هناك رؤية في عملية الحل ووضع الأسس والبدائل في ذلك، إلا أن الرؤية ما زالت قاتمة في الوصول إلى حل للمشاكل المستعصية فها هو السوق متحرك يومياً والأسعار متصاعدة، ولا فرق بين حكومة الوفاق الوطني ولا الحكومات السابقة ولا أظن لو حلت هذه الحكومة وجيء بحكومة أخرى فالحال يا هو الحال والمواطن المغلوب على أمره مكتوي بالزيادات، بينما الذين شاركوا في الحوار الوطني وكل حديثهم عن الوطن والمواطن ولكن هاهم يدخلون الوزارات وينسون المواطن وما كانوا ينادون به الآن، كل شخص يقول يا نفسي يا نفسي من كان يسير معنا راجلاً الآن وفرت له حكومة الوفاق الوطني سيارة وربما أكثر منها ومسكناً وغير ذلك من الامتيازات الأخرى، المواطن السوداني أناني ولا يشعر إلا بنفسه فكلما سمعنا جعجعة المناضلين نظن أن قلوبهم مع هذه الطبقة المسحوقة أو المطحونة، ولكن ما أن يصلوا إلى أهدافهم تجدهم انزووا في ركن بعيد حتى عن الذين كانوا معهم. فحكومة الوفاق الوطني وإلى أن تنتهي الفترة بقيام الانتخابات القادمة لن تفعل شيئاً للغلابة من أمة محمد، ونحن في الشهر الكريم وسيدخل علينا العيد ستجد من دخل الوزارة وكان معدماً سيعيش أحلى أيام العمر بعد أن كان يبحث عن لقمة العيش ويجري وراء الحافلات والبصات، فالسوق لن يرحم الغلابة والتجار لن تأخذهم شفقة بهم وسيزيدون الأسعار مضاعفة وكأنما هذا الشهر جاء ليغتني هؤلاء بينما يعدم أولئك، فحكومة الوفاق الوطني التي من المفترض أن تراقب الأسواق باعتبار الوزراء الذين جاءوا من القاع يفترض أن يحسوا بآلام مواطنيهم، ولكن لا أحد تحرك كل استلم موقعه الوثير وبدأت الفضائيات تستضيفه في لقاءات مطولة ينظر عن الحالة ولكن لا يملك العلاج، المهم وصل إلى المقعد الذي كان يبحث عنه بالمعارضة أو بالصوت العالي أو المناكفة المهم وصل إلى مبتغاه، أما خطة عمله فصفر وستجدون ممن اعتلى الكرسي وإلى أن تنتهي الفترة لن يقدم شيئاً لهذه الأمة، ولذلك ومنذ أن بدأت الحركات المسلحة وبدأت المعارضة تكيل السباب بشدة لها فتحت المجال لكل من عارضها وأنشأ حزباً منحته فرصة أن يكون وزيراً أو مسؤولاً فيها، ولكن ماذا قدم أولئك المعارضون أو القادمون من مناطق النزاع ما هي الفائدة التي جناها السودان منهم، لقد استفادوا هم أكثر مما استفاد السودان والآن عشرات أو آلاف منهم جاءوا بحجة المشاركة في حل مشاكل البلاد، ولكن حينما ننظر إليهم نجدهم جاءوا لحل مشاكلهم فانظروا إلى حالهم ما قبل وما بعد ستجدون الفرق شاسعاً، ولذلك لا نتوقع أن يقدموا لنا وللمواطن شيئاً وأخيراً كما يقول المثل السوداني عرضة واتفرتقت.