سيدي الرئيس.. الفزعة.
في الوقت الذي تضج به وسائل التواصل الاجتماعي بموجات الإسهال المائي التي تجتاح هدوء البلد وتعصف بـ(عقاب طمأنينته)، يزداد خوف الأسر التي تتناقل الأخبار ببعض من الأسى وكثير من الدهشة.. الأولى على ما آل إليه الحال.. والثانية لأنه ليس ثمة من (يدق صدره ويشيل الشيلة) من المسؤولين.
من المتوقع في هذه الحالات أن تمتلئ الشوارع بعربات الإسعاف.. لا أن تغلق المستشفيات أبوابها في وجوه المرضى.
أن يدرب الكادر الطبي في دورات مكثفة لكيفية التعامل مع هذا الوباء.. لا أن يديروا ظهورهم أو يعاقبوا لتعاونهم.
أن تكون هنالك حملات لنظافة الأطعمة والشوارع.. وإبادة الذباب.. لا أن نجادل ونحاجج و(نتاكل) في بعض.
تذكرت وأنا أقرأ بعض التصريحات التي ضجت بها الصحف قبل يومين.. تذكرت حالنا نحن الأربع بنات اللائي نشأن في بيت واحد وأعمار متقاربة.. إذ إن البيت يضج بالضيوف.. والخدمة فيه لا تنتهي.. ونحن (نتحاجج) دوماً.. ما بين (العدة ما عليّ والله) و(عشان النضافة ساهلة أديتوها فلانة البتريدوها).. و(دي شغلتي وداك ما شغلي).
كان هذا إلى حد ما ليس مؤلماً بحجم ما أراه اليوم، إذ إن الموضوع في منزلنا لا يتعدى (نهرة واحدة من أبوي) وتبقى الخدمة (نفير).. عليك ما عليك تقضي وإنت ساكت.. وإلا (فالعاقبة عند الوزراء).
الآن.. نحن لا نتحدث عن نظافة منزل.. نحن نتحدث عن أرواح في ذمة المسؤولين.. ولا نتحدث عن أخوات في بيت.. نتحدث عن وزارات وإدارات.. (وفوق كل ذي علم عليم).. ولا نتحدث عن والد أو أخ.. نتحدث عن توجيه واضح وصريح لاحتواء هذه الأزمة التي ربما أودت بحياة الكثيرين.. فنادراً ما تطابق الإحصائيات المعترف بها الإحصائيات الواقعية.
الفزعة..
الفزعوووة.