ريع مقال
“البشير” .. بين “الدوحة” و”الرياض” .. !!
خالد حسن لقمان
أصبحنا أخيراً من أكثر الشعوب المحبة للطرفة وقد وضح هذا بجلاء خلال اليومين الماضيين عقب إعلان القطيعة مع قطر فعلى الفور ضجت المواقع الاسفيرية بالنكتة السياسية الذكية .. ومع هذا المرح الاسفيري يبدو أن هنالك عدداً كبيراً من الكتاب والصحفيين والمراقبين انتخبوا الرئيس “البشير” ليقوم بوساطة مباشرة في هذه الأزمة، اعتباراً لعلاقته الجيدة بالقطبين الرئيسيين فيها .. السعودية وقطر وفي ذهن هؤلاء ما قامت به الخرطوم بين “عبد الناصر” والملك “فيصل” في الستينيات .. وبالمقابل ناشد كثيرون الرئيس باتخاذ موقف محايد تماماً بل ومبتعد عن كل ما قد يضع السودان في موقف مؤيد لأي طرف ضد الآخر، مع إقناع الجميع بحرص الخرطوم على المحافظة على علاقات عربية مستقرة .. وفي ذهن هؤلاء الورطة التي وقعنا فيها خلال حرب الخليج إلا أن هذا الفريق الأخير يكاد يغفل عن أن الموقف الحيادي الذي يطالبون به وعدم اتخاذ أي موقف هو في حد ذاته موقف مصنف للسودان، وهذه هي ورطة الدبلوماسية السودانية الآن وليس أمام “البشير” غير الرهان على موقفه التحالفي الجديد مع الملك “سلمان”، لإقناعه بحتمية استمرار السودان في علاقاته مع قطر خدمة لجميع الأطراف.