إفطار الحركة الإسلامية !!
لبيت الدعوة التي قدمت لي من الحركة الإسلامية لإفطار رمضان الذي أقيم بمنزل الأمين العام للحركة الأستاذ “الزبير أحمد الحسن”،على الرغم من التنظيم الجيد الذي أعد للمناسبة ولكن لفت نظري غياب العديد من منسوبي الحركة الإسلامية خاصة الوزراء فلم ألحظ واحداً من الوزراء الحاليين في حكومة الوفاق الوطني والمنسوبين للمؤتمر الوطني غير مساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور “نافع علي نافع” ولكن الذين جاءوا فعلاً يمثلون الحركة الإسلامية في ثوبها القديم وهي الحركة التي قامت من أجل الدعوة ولم ألحظ أصحاب الجلاليب البيضاء والعمامات المزركشة لقد غابت تلك المظاهر التي نشهدها في المناسبات المختلفة الذين حضروا شعثاً غبراً يمثلون الحركة التي قامت أصلاً من أجل الدعوة وطاعة الله، تعجبت أين منسوبو الحركة داخل الجهاز التنفيذي والتشريعي، فقد طغى على المناسبة أهل الطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني والرياضيون أمثال “أحمد دولة” و”شوقي عبد العزيز”، ولم ألحظ ممثلين للمريخ أو الفرق الرياضية المختلفة بجانب عدد من النساء ممثلات للحركة الإسلامية، الإفطار شهده عدد كبير من الناس حتى ضاقت الأرض بهم.. والطعام حوى ما لذَّ وطابَّ من أصناف الطعام البلدي والأفرنجي، ولكن الجهة المنظمة لم تقم بالترتيب اللازم إذ أن الضيافة جاءت أحياناً بعد أذان الإفطار لا أدري لم يتحسبوا للعدد الكبير أم أن العدد المكلف بصناعة الأصناف كان قليلاً، عدا ذلك كل شيء كان تماماً.
من الشخصيات التي شاهدتها من غير السودانيين كان السفير القطري “راشد بن عبد الرحمن النعيمي” و”ماء العينين” سفير المغرب أما من السودانيين فكان الأستاذ “مهدي إبراهيم” والدكتور “عباس الخضر” والدكتور “محمد البشير عبد الهادي” وشيوخ من الطرق الصوفية وتفاعل البعض مع أولاد الحبر في المديح النبوي.
أدار البرنامج الأستاذ “محمد الأمين” بصورة ممتازة رغم قلة الفقرات المقدمة ومن ثم تحدث الشيخ “الزبير أحمد الحسن” مرحباً بالضيوف الذين يمثلون مشارب مختلفة وتحدث عن ما قدمته الحركة الإسلامية الفترة الماضية الهجرة إلى الله والمصالحات المختلفة وأثنى على الحركات المسلحة التي استجابت إلى نداء الوطن وانخرطت في الحوار الوطني وطالب بقية الحركات التي لم تستجب إلى النداء بالإسراع لإكمال عملية السلام، وقال إن الصائمين يتشبهون بالملائكة بالنهار في عدم الأكل والشرب وفي المساء عندما ينقطعون في العبادة وهذا وصف بليغ من الشيخ “الزبير” لأن الصائم فعلاً عندما يترك الطعام والشراب في النهار يشبه الملائكة التي لا تأكل ولا تشرب، أما في المساء حينما يذهبون إلى صلاة العشاء ثم التراويح ثم صلاة التهجد فهم في حالة عبادة تامة.
إن الحركة الإسلامية التي تحتفل سنوياً بهذا الإفطار يدل على تماسكها وتماسك برامجها ولكن أين بقية منسوبيها الذين اعتلوا المناصب بسببها؟ أين هم منها ومن برامجها.. كنت أتوقع معظم منسوبي المؤتمر الوطني في هذا الإفطار وسألت نفسي: هل انتهت علاقة الوزراء بالحركة الإسلامية بعد دخول الوزارة، وهل الإفطار الذي تقيمه الحكومة الأيام القادمة سيكون مستوى الحضور من قبل الوزراء المنسوبين للمؤتمر الوطني بنفس مستوى الحضور في إفطار الحركة الإسلامية أم أن العدد سيكون كاملاً.