رأي

مسألة مستعجلة

وافتضح أمر وزارة الصحة!!
نجل الدين ادم
مؤسف جداً أن تضلل الجهات الرسمية الرأي العام بمعلومات لا علاقة لها بواقع الحال، لشيء في نفس من يحيكون التقارير، على قرار “كلو تمام سيادتك”، هذا ما كشفه التحقيق الميداني الذي أجرته الزميلة النشطة بالصحيفة “هبة محمود” في عدد الأمس وهي تقف على الإصابات بالإسهالات المائية بحي طيبة الأحامدة – العزبة الشعبي، المتاخم لكافوري الراقي، إذ أن الحي المنهار بيئياً يشهد أكثر من (100) حالة إصابة وتسجيل (12) حالة وفاة خلال يومين فقط، والمرض يزحف والأهالي هناك أصابهم الهلع والخوف وسراديق العزاء على امتداد ساحات الحي، بينما يقول الوزير “مأمون حميدة” للصحافيين يوم أمس الأول إن عدد حالات الوفاة في ولاية الخرطوم وليس في هذا الحي، بلغت فقط (4) حالات وفاة.
القاعدة الذهبية تقول إن الاعتراف بالمشكلة تمثل عبور نصف الطريق لحلها، فلماذا يختار “حميدة” ومعاونوه طريقاً آخر لدمدمة الحقائق والتقليل من المرض، ومن عجب أن حديث الوزير “حميدة” جاء عقب تفقده مراكز الإسهال بمستشفى بحري، وهو ذات المستشفى الذي شهد عمليات نقل لحالات الإصابة الكبرى لسكان حي العزبة.
 قد لا يتخيل الوزير حجم الكارثة التي تحيط بهذا الحي، لغة التقارير المنمقة في مثل هذه الحالات لا تجدي نفعاً بل إنها تزيد الأوضاع تعقيداً وسيجد المرض طريقه للتمدد، لذلك حرصت الصحيفة أن تكون في موقع الحدث أكثر من الوزارة نفسها فلو أن الوزير اتبع ذلك لكفاه شر هذه التقارير غير الواقعية.
وزير الصحة ينبغي أن يكون قد قرأ إفادات أهل هذا الحي من خلال التحقيق الذي أجرته الصحيفة، وقارن ما بينها وما قاله من تصريحات بالخصوص، لذلك فإنه مطالب أن يقف على صحة ما رفع إليه من تقارير من الجهات ذات الصلة، يحتاج الوزير أن يزور هذه المنطقة ميدانياً ويقف على حقيقة الأمر مجردة دون رتوش وحواشٍ وحذف وإضافة، أتمنى أن يعترف وزير الصحة بحجم المشكلة ويبدأ في معالجاتها وإلا فإن المرض سوف ينتشر في أحياء أخرى شبيهة بهذا ويحصد أرواح الأبرياء من المواطنين الضعفاء الذين لا يملكون قيمة العلاج، ولسوء الأسف أن البعض منهم توفي خلال التنقل من مستشفى إلى آخر.
صحيح أن وزارة الصحة ليست الجهة الوحيدة المسؤولة عن انتشار المرض ولكن يقع عليها العبء الأكبر في حماية المواطنين من خلال التنسيق مع الجهات ذات الصلة في المحليات ووزارة البيئة.
المرض على خطورته يمكن تداركه بمزيد من الاهتمام وفتح المستشفيات كافة لأبوابها سواءً كانت خاصة أو عامة، وزارة الصحة يلزمها إصدار توجيهات صارمة بالتعامل مع المرض كطوارئ.
على الوزارة أن تتهيأ لما هو أسوأ بدلاً من إصدار التصريحات بأن المرض قد انحسر والمعلومات المؤكدة أن الأمطار التي ربما تهطل خلال الأيام المقبلة ستكون محفزاً أكبر لعودة المرض بكثافة، فعلى الوزارة أن تكون قدر التحدي وتعد العدة من خلال التنسيق حتى لو أدى ذلك لإعلان الطوارئ في المناطق الأكثر إصابة والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية