عز الكلام
السودان والمصالحة العربية
ام وضاح
التطورات التي شهدتها منطقة الخليج العربي في الاثنتين والسبعين ساعة الماضية هي تطورات للأسف لو أنها استمرت بذات السيناريو ولَم تجد التدخل العاجل فإنها سترسم لاشك صورة قاتمة وسوداء لشرق أوسط جديد تذبحه التكتلات وتعصف به رياح الانقسامات وكأن الأمة العربية التي ظلت لا تجتمع إلا في مناسك الحج كأنها ناقصة اختلاف وتخلف لتصيب العين أكثر المناطق ثراءً واستقراراً وهي منطقة الخليج العربي التي ظلت ورغم كثير من التحديات تمثل كتلة واحدة سياسياً وأمنياً واقتصادياً وهو ما كان واحداً من ضمانات المصير العربي المشترك وما يحدث الآن سيصيب الأمة العربية جميعها في مقتل وتظهر نتائجه السالبة على المدى القريب.
لكن دعوني أقول إن تريُّث الحكومة السودانية التي لم تنحزْ لأي من أجنحة هذا الصراع في الخليج، دعوني أقول إن هذا التريث فيه كثير من الحكمة والعقلانية، فالسودان تجمعه صلات ومصالح حقيقية مع كل الأطراف السعودية والإمارات ومصر من جانب وقطر المغضوب عليها من جانب آخر وهو ما يؤهله أن يلعب دوراً تاريخياً رغم صعوبته والعقبات والمتاريس التي تواجهه إلا أنه دور مهم وتاريخي وكل المعطيات تجعل من السودان قادراً على عودة الصفاء بين الأشقاء العرب ولعب دور الأخ والصديق الحادب على مصلحة كل الأطراف، ويقيني إن القيادة السودانية لو أنها تحركت مع أطراف أخرى كالكويت مثلاً فإنها ستنجح في رأب الصدع العربي والخروج من عنق الزجاجة وليس من مصلحة أحد أن يشق الصف العربي أو يتم إقصاء قطر ومعاقبة شعبها وهي قرارات تتخذها الحكومات وتدفع ضريبتها الشعوب
وتخصم من رصيد أمنها واستقرارها وتقدمها.
في كل الأحوال ما يحدث الآن في الخليج العربي المستفيد الأول منه إسرائيل (البتكون عاملة حفلة) بعد أن تمزق الرباط الخليجي الذي هو رباط مشتركاته كثيرة أولها اللسان والعادات والتقاليد والمصاهرة والمصير والتداخل الذي لا تستطيع أن نفرق فيه بين الإماراتي والسعودي والبحريني والقطري، والمجتمع الخليجي كله كالبنيان المرصوص الذي لا يحتمل تعرضه لصاعقه تفكك أركانه أو تصيبه في مقتل وهي للأسف مصيبة وكارثة لن ينجو منها أحد ستكون أكبر وأسوأ من كارثة الربيع العربي الذي تتجرع تداعياته دول عربية كان أفضل لها ألف مرة أن تظل محكومة بجبابرة من حالات الانقسام والتشتت الذي تعيشه الآن.
في كل الأحوال ليس هناك من هو أفضل من السودان الآن للعب دور تاريخي في هذا المنعطف الذي تعيشه الأمة والسودان بما له من احترام ومكانة لدى العرب أكدتها مواقفه وتضحياته مقبول ومتفق عليه من كل الأطراف لأنه بلا غرض ولا مصلحة ولا حسابات ضيقة تدفعه عروبته وانتماؤه لها لاحتضان الأخ العربي كما فعلت الخرطوم في نكسة (1967) حين ضمدت الجراح ومسحت الدموع.
كلمة عزيزة
أتابع بشكل يومي ما تكتبه الصفحات الفنية عن برامج رمضان وعن الفضائيات وأتابع بشكل لصيق التعليقات على قروبات الواتساب والفيس التي تنطلق بشكل كبير ولصيق عقب الإفطار.
لكن للأسف لم أسمع عن أي نقد سالب أو موجب لبرامج الفضائية السودانية، فهل هذا التجاهل لأنها غير مشاهدة ومتابعة أم أن ما تقدمه من برامج لا يستحق حتى عناء التعليق عليه واللا المشكلة وين يا جماعة الخير؟
كلمه أعز
بالحديث عن قروبات الفيس بوك أعتقد أنها أصبحت آلية لقياس الرأي بشكل كبير والتعليقات التي تنهال عقب كل برنامج ولا تستثني المقدمين والضيوف والفنانين أصبحت بمثابة (التوب تن ) للبرامج وتشكل تقريباً الرأي العام المشاهد والمتابع بعيداً عن المجاملات وتعرفني وأعرفك وصاحبي وصاحبك.