رأي

عز الكلام

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد
ام وضاح
سألني جارنا الشاب، وهو واحد من الآلاف الذين تعصف بهم رياح العطالة صباح مساء ويعاركون الحياة ويتحدونها بإصرار عجيب في أن لا يتمكن من إرادتهم يأس أو عزيمتهم وأحلامهم وأمنياتهم إحباط، بدليل أنه يعمل في مجال لا علاقة له بمؤهله الأكاديمي ليوفر لقمة عيش كريمة وشريفة له ولوالدته، سألني قائلاً: إنت يا أستاذة الحكومة الجديدة دي خبرها شنو؟ وشنو الجديد القدمته للمواطن الذي كان ينتظر تكوينها بفارغ الصبر وأطلق عليها من المسميات ما يكفي أن يؤكد أنها حكومة الأمل والرجاء؟
ولكأن الشاب الذي كان ينتظر مني إجابة أصابته الحيرة وهو يكتشف أن الأستاذة التي سألها هي أيضاً تبحث عن إجابة ذات السؤال، والوزراء الجدد الذين نالوا حظهم من الكيكة يمارسون صياماً عن الحديث والرؤى والأفكار، ولكأن التكليف قد فاجأهم وأصابهم بـ(الخضة) التي عقدت ألسنتهم عن الحديث.
ولا ندري حتى الآن ونحن الشعب الذي صبر على الحوار وتحمل ضريبته وتكلفته، لا ندري حتى الآن ما هي الإستراتيجية الكلية التي تسير هذه الحكومة، وأصلاً مافي فرق ولا اختلاف ما بين الحكومة السابقة والحكومة الحاليّة وكله ماشي بالبركة، لا اختلاف بين الأمس واليوم وكمان بكرة.
وخلوني أقول إن المواطن السوداني الشغوف والمتلهف لتحول حقيقي يشعر به من خلال حراكه اليومي، هو الآن محبط وغير سعيد بهذا الركود والبرود وخت اليد في الموية الباردة الذي هو شعار حكومة الوفاق، المنشغل أعضاؤها بتلبية الإفطارات الرمضانية والاستعداد لصلاة العيد خلف الرئيس وتلقي التهاني منه ولا عزاء للمنتظرين الفرج والحلول.
لذلك أقول إن هذا الوضع محبط ويشي أنه ليست هناك بارقة أمل لحلول حقيقية تلامس الشارع السوداني، وقرارات فورية حاسمة تنهي مسلسل أزماته ومعاناته التي طال ليلها وليس لها من صباح، وواضح جداً أن ذلك الحوار الذي انعقد وانفض لم يكن إلا للسلطة ونعيمها، وأحلام الغلابة كانت مجرد سقالة ترفع هؤلاء للطوابق العليا، التي تفصل للأسف بينهم وبين القواعد الكادحة التي تنتظر قيادة ملهمة تقودها إلى المستقبل الأخضر الواعد والملفات التي تحتاج لحراك سريع وفاعل لا يحتمل الانتظار، هي ملفات كثيرة ومتعددة على كل الأصعدة، بس كيف الجماعة ديل يؤمنوا أن الاستوزار أمانة وعمل وذوبان في الشأن العام..
يا سادة كفاية استهلاك كلام وكفانا كلام مستهلك.
{ كلمة عزيزة
منذ بداية برنامج (فن زمان) قلت إن “فرفور” و”عصام محمد نور” و”أبو بكر ميرغني” مثلث خطير كما (مثلث برمودا) سيبتلع “صباح” و”ريماز”، وصدق حدسي وكلتا الشابتين قدمتا مردوداً متواضعاً وأداء مهزوزاً، خاصة “صباح”، التي فشلت في أغاني الراحل “سيد حليفة”، ولولا إسعاف “فرفور” لها عندما تنشز أو تقطع نفس لما وجد صوتها طريقه إلى الأثير وأذن المستمع، لأن الغناء في العلن وعلى أجهزة الإعلام له أصوله ومعطياته.
{ كلمة أعز
من الذي أقنع “طلال الساتة” أنه ممكن يطل عبر برنامج تلفزيوني مقدماً وصانعاً لما يسمى “الكاميرا الخفية”.. هذه الآفة التي يظن بعض المستظرفين أنها قد تكسبهم أراضي لدى المشاهد؟! “طلال” يطل في برنامج على النيل الأزرق في وقت الظهيرة الذي ترتفع فيه حدة العطش، فيبقى علينا عطش و”طلال الساتة”.. اللهم لا اعتراض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية