عز الكلام
الإسهال التراكمي
ام وضاح
شاهدت وزير الصحة الاتحادي السيد “أبو قردة” على شاشة التلفزيون وهو يتلو إحصائيات مدونة عن موقف الإسهالات المائية بالبلاد، وكأنه يتلو نتيجة امتحان الشهادة السودانية وشابكنا (المعدل التراكمي) وما بعرف شنو مع كامل الأريحية والابتسام أو كأنه لا يتحدث عن كارثة حقيقية تضرب هذا البلد في مقتل.
وهي كارثة سهلة التمدد بسبب طبيعة الوباء نفسه الذي ينتقل في أوساط توفرها الطريقة والأسلوب الذي يمارسه المواطن بالإضافة إلى نمط الحياة والسلوك والإمكانيات المتواضعة لمحاصرة المرض في أضيق نطاق ممكن. وكدي خلوني أسأل الأخ الوزير الذي يحاول أن يلوي عنق الحقيقة ويظهر الأمر كأنه ما في حاجة وكله تمام، ناسياً أن هناك إعلاماً أخطر من مؤتمره الصحفي أو بيانه الذي تلاه وأقصد الوسائط الإعلامية التي تفضح ما يحاول أن تداريه أجهزة الوزير لتجعل الأمر وكأنه عادي وما في حاجة، وهي كلها ملابسات تفقدنا المنطق أمام المجتمع الخارجي الذي ترصد وتتابع وتقارن أجهزته بين طمأنة الوزير وابتسامته العريضة وبين ما تتناقله الأسافير عن حجم الكارثة، طولاً وعرضاً وهذا التضارب في المعلومات هو في الغالب في غير مصلحة الأجهزة الرسمية الحكومية.
لكن كدي النسأل الوزير سؤالاً واقف لي هنا إذا كانت بالفعل هناك حالات للإسهال المائي فما هي الإجراءات الاحترازية العاجلة التي اتخذتها الوزارة، أو وجه بها “أبو قردة” لمحاصرة الوباء ومنعه من الانتقال من حيّز إلى آخر، وأبسط مقومات وأبجديات مقاومة هذه الكارثة ومنعها من التمدد والانتشار. وكلنا نعرف أن مثل هذه الأوبئة ترفع فيها حالة الطوارئ القصوى والاستنفار لكن حتى الآن وعلى أرض الواقع ليس هناك من ملامح، تشي أن الوزارة أو الجهات المسؤولة تقاوم وتواجه هذه الكارثة والأسواق في حالها بدون حملات صحية أو رقابية، خاصة في أسواق الخضر والفاكهة ليست هناك حملات رش أو حتى توعية مكثفة على أجهزة الإعلام للمواطنين لمحاصرة الإسهال المائي القاتل. وكأن الوزارة أو الحكومة تدير الأزمة بطريقة عصاية مرفوعة وعصاية مدفونة بمعنى في إسهالات وماعايزين يعترفوا بخطورتها بالمواجهة والإعلان عنها.
في كل الأحوال الموضوع خرج تماماً من نطاق سيطرة التكتم عليه وبالتالي على الوزير والوزارة اتخاذ أقصى درجات المواجهة، لاسيما والخريف على الأبواب حيث يكثر الذباب الناقل للأمراض وعندها تتضاعف المصيبة وتبقى ميتة وخراب ديار.
كلمة عزيزة
أمس وفِي برنامجه الأسبوعي على الفضائية السودانية توقعت أن يقدم الوزير البروف “مامون حميدة” حلقة استثنائية عن الإسهالات المائية، يدفعه في ذلك موقع المسؤولية الذي يجلس عليه وحسه الإعلامي بمواكبة أهم كارثة تواجه البلاد، وبدلاً من ذلك قدم حلقة عن المسالك البولية الحكاية شنو يا دكتور سقط سهواً واللا قاصد بي طريقة الكلام كان داير تكملو هملو.
كلمه أعز
انتصبت خيمة الصحفيين كما كل عام من داخل فندق ريجنسي في تظاهرة رمضانية مشهودة أحسب أنها فرصة ليتمازج أهل الإعلام مع كيانات أخرى من المجتمع، تزيل كثيراً من الجفوة وكثيراً من المفاهيم الخاطئة. ولا تذكر خيمة الصحفيين إلا ويذكر شيخها الأستاذ “محمد لطيف” صاحب الفكرة والجهد، الذي يستحق عشرات التحايا على هذه اللفتة الجبارة والجهد النوعي في التناول والحضور.