على أي شيء تتصارعون؟
منذ أن جرت انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم وفاز الفريق “عبد الرحمن سر الختم” بمقعدها لم تهدأ العاصفة بين الاتحاد السابق برئاسة “معتصم جعفر” والحالي برئاسة “سر الختم”، فالمشكلة ما زالت قائمة بين الطرفين فالسابق لم يعترف بنتيجة الانتخابات التي جرت بحجة أن الفيفا أمهل الاتحاد فترة لقيام الانتخابات في وقت لاحق، بينما الاتحاد الحالي ووفقاً للوائح أجرى الانتخابات وجاء اتحاد جديد من المفترض أن يعترف به الاتحاد السابق وفقاً للديمقراطية التي ينادي بها الجميع، ولكن يبدو أن حلاوة الكرسي من الصعب مفارقته ومن هنا استخدم اتحاد “معتصم جعفر” كل الحيل ليبقى في المنصب. أمس الأول تم إخلاء مكاتب الاتحاد بالقوة وليس قوة عادية وإنما تدخلت الشرطة فأخلت المبنى من أجل مصلحة الاتحاد الجديد، ولكن رئيس الاتحاد السابق “معتصم جعفر” لم يعترف أيضاً بذلك فقدم طعناً في ذلك مطالباً بالإبقاء على الوضع السابق لحين قرار الفيفا. الأمر محير ووصلت الرياضة في السودان إلى حالة من الفوضى، زادت من تدهورها في المنافسات الإقليمية والعربية، لو كان الإداريون يعملون من أجل رفعة الرياضة وهي متقدمة في المحافل المختلفة لقلنا الصراع مشروع، ولكن على أي شيء يتصارع أولئك والرياضة متأخرة جداً والفرق الرياضية لم تستطع أن تحقق انتصارات في أرضها ووسط جمهورها فعلام هذا الصراع وقومة النفس، واليوم أو غداً سيدخل الفريقان الكبيران في السودان في المنافسة الأفريقية الهلال والمريخ الأول مع الفريق التونسي العنيد والآخر مع الفريق الأفريقي فيارا، ولا نتوقع في ظل صراع الاتحاد أن تقدم تلك الفرق مستوى يؤهلها للاستمرار في المنافسة. فالهلال لن يفلت من التوانسة في أرضهم وقد شهدنا مباراتهم أمام المريخ في أرض السودان، ففريق لم يستطع أن يهزم فريقاً زائراً في أرضه ووسط جمهوره هل يرجى منه عمار وهو خارج أرضه، وبعد الهزائم نلقي اللوم على المدربين إن كانوا أجانب أو وطنيين، ولكن المشكلة تكمن في هذا الاتحاد الذي يتصارع عليه أناس لا علاقة لهم بالرياضة بل أصبحت الرياضة تدخل في المنافسات السياسية هذا ضد ذاك، أما الرياضة فبريئة منهم. وقد شهدنا في فترة ماضية كيف لعبت السياسة في الرياضة عندما أبعد أهل الشأن الدكتور “كمال شداد” من منصب رئيس الاتحاد لمصلحة “معتصم جعفر” الذي لم تخبره الميادين الرياضية ولا أنديتها، بينما أبعد الإداري ولاعب كرة القدم الممتاز والمحلل الرياضي المعروف، فماذا كسبت الرياضة بعد إبعاد “شداد”، لقد تدهورت الرياضة أكثر مما هي عليه ولم نستطع أن ننال أي كأس رياضي خارجي، بل توالت الهزائم علينا في دارنا واليوم ستشهدون الهزائم المتوالية على فرقنا الرياضية التي يتصارع الجميع على مقعد الاتحاد باسمها، فالرياضة لن ينصلح حالها إن كان على رأس اتحادها الفريق “عبد الرحمن سر الختم” أو تمت إعادة الدكتور “معتصم جعفر”. الرياضة محتاجة إلى تضافر جهود وتقديم من هو الأفضل في العطاء إن كان على مستوى اللعب داخل الميدان أو على المستوى الإداري، الآن نحن نستجلب لاعبين من دول أفريقية أقل منا مكانة ونعطيهم جنسيتنا بينما هناك آلاف من الشباب يمكن أن يمثلوا السودان وهم الأفضل .. ولكن الصراع على الرياضة والتكالب على المال هو الذي أدى إلى تدهور الرياضة ..فلن تنهض الرياضة في ظل الصراع المحموم بين القادمين والقدامى.