رسائل ورسائل
إلى الدكتور “فضل عبد الله” وزير شؤون رئاسة الجمهورية إن كان هناك من يستحق وساماً في أعياد الإنقاذ الصامتة بعد شهر من الآن فهم ثلاثة مسؤولون أولهم الفريق “عوض بن عوف” وزير الدفاع الذي استطاع أن ينهض بالجيش أداءً قتالياً.. ومنذ وصوله لقيادة الجيش بعث الروح في الأسد الرابض.. وتوالت الانتصارات وانكسارات العدو والثاني المدير العام لشركة زادنا للطرق والجسور المهندس “أحمد الشايقي” وقد شقت شركته رمال شمال كردفان واقترب طريق بارا أم درمان من الوصول إلى البقعة.. والثالث الأمير “أبو القاسم الأمين بركة” والي غرب كردفان وهو يصمد في وجه العواصف ويعيد هيكلة الإدارة الأهلية ويجفف برك الدم والصراع القبلي في الولاية المأزومة.
إلى الشيخ “سليمان جاموس” القيادي العائد من حركة العدل والمساواة، لن أجد تعبيراً بليغاً يليق بمناسبة العودة غير الأغنية الشعبية الشهيرة:
غيب وتعال تلقانا نحن
يانا نحن..
لا غيرتنا الظروف ولا هدتنا محنة
إلى الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم.. كل الضحايا الذين سقطوا من جسر الحلفايا بسبب المنهول المفتوح تسأل عنهم حكومتك بأشخاصها وبوجودها المعنوي.. ويستحق ذوو الضحايا دفع حكومة الخرطوم الدية الكاملة حداً تعويضاً عن أرواح الشباب الشهداء.. وإذا حالت الحصانات دون ذلك فعند الله لا يضيع حق المظلوم.
إلى “حاتم السر” وزير التجارة، أين بريق المعارضة وأين الحديث النظري عن الديمقراطية والحكم الرشيد.. بل أين الشفافية وكثير من أدبيات النضال التي كنت تسود بها الصفحات.. منذ أن جلست على كرسي الوزير غاب “حاتم السر” عن المنابر والصحف وأخشى أن تغيب عن الوزارة ونخسر “حاتم” السياسي، و”حاتم” الوزير بعد أن خسرنا “حاتم” الرئيس مع وقف التنفيذ كما يقول كتابك الوحيد.
إلى “عبد الباسط سبدرات” الوزير السابق والشاعر مع وقف التنفيذ والبرلماني والمثقف كما قرأت لإسحق الحلنقي هذه الأبيات قلت في سري هل يعود الزمان الأخضر:
ستجد في طي مفكرتي..
اسمي .. عنواني وضاحيتي رقم السكن
ومسودة لقصيدة حب مهملة كتبت بمداد آسن
وتأمل وجهك في المرآة ترى عجباً
وظلالاً من ذكرى شحبت وملامح من غصن
لماذا جفَّ الشعر يا “سبدرات” ولماذا أصبحت الأمسيات كئيبة والأغنيات جديبة والحسناوات هربن من المدينة.
إلى الشيخ “حماد إسماعيل” الوالي السابق والقيادي في المؤتمر الوطني، الماضي لا يعود.. ولم نعهد فيك روحاً تفرق ولا تجمع ولكن الذي لا شك فيه أن المعركة التي تخوضها في مواجهة والي جنوب دارفور هي معركة غيرك.. وأنت مسير لا مخير.. وإلا كيف تقف في مقام لا يشبه تاريخك.
إلى “محمد الطاهر أيلا” والي الجزيرة.. رمضان شهر المراجعة والعفو والتصالح مع النفس والآخرين.. فهل أقبلت على أهل الجزيرة.. وطويت صفحة الخلافات والصراعات واحترمت تاريخ بعض القيادات ودخلت البيوت من أبوابها ذلك لمصلحة التجربة وإذا وقفت الحكومة المركزية سنداً وعضداً لك اليوم فغداً لن تقف معك.. والمسؤولية تقتضي أن تتحلى بصفات القائد في التسامح والعفو.
إلى الإمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة.. ماذا تبقى من قوى الإجماع الوطني؟؟ وهل لا تزال على قناعة بأن حاملي السلاح من يحدد مستقبل البلاد؟؟ إن ما يحدث في دارفور عبرة لك ولآخرين يظنون الخير في حاملي السلاح، والتصدع في صفوف الحركة الشعبية هي رسالة عن مستقبل البندقية وفشلها في الحفاظ على نفسها.. وما يحدث في الجنوب عبرة ودرس لمن يعتبر.
إلى الفريق “طه عثمان” الوزير ومدير مكاتب الرئيس، لماذا لا تلعب الخرطوم دوراً في توحيد القادة العرب كما فعلت عام 1967م، وأنت اليوم تملك القدرة على الفعل مثلما كان “محمد أحمد محجوب” في زمان مضى.