ولنا رأي

الإسهالات تصل الخرطوم !!

سجل وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفيسور “مأمون حميدة” اعترافاً بوصول الإسهالات المائية ولاية الخرطوم، وبلغت الإصابات مائة وعشرين حالة، من بينها حالتا وفاة، لقد كتبنا في هذه الزاوية قبل ثلاثة أسابيع، تقريباً، عندما بدأت الإسهالات المائية تضرب ولاية النيل الأبيض ووقتها لا وزير الصحة بالنيل الأبيض ولا والي الولاية اتخذا القرارات السليمة للحد من خطورة المرض، وظلا في حالة صمت شديدة، ونبهنا إلى خطورة المرض إذا وصل الخرطوم، والمسافة ما بين النيل الأبيض والخرطوم ليست ببعيدة، ولكن لا حياة لمن تنادي إلى أن وقع الفأس في الرأس، وها هي ولاية الخرطوم يضربها المرض وتحدث وفيات كمان فيها. إن المسؤولين في بلادنا لا يضعون الاحتياطات ولا يتحسبون لأي خطورة أو كارثة ربما يحتمل وقوعها، فدائماً يتعاملون مع الأمور بعدم الاكتراث أو الجدية ولو تعامل وزير الصحة بالنيل الأبيض ووالي الولاية مع الإصابات بجدية لما بلغ الأمر إلى هذه الدرجة، وما زلنا في بداية الطريق، فالولاية التي لم تعلن الإصابات وقتها، الآن أقر السيد الوالي أن عدد الإصابات بلغت حتى الآن، وفق ما نشرته صحيفة الزميلة “ألوان” في صدر صفحتها الأولى، أربعة آلاف شخص، توفي من بينهم خمسة وسبعين شخصاً، وهذا رقم كبير، فلو السيد وزير الصحة بالولاية والسيد الوالي اعترفا بالمرض ربما كان يمكن السيطرة عليه قبل أن ينتشر إلى بقية القرى الأخرى، ولكن يبدو أن سياسة (الدسديس) هي السبب الأساسي في انتشار المرض، وحتى ولاية الخرطوم التي نبهنا من قبل بالاحتياط لهذا المرض، لأن ولاية النيل الأبيض لا تبعد كثيراً عن الخرطوم، وأي دخول للولاية سيحدث مشكلة، خاصة وأن الولاية مكتظة بالسكان، وإذا انتشر المرض ستصعب السيطرة عليه، لذا على السيد وزير الصحة بالولاية والسيد الوالي أن يتعاملا مع المرض باعتباره داء فتاك ويجب عدم التساهل أو أخذ الأمر ببساطة، فولاية الخرطوم من الولايات ذات الكثافة العالية وتعج بالأجانب والمطاعم المنتشرة في مناطق متعددة، وربما الحالة الصحية فيها غير جيدة كمناطق غرب الحارات وأمبدات وغيرها من المناطق الأخرى فإن دخلها المرض سيصبح خطر على الكل، فتقديم الإرشادات الطبية مهمة جداً في هذا الوقت والثقافة الصحية أيضاً مهمة وعلى الجهات المسؤولة أن تتحرك بسرعة للسيطرة عليه، وأن نتعامل معه كمرض لعين ولا نستسهله وإلا فقدنا السيطرة عليه، يجب على السيد وزير الصحة من اليوم أن يعلن للجميع أن المرض دخل الولاية وعلى الجميع أن يعملوا حسابهم وحتى يقوا أنفسهم من شره، عليهم أن يتبعوا الإرشادات الآتية: غسل الأيدي بالماء والصابون، غلي الماء قبل الشرب، إضافة إلى إرشادات أخرى تقدم من خلال نشرات وإرشادات بالصحف المختلفة والإذاعات والفضائيات حتى نقي المواطنين شر انتشاره، فإن فعلنا ذلك استطعنا القضاء عليه في وقت وجيز، وأما إذا أخذنا الأمر ببساطة وسهولة فلنتوقع الكارثة، حيث لا ينفع الندم بعد ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية