رأي

مسألة مستعجلة

الإسهالات بالخرطوم.. لا تدفنوا الرؤوس في الرمال!!
نجل الدين ادم
لن (يحل) وزارة الصحة بولاية الخرطوم النفي لأنباء تزايد الإصابات بالإسهالات المائية ووقوع وفيات وسط المرضى، هذا الوباء حل ضيفاً ثقيلاً علينا وخطورته تقتضي أن تكون الوزارة على استعداد وعلى قدر التحدي وأن تكون وحدات الطوارئ بكل المستشفيات العامة والخاصة مجهزة لاستقبال الحالات والتعامل معها، وتوفير عنابر عزل مزودة بالمحاليل المجانية، وليست تلك التي يهرول لها ذوو المرض والبحث عنها خارج المستشفيات سيما وأن أي تأخير في التعامل مع الحالات سيكون مصيره حصاد أرواح بريئة وتكون السلطات الصحية حينها هي الجاني الأول.. وحتى لا تكون كذلك على وزارة الصحة بالولاية أن تتعاطى مع الأمر كواقع وتعد له العدة.
السلطات الصحية عليها أن تخطو خطوات في اتجاه الحد من الإصابة بهذا المرض اللعين، والعمل على محاصرته وذلك عبر نشر البرامج التثقيفية والتوعوية بصورة واسعة للمواطن البسيط، وأن تبصره بخطورة المرض، وسبل منع تمدد الإصابة وكيفية التعاطي مع أي اشتباه.
 كنت أتوقع أن تحوّل وزارة الصحة جزءاً معتبراً من ميزانيتها منذ ظهور أول حالة لبرامج الإرشاد والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، فالجهل بالمرض قد يكون سبباً في زيادة حالات الإصابة أو ضياع بعض الأرواح دون أن يدري المصاب ما ألم به!
مسألة ثانية.. توقفت أول أمس عند حديث أحد قيادات قوات الدعم السريع وهو يحكي خطورة المخطط الذي نفذته حركات دارفور المسلحة من داخل العمق الليبي ودولة جنوب السودان، وكيف أنهم نجحوا في إحباط ذلك من خلال التعامل مع العملية بقدرة عالية من الوعي والدراية، وقد بدا لي أن ما قامت به هذه الحركات من مباغتة ليست مجرد محاولة لإبلاغ الحكومة بأن الحركات ما زالت تتنفس.. المخطط أكبر بكثير من هذا، فهو محاولة لاستعادة ما فقدته من أراضٍ إستراتيجية، خاصة جبل مرة، بوصفه الحصن الحصين الذي وفر لها المأوى طوال فترات الحرب المستعرة وهي تتخندق هناك وتتلقى المساعدات الخارجية.. خططت الحركات لهذه العملية التي تكسرت أمام قوات الدعم السريع والقوات الأخرى، عبر ما سمته عملية (شد الذراعين)، وتخيلوا كيف تكون عملية شد الذراعين إذا طبقت عملياً على شخص ما، مؤكد أن قوته ستتكسر وتنهار ولن يقوى على الحركة، لذلك فإن العملية كانت من الخطورة بمكان وهذه الحركات تخطط لاستعادة جبل مرة الذي بات خالياً من أية قوة بعد أن دحرت القوات الحكومية كل من بقي.
التحية لقواتنا المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات الأخرى على اليقظة وحسن التعامل مع المخططات سواء أكانت من الداخل والخارج.. ومزيداً من النصر.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية