الدومة شارع له تاريخ !!
تناولنا بالأمس في هذه الزاوية شارع “ود البصير” وهو من الشوارع المهمة بمدينة أم درمان، وبالأخص حي ود نوباوي ونتناول اليوم شارع الدومة، وهو من الشوارع المهمة، أيضاً، واشتهر بتلك الشجرة التي ميَّزته عن سائر الشوارع، رغم أن الشارع حمل أيضاً اسم السيد “عبد الرحمن” ولكن الدومة طغت على السيد “عبد الرحمن” والشجرة كانت مزروعة داخل منزل الأمير “محمد ود نوباوي” وهو شيخ بني جرار والذي سكن المنطقة بعد فترة المهدية، أي أن الشجرة زرعت إبان المهدية وظلت في مكانها حتى فترة السبعينات إلى أن صدمتها عربة من عربات القوات المسلحة وخرجن نساء ود نوباوي يبكينها كأنهن فقدن فلزة من فلزات أكبادهن، وعندما سمع الرئيس الراحل “جعفر نميري” بالحادث طالب بإعادتها في مكانها، ولكن كل الجراحات التي عملت لها لم تبقها على قيد الحياة، والشارع ملئ بالرموز السياسية على رأسها الإمام السيد “عبد الرحمن المهدي” وجاء من بعده أنجاله الإمام “الصديق” و”الهادي” والإمام “الصادق”، وكان الشارع يشهد الأحداث السياسية وزفة الأنصار في المواسم المختلفة وهم يرتدون العللة وهي لبسة كانت تميز الأنصار وقتها واشتهرت الآن كلباس متداول بين معظم طبقات الشعب، ومن المشاهير في الشارع أبناء “أزرق مصطفى الفاضل” و”مهدي”، عليهم رحمة الله، و”الشريف أحمد دفع الله” وأبنائه “حبيب” و”عثمان” و”بابكر”، و”الجبلاب” منهم “الغالي الجعلي” والد الزميلين الدكتور “مرتضى” و”مؤمن” والدكتور “عبد الرحمن” صهر الإمام “الصادق المهدي”، وشيخ “عبد الله الناظر” ناظر مدرسة الهجرة الابتدائية والد الأستاذ “صادق عبد الله عبد الماجد”، التي كانت داره “ملاذاً لعدد كبير من الإخوان المسلمين، ومن أشهر قيادي نادي المريخ عمنا “شاخور” وأشهر لاعب كرة قدم بفريق المريخ “بشرى وهبة” ومن أشهر الموسيقيين عمنا “وهبة” الذي جاء ذكر اسمه في أغاني الحقيبة “وهبة” (بمزيكتوا اتحكرا) ومن أشهر لاعبي كرة القدم بفريق ود نوباوي الراحل “دفع الله” و”نقد” و”أبو العلا” ومن أشهر المسرحيين “يحيى شريف” ومن أشهر الوزراء مولانا “دفع الله الحاج يوسف” الذي شغل منصبي رئيس القضاء ووزير التربية إبان العهد المايوي ومن أشهر سائقي عربات التاكسي “عبد الرحمن الزومان” و”خضر كاب اللبوس” ومن أشهر الحيشان حوش “ود الفكي” وحوش “ود دفع الله”، ووقتها كانت الحيشان هي التي تميز الأسر بالمنطقة ويقال لك هذا من حوش فلان، والشارع به أشهر صاحب نكات عمنا “موسى ود نفاش”، ويضم الشارع أكبر استراحة أقامها الإمام “عبد الرحمن المهدي” لاستقبال الضيوف من ولايات السودان المختلفة، كما يضم مسجد الهجرة أو مسجد ود نوباوي وهو الذي انطلقت منه كثير من الأحداث السياسية.. وتعرَّض للضرب في أحداث ود نوباوي التي راح ضحيتها العديد من قارئي القرآن بالمسجد، وشارع الدومة كان أول خط للمواصلات، أطلق عليه خط رقم واحد وسارت عليه بصات أطلق على أحدها بـ”ود العريق” والثاني “الحبشي” وآخر بـ”الكندة” وكانت تقل السكان من المنطقة إلى سوق أم درمان ..وبالشارع أقيمت أول طاحونة للدقيق أطلق عليها طاحونة “كاب اللبوس” ومن بين الرموز الأخرى على سبيل المثال لا الحصر أسرة “كورينا” وأسرة “الجاك” وأسرة الكريمات “محمود عبد الكريم” وفيه أشهر ترزي “سيف”، ومن سكان الشارع الشاعر القومي “عكير الدامر” والدكتور “خليل عبد الرحيم” و”أحمد عبد الرحمن” المشهور بـ”أحمد أبو صليب” و”عبد الرحمن النحاس”..وغيرهم من أسماء المشاهير الذين سكنوا الشارع.