ود "البصير" شارع له تاريخ!!
يعد شارع ود “البصير” بمدينة ود نوباوي من الشوارع التي لها تاريخ في المدينة، إذ أصبح الشارع صنواً لشارع الدومة الذي لا يقل أهمية عنه من حيث الحركة والسكان والأعلام الموجودين فيه. إن شارع ود “البصير” يعد من الشوارع التي سكنها القادة والمسؤولين على رأسهم القائد والرئيس الراحل “جعفر نميري” ورغم أهمية الرئيس في هذا الشارع ولكن لم يجد الاهتمام اللائق به، سواءً أكان في حياة الرئيس “نميري” أو بعد مماته. والرئيس “نميري” قال: أهل ود نوباوي آخر من يستفيدون من ثورة مايو، وبالفعل مازالت ود نوباوي الحي التقليدي البائس الذي لم تطله يد التعمير والتغيير، واليوم تمر ذكرى رحيل الرئيس “نميري” ومازال الشارع يفتقر إلى كل المقومات التي تجعله من الشوارع المهمة.. فمازالت الأنقاض تغطي العديد من جنباته والمياه متدفقة عليه والطريق محطم رغم أنه يعج بحركة طوال اليوم، وإذا نظرنا إلى قاطني هذا الطريق ومن الشخصيات المهمة بدون الرئيس “نميري” نجد من سكانه اللواء “الهادي بشرى” ووالي الولاية الشمالية السابق ووالى ولاية سنار الأسبق، وكذلك وزير الطرق وغيرها من المناصب التي تقلدها غير المناصب المهمة وهو في ثوب العسكرية، ومن سكان الطريق الدكتور “مطرف صديق” و”علي نميري” وكيل وزارة الخارجية السابق وسفيرنا بالجنوب واللواء “أبو قرون عبد الله أبو قرون” ومن ظرفاء أم درمان “الهادي نصر الدين” ومدير فندق إيواء الخرطوم “صديق مبارك” وشقيقه “محمد أحمد” الملقب بـ”طحنية” وفيه أشهر محل للآيسكريم وأشهر محل للحوم “علي كايرو” و”الطيب كايرو” وفيه أشهر داعية إسلامي الآن بالولايات المتحدة الأمريكية “محمد علي محمد عبد الفضيل” المشهور بـ”الكارث”، وفيه أشهر رياضي “الفاضل عوض جلال الدين” وأشهر ممثل صاحب يوميات سائق تاكسي، وفيه أشهر مأذون الشيخ “السلاوي” وأشهر ترزي “عبد الله إدريس” والصحفي الرياضي “محمد كامل” وأشهر مدرسة، مدرسة “السراج” والشارع ملئ بالنجوم وأعيان المجتمع، ولكن رغم ذلك لم يتحرك معتمد أم درمان الأخ “مجدي عبد العزيز” لإزالة الغبار عن هذا الشارع وإعادة صورته التي تشرف أولئك النجوم والذين قدموا لهذا الوطن الكثير وعلى رأسهم الراحل المقيم الرئيس “جعفر نميري” وهذا من المفترض أن يكون الشوارع التي ينبغي أن تجد الاهتمام من الدولة .. لأن الرموز الموجودين فيه تدفعهم لصيانته وإنارته دورياً، ولو كان الرئيس الراحل “جعفر نميري” يريد أن يميِّز شارعه أو منطقته لكان هذا الشارع الآن من أفضل الشوارع بمدينة أم درمان، ولكن أراد أن يساوي أهل ود نوباوي بكل المناطق حتى لا يقال أن الرئيس “نميري” اهتم بود نوباوي دون المناطق الأخرى، ولكن بعد مماته يجب أن تتحرك الجهات الأخرى وفاءً له أن تهتم بمنطقته وأن يكون منزله المتواضع مزار للسياح ليعرف الزائرون كيف كان يعيش الرئيس السوداني ..واليوم ربما يتم الاحتفال بذكرى رحيله بمنزله أو بالمنطقة التي نشأ فيها ومنها تسلم السلطة ومنها خرجت جنازته إلى مقابر “أحمد شرفي”، فنأمل أن يتحرك الأخ “مجدي عبد العزيز” وهو رجل مبادرات أن يصين ما يمكن صيانته بالشارع حتى أن جاء الاحتفال أن يكون لائقاً بالرجل الذي قدم للوطن والشعب أكثر مما أخذ.