تقارير

من "الفشاشوية" إلى الأزهر الشريف..قصة رجل حفته البركة ودعوات والدته

ورحل في هدوء .. “علي عبد الله يعقوب” .. مؤسس النظام المصرفي الإسلامي ومناهض الفكر اليساري في البلاد
الخرطوم – طلال إسماعيل
في منتصف يناير من العام 2013، كانت قناة الخرطوم الفضائية تستقبل أحد مؤسسي الحركة الإسلامية السودانية ومنسق حملة حل الحزب الشيوعي وأبرز المؤسسين لبنك فيصل الإسلامي بالسودان، الراحل عن دنيانا قبل أيام، “علي عبد الله يعقوب”، في برنامج (حكايتي) الشهير مع الأستاذ الإعلامي والمؤرخ الكبير “عمر الجزلي”. نشأ وترعرع “علي عبد الله يعقوب” – عليه رحمة الله – بقرية “الفشاشوية” ريفي كوستي بالنيل الأبيض في أسرة اتّقدت فيها تقابة القرآن الكريم وحفظ جزءاً من القرآن الكريم في خلوة الفكي “عبد الماجد”، والمدرسة الصغرى ثم هاجر مع أخيه لأبيه العالم “أحمد” إلى أم درمان والتحق بالمعهد العلمي بأم درمان ومكث عاماً واحداً وأكمل السنة الأولى بالقسم الابتدائي، ثم عاد إلى القرية في الإجازة ومنعه والده من الرجوع لإكمال دراسته لأن والده كان يحتاج إليه في إدارة دكانه ومزرعته المطرية وكان عمره آنذاك لا يتعدى عشر سنوات، إلا أن الحنين عاوده إلى إكمال دراسته بالمعهد العلمي أو بالأزهر الشريف، وبعد أربع أو خمس سنوات بدأت فكرة الهروب أو التمرد على حياة القرية تملأ وجدانه وفكره، وشاور والدته وشجعته على ذلك بسبب رؤية منامية رأتها له، قرر الهجرة إلى المعهد العلمي مرة أخرى وأعدّ العدة للرحيل إلى كوستي ببابور البحر (النقل النهري) وكان البابور يأتي كل أسبوعين مرة، وفي إحدى الأمسيات حزم أمره وحضّر متاعه وأخذ معه 25 جنيهاً سودانياً وقتها، بحسب مجلة المال والاقتصاد التي أجرت معه حواراً صحفياً قبل سنوات، وعندما حضر البابور مساءً ودّع والدته وهي تبكي في صمت وهو يبكي في صمت ودعت له بالتوفيق ثم قرر العبور إلى كوستي وفي كوستي، استقل القطار إلى مدني وكانت آخر محطة له. وأراد من مدني أن يستقل البصات إلى الخرطوم ومن غريب الصدف وعلى غير ميعاد نزل من المحطة متجهاً إلى موقف البصات فجاء بص يدعو الركاب إلى الشكينيبة والمكاشفي أبو عمر فطلب من البص التوقف وذهب إلى الشكينيبة وكان وقتها الشيخ “عبد الباقي المكاشفي” المعروف بشيخ الشكينيبة ووصل إليه وطلب منه أن يدعو له بالتوفيق وأن يمكّنه الله من الذهاب إلى الأزهر الشريف، ويواصل “علي عبد الله يعقوب” في سرد تفاصيل حياته: وأخبر المكاشفي بأنه لا يملك حق السفر إلى مصر وهو لم يخبر والده بالسفر. فمكث مع المكاشفي ثلاثة أيام حسب رغبة الشيخ المكاشفي وبعدها ودعه ودعا له بالبركة والتوفيق.  وعندما ذهب إلى مصر التحق بمعهد القاهرة الديني القسم الابتدائي أو ما يعادل أولى ثانوي وكان وقتها شيخ المعهد الشيخ “أحمد حسن الباقوري” المشهور.

تعليمه بالأزهر الشريف
يقول “علي عبد الله يعقوب”: (دخلت معهد أم درمان العلمي، وفي عام 1947م قمنا بمظاهرة ضد الإنجليز، تم بموجبها رفدنا حينها فقدت الأمل في ذهابي إلى الأزهر الشريف. ولكن فجأة جاءت بعثة من مصر تسمى بالبعثة الفاروقية تطلب الطلاب المرفودين فق، بعثها الملك “فاروق” للسودان وسجلت اسمي في البعثة. وذهبت إلى كوستي وطلبت من أبي الذهاب إلى الأزهر وأذن لي بالذهاب للأزهر. وفعلاً دخلت الأزهر الشريف على نفقة الملك “فاروق”. والتقيت في مصر مع بعض الإخوة السودانيين والعرب وكان ذلك في عام 1949م). ويحكي “علي عبد الله يعقوب” لعمر الجزلي عن فترة نشاطه التنظيمي منذ الخمسينيات ويقول: (كان كل شاب سوداني يتوق للقاهرة لأن الجامعات المصرية وخصوصاً الأزهر فتح أبوابه للسودانيين، جئت من المعهد العلمي كنت أصغر  أعضاء الاتحاد وقتها، قمنا بمظاهرة لأننا نكره الانجليز ونعتقد أنهم سبب البلوى والفساد وأحببنا  حزب الأشقاء مع مصر، مشينا نادي الخريجين في أم درمان  – معقل الأشقاء – وعملنا مظاهرة لحدي مستشفى أم درمان  وكانت تردد شعارات (يسقط استعمار الانجليز وعاشت مصر)، رفدونا من المعهد العلمي).
قصة انضمام “علي عبد الله يعقوب” لتنظيم الإخوان المسلمين
ردة الفعل هي التي قادت “علي عبد الله يعقوب” للانضمام إلى تنظيم الإخوان المسلمين، ويقول إن سببها “مصطفى محمد علي” من حي العمدة أم درمان، كان أخاً مسلماً ولم يكن “علي عبد الله يعقوب” يدرك ذلك). وأضاف: (كان الشيوعيون يهاجمون “حسن البنا” بعد استشهاده، وتصدى لهم “مصطفى محمد علي” ودخلت معه في النقاش وقلت ليهم:(يا إخوانا عيب اتكلموا عن الأفكار ما تتكلموا عن الأشخاص، و”مصطفى محمد علي” بلغ الإخوان المسلمين بما قمت به، ومنذ ذلك الوقت وضعوا خطة استقطابي، “مصطفى” كان يسقوني للسينما وكان يحب السينما جداً كلم الإخوان بأن “علي عبد الله يعقوب” فيه أمل يصبح أخاً مسلماً، الاستقطاب  تم في شهر رمضان، الإخوان المسلمون المصريون عملوا قراراً بفصل تنظيم السودانيين، ليشتغلوا وحدهم كسراً لرقابة الأجهزة الأمنية، الانفصال خلانا نشتغل برانا كنت استقطب الطلبة الجدد، وهمي كله أن لا يصل إليهم الشيوعيون ديل، التقيهم في محطة القطارات بعد وصولهم من السودان لاستقطبهم للإخوان المسلمين).
وحكى “علي عبد الله يعقوب” لعمر الجزلي عن التكوين التنظيمي من الأسرة التي تتكون من (5) أشخاص، وعن النشاط الثقافي للإخوان المسلمين من خلال حضوره لندوات “عباس محمود العقاد”، كان يذهب برفقة “فاروق الطيب بشير” من كريمة وقال:(تعرفنا على كبار الأدباء والشعراء، في ندوة مفتوحة  للعقاد كل يوم جمعة نستمع إليه، بالإضافة إلى ندوة ثقافية  لإحسان عبد القدوس، ويوم الأحد طه حسين، كنا نركز في الندوات الثقافية إلى أن جاءت ثورة يوليو 1952 واشترك الإخوان المسلمون ودعموها في أول الأمر).
ويشير “علي عبد الله يعقوب” في إفاداته التاريخية إلى أن حلقة الوصل ما بين تنظيم الإخوان المسلمين المصريين والسودانيين وقتها كان “مصطفى عوض” من حي العرب.
“علي عبد الله يعقوب” وحل الحزب الشيوعي
ارتبطت واقعة حل الحزب الشيوعي بعلي عبد الله يعقوب، وفي مقال له بعنوان:
(علي عبد الله يعقوب: حَلّ الحزب الشيوعي، رحمه الله، وحده)، يقول عبد الله علي إبراهيم: (نعت الأخبار المرحوم “علي عبد الله يعقوب” القيادي التاريخي بالحركة الإسلامية. رحمه الله وتقبله. فإن كان محسناً فبإحسانه وإن كان مسيئاً فبغفران ربي السابغ. وسيبقى من ذكر المرحوم في تاريخنا أنه كان رأس الرمح في حل الحزب الشيوعي في شتاء 1965. وهو حادث أجاج سيظهر لعيان النقاش متى طرأ للأجيال تاريخ الديمقراطية السودانية وقضاياها).
ويمضي عبد الله علي إبراهيم في مقاله:(توج حل الحزب الشيوعي في 1965 حملة لحلف إسلامي ناشط في تحجيم ذلك الحزب ونجمه الصاعد بعد ثورة أكتوبر 1964. وقد رتب الإخوان المسلمون هذا الحلف من خلال تنظيمهم الجبهوي، جبهة الميثاق الإسلامي، التي كان يرأسها مولانا “محجوب عثمان إسحاق”، قاضي القضاة الأسبق، بأناة وشراسة. وضم هذا الحلف الأحزاب الطائفية السياسية مثل حزب الأمة وحزب الأزهري، الوطني الاتحادي، الذي كان منفصلاً في ذلك الوقت عن طائفة الختمية (التي استقلت بتعبيرها السياسي: حزب الشعب الديمقراطي) والطرق الصوفية ورجال الدين. وركز الإخوان على كسب الأزهري ذي النفوذ الواسع بين جماهير المدن وللكيد لحزب الشعب الديمقراطي الذي دار آنذاك في فلك سياسي مع الشيوعيين. فقد كان للأزهري ما يخشاه من تزايد نفوذ الشيوعيين بين جماهيره في المدن مواقع سنده ومدده. فاستصدر الإخوان مثلاً بيانًا من الأزهري يكفر فيه الشيوعيين. لم يطمع الحلف الإسلامي في أكثر من الحد من نفوذ الحزب الشيوعي غير أن الفرصة، ممثلة في ما عرف بعد «بحادث معهد المعلمين العالي» 1965 وفرت لهم فوق ذلك بكثير وهو حل الحزب الشيوعي وطـرد نوابه من البرلمان. وقعت تلك الحـادثة في ندوة عن المـرأة في معهـد المعلمين العالي (كلية التربية التابعة لجامعة الخرطوم حاليًا) بمدينة أم درمان. ففي تلك الندوة وقف طالب قيل إنه عَرّف نفسه بأنه شيوعي (في حين أنكره الحزب ثلاثًاً ونسبه إلى جماعة منشقة عليه هي «القيادة الثورية») وأشار إلى حادثة الإفك القرآنية. ويقول “عبد الوهاب الأفندي” إن أكثر قادة الإخوان لم يفطنوا إلى الاحتمالات السياسية بعيدة المدى لهذه الحادثة وربما اكتفوا وقتها بإعادة القول عن كفر الشيوعيين، غير أن واحدًا منهم هو “علي عبد الله يعقوب”، وهو من قلائل خريجي الأزهر بين قيادة الإخوان وأمين عام منظمتهم للشباب وشقيق العالم المرحوم “السماني” من منسوبي الحزب الشيوعي، والذي ساءه سوء تقدير زملائه لسياسات هذه الحادثة وآثارها المزلزلة المتوقعة على الحزب الشيوعي، اتجه إلى العلماء وزعماء الطرق، الذين يعبق نهارهم وليلهم بقدوة الرسول وسيرته، ليكون منهم مؤتمرًا للدفاع عن العقيدة. واستنفر المؤتمر القضاة والعلماء ومدرسيّ الدين الإسلامي ليستنكروا الحادث، ولبيان ردة الطالب شاتم الرسول، وخطر الإلحاد الشيوعي على قوام الدين. وأصدرت الهيئة الشرعية العليا المكونة من وجوه المحكمة الشرعية وهيئة التدريس في الجامعة الإسلامية، بعد التداول في هرطقة الطالب، بيانًا في نوفمبر 1965 بتوقيع مولانا “عبـد الماجد أبو قصيصة”، قاضي القضاة، بحكم الشرع في المسألة أفتت فيه بردة الطالب وطلبت من الجمعية التأسيسية حماية عقيدة الشعب باستصدار تشريع ضد الشيوعية).
اجتمعت الجمعية التأسيسية في 15/11/1965 لتجيز اقتراحًا يدعو الحكومة إلى تقديم مشروع قرار لحظر الحزب الشيوعي. ولما كان مثل الحظر مما يخالف المادة الخامسة من الدستور المؤقت لعام 1964، التي تكفل حرية التعبير والتنظيم، فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة ذاتها بتاريخ 18/11 وأجازت التعديل بتاريخ 7/12. وأجازت الجمعية التأسيسية تعديلاً آخر للمادة حول شروط عضوية الجمعية جعلت من يخرق المادة الخامسة المعدلة (حظر الشيوعية) غير جدير بعضوية الجمعية التأسيسية، وقد خَوَّل هذا التعديل للجمعية طرد النواب الشيوعيين.
“علي عبد الله يعقوب” وتأسيس المصارف الإسلامية
يواصل “علي عبد الله يعقوب” في حواره مع مجلة المال والاقتصاد عن نشأة وتطور المصارف الإسلامية النشأة والتطور ويقول:(هذه النقطة يجهلها الناس وقبل 30 سنة التقيت بالأمير “محمد الفيصل” في السعودية وكان حينها يؤسس في بنك فيصل الإسلامي في مصر، وقلت له نحن نريد بنكاً إسلامياً في السودان فقال كيف ذلك؟ ولكني ألححت عليه. وقال لي ما دام كذلك اذهب وتحدث مع الحكومة السودانية بهذا الأمر وقتها كان الرئيس هو المرحوم “جعفر نميري”. ذهبت بعدها إلى الرئيس “نميري” وقلت له إن الأمير يحملني إليك رسالة شفهية، يريد أن ينشئ بنكاً إسلامياً في السودان وقال لي على التو موافق، ووجه “بهاء الدين أحمد إدريس”
بالرد عليه بخطاب جاء فيه (صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل
آل سعود/حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته-
حمل إلينا الأخ “علي عبد الله يعقوب” رسالتكم الشفوية لقيام بنك إسلامي بالسودان ولقد وافقنا من حيث المبدأ لحين إحضار دراسة
الجدوى.
(جعفر نميري).

حملت الرسالة وذهبت بها إلى الأمير “محمد الفيصل” تعجب الأمير “محمد الفيصل” عندما جاءه الرد بالموافقة بهذه السرعة بعد فترة أوفد معي الأمير “محمد الفيصل” خبيراً اقتصادياً وهو الدكتور “أحمد النجار” وذهبت معه إلى الرئيس “نميري” وكان المستشار الصحفي للرئيس وقتها أجرى معه تحقيقاً نشر في الصحف بخصوص إنشاء مصرف إسلامي، وقمت
بدعوة مؤسسين سودانيين، ودعا سمو الأمير مؤسسين سعوديين ووافق
على ألا يزيد عددهم عن (25) وكان من بين السعوديين سمو الأمير “سعود بن فهد” والشيخ “صالح كامل” والسيد “عادل عزام”، ومن السودانيين الشيخ
“عبد الباسط” والشيخ “الصاوي عثمان” وبعدها ذهبنا إلى بور تسودان مع الأمير “محمد الفيصل”، والتقينا بالمرحوم “موسى حسين ضرار” الذي دعا (25) شخصاً من بور تسودان من بينهم “عبد السلام الخبير” وفي النهاية وصل عدد المؤسسين إلى خمسين مساهماً من السودان، وكان ذلك في عام 1976 بعدها عملنا أول لقاء في قاعة الصداقة وكان رئيس مجلس الشعب حينها المرحوم “الرشيد الطاهر بكر” ثم دعينا نخبة من
الصالحين مثل الشيخ “الفاتح قريب الله” والشيخ “يوسف” دعوناهم لمباركة قيام البنك واخترنا عدداً من التجار بعدها جاءت عملية اختيار المدير العام.
واختار الرئيس المرحوم “نميري” “الشريف الخاتم” ليكون أول مدير عام للبنك.

وقد أرسل الرئيس “نميري” وفداً يُخبر الأمير “محمد الفيصل” بترشيحه للشريف الخاتم ليقوم بأعباء المدير العام للبنك. وبنك فيصل الإسلامي السوداني كان البنك الإسلامي الرابع في العالم من حيث الإنشاء. سبقه بيت التمويل الكويتي وبنك دبي الإسلامي وبنك فيصل الإسلامي المصري. في البداية أحجم كثير من الناس عن التعامل مع البنك. لأن البنك جاء بأدب جديد (المشاركة، المرابحة) والذين ساهموا في البنك من أجل كلمة أنه إسلامي ومن أجل الملك “الفيصل”.
ووقتها نمت الحركة الإسلامية في المجتمع. وكانت زيارة الملك “فيصل” للسودان ومعروف آنذاك أن الملك “فيصل” كان محبباً للسودانيين وله قبول خاص في المجتمع السوداني. وعندما نشأ البنك وتذوق الناس حلاوة التعامل مع البنك، لم يكن يصدق أحد أن الإسلام له دور في المال بل كانوا يفتكرون أن الإسلام مكانه المسجد. وقام البنك وقامت الفيحاء شامخة بحمد الله. في العام الماضي عملنا إحصاء للبنوك الإسلامية ووجدنا أن عددها وصل إلى (90) بنكاً إسلامياً في العالم وبعد انهيار البنوك العالمية. بدأ الأوربيون والأمريكان يبحثون عن بديل والبديل الوحيد هو النظام الإسلامي لأن سبب الانهيار المالي العالمي كان أساسه المعاملات الربوية، أول من أنشأ بنكاً إسلامياً في العالم هو الملك “فيصل آل سعود” (بنك التنمية الإسلامي) عندما ظهر البترول في السعودية وكثرت الأموال، جعل الملك “فيصل” شعار البنك المال مال المسلمين والبترول من أجل المسلمين في جميع أنحاء الأرض ثم جاء منه الأمير “محمد الفيصل” فأنشأ بنك فيصل الإسلامي في مصر ثم في السودان. ونسأل الله أن يطيل في عمره حتى يشهد التحول الإسلامي في العالم كله.
وينبهني مستشار التحرير بصحيفة (المجهر السياسي) الأستاذ عادل عبده إلى أنه أجرى حواراً صحفياً مع الشيخ “حسن أبو سبيب” حول تجنيده لعلي عبد الله يعقوب للإخوان المسلمين، فيقول “أبو سبيب”:(كان شاباً ذكياً نظيف الوجدان).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية