عز الكلام
أول يوم مشاهدة
ام ضاح
يراودني إحساس فيه كثير من شطط الخيال أن أجهزة الريموت كنترول هذه الأيام (تدعي علينا) في السر والعلن ونحن نصيبها بالجنون في محاولات اللحاق بأكبر مساحة من المشاهدة حتى لا يفوتنا شيء وكل فضائية أعدت عدتها وشمرت عن ساعد جدها كي لا تتخلف عن شرف المنافسة واجتهاد الفوز بميداليات المراكز الثلاثة الأولى.. وخلوني أقول إن حالة الارتباط الوجداني للمشاهد ببرنامج (أغاني وأغاني) جعلته المحطة الأولى والأهم لكثيرين أنا منهم، وأولى ملاحظاتي على البرنامج أن الأستاذ “السر قدور” عاد هذا الموسم أكثر ألقاً ونشاطاً ليس ذهنياً فقط، لكن حالة الحيوية والشباب انعكست على مظهره ووجهه وإيقاعه، فبدا رائقاً ومبسوطاً ليعكس هذا المزاج العالي على المشاركين معه من الفنانين الذين أحسب أنهم بلا استثناء أصوات فخيمة وضخمة (ما فكت آخرها) حتى الآن خاصة في وجود أصوات رهيبة كـ”مأمون سوار الذهب” والشابة “إيلاف”.. لكن كله كوم والعبقري “صلاح بن البادية” كوم تاني وهذا الرجل (ظاهرة كونية) تستحق الدراسة، سأعود له لاحقاً في الأيام القادمات، ونحن يا دوب بنقول يا هادي، لكن كمان لابد أن أشيد بالأستوديو المبهر واللمسة الإخراجية الرائعة لـ”مجدي عوض صديق”، وهي نقطة لا يمكن تجاوزها في زمن تعتمد فيه الفضائيات الكبيرة على متعة الصورة والإبهار وحكاية (طق الحنك) والغناء وحدها ما عادت تكفي وما بتجيب حقها.
وفي ظل هذا التميز لـ(أغاني وأغاني) خشيت من المقارنة التي يمكن أن تقع في حبالها الرائعة “سلمى سيد” وكل من شاهد البرومو قال إن (فن زمان) النسخة الكربونية لـ(أغاني وأغاني) بحسابات التناول وحسابات الفنانين الذين شكلوا فترة زمنية مهمة لبرنامج (أغاني وأغاني) في مواسم سابقة، لكن نسي هؤلاء أهم عنصر قادر على صناعة الفرق وتشكيل لوحة مختلفة والتقاط صورة مغايرة حتى لو أخذت من نفس الزاوية وهي شخصية “سلمى سيد” نفسها وحضورها المتألق ومفرداتها الحصرية وجمالها غير المستفز، فمنحت البرنامج نكهة وطعماً رائعين امتزجا بصوت الجميل “عصام محمد نور” والأجمل “جمال فرفور” و(الغناي) الذي لا ينافس إلا نفسه “أبو بكر مرغني”.. وهذا الثلاثي الرهيب أخشى أن يأكل “صباح” و”ريماز ميرغني” حنك فتتواريا عن المشهد وتتخلفان عن المنافسة
وفي هذا السباق المهم رمت فضائية أم درمان بسهمها في برنامج (أغنيات للحب الكبير) والحلقة الأولى أجزم أنها بثقل ووزن (20) حلقة، فقط لأنها من تقديم “سعد الدين حسن”.. لله در هذا الفتى من أين له بكل هذا الحضور وهذه الثقافة والكاريزما والتلقائية وهذا القبول المهيب.
أما (سودانية 24) فقد دخلت السباق بطريقتها، ولم تقع في مصيدة منافسة البرامج الغنائية عقب الإفطار إذ إنها غازلت متابعي الدراما بمسلسل أجزم أنه يستحق المتابعة والاهتمام والرصد لأنه سيخلق تحولاً في الإنتاج الدرامي المكلف، لكنها أي (سودانية 24) استحقت بذل مساحات الثناء والتصفيق بدخولها المضمار العالمي وهو حديث (أنا مسؤولة عنه تماماً)، وفكرة برنامج المسابقات (فكر أنت في الخرطوم) الذي يقدمه الرائع “الطيب عبد الماجد” سيلغي مساحات الدهشة وفتح الخشم ببلاهة كلما شاهدنا استوديوهات الـ(mbc) في بيروت أو دبي حيث الفخامة والضخامة وصناعه الصورة الجاذبة للعين والحواس، فالأستوديو لا يقل أبداً عن ما نشاهده في الخارج وهو اجتهاد تشكر عليه إدارة القناة والقائمين على أمرها.. أما حكاية أن البرنامج مستنسخ من برنامج “جورج قرداحي” فلا أظن أن “جورج” (جايب من سيربح المليون من بيتهم) والبرنامج في الأصل عالمي كما برامج كثيرة كـ(Arab Idol) أو (Arabs Got Talent) وغيرهما مما استنسخ لنسخة عربية، أعتقد أنها شطارة من (سودانية 24) أن تقلد وتتفوق وتحاول ملامسة السماء.
أما قناة الخرطوم فهي استحقت مزاحمة الكبار بكتفها وقد تحررت أخيراً من عقدتها الأزلية، عقدة الصورة والصوت والشاشة، هذا الموسم غير واللمسة الإخراجية لا تخطئها عين.. أعجبني الجهد المبذول في برنامج (العاشرة صباحاً) وبرنامج (الدار داركم) الفكرة الجديدة والتناول المختلف، وكما العادة (نشرة نسوان) بلمسة الرائع “أبو بكر الشيخ” لتبلغ سدرة منتهى الجمال في برنامج (نص وخمسة).
في كل الأحوال المساحة لا تسمح بالتعليق على ما حاولت رصده من أول يوم، وقد تبقت أيام عديدة هي فواصل من المشاهدة الحية، وفواصل بين المتميز والجيد والمقبول.. وفي النهاية الريموت في يد المشاهد هو كما الصفارة والكروت الصفراء والحمراء في يد الحكم، يبرزها في الوقت المناسب.. والحشاش يملأ شبكته.
{ كلمة عزيزة
ولأن فضائية (سودانية 24) تجتهد في أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون بدلالة النقلة النوعية في الشاشة باستخدام خاصية الـ(HD) وبدلالة برنامج المسابقات الضخم، غير معقول أن تقدم برنامج كاميرا خفية هش وساذج.. ومعليش مضطرة أقول سخيف كبرنامج (عليك واحد).. ويا “منتصر” يا أخوي في دي أسمح لي أقول ليك إنت العليك واحد.
{ كلمة أعز
الرائعة “هدى عربي”.. إنت كنت وين من زمان؟!