بعد ومسافة
رمضان” والناس .. قصص وحكايات حول العالم ..
مصطفى أبوالعزائم
رمضان مبارك بإذن الله تعالى على الجميع، وهو أفضل الشهور قاطبة وأجلها وإكرامها ما في ذلك شك، وقد بدأ بالأمس مثلما يبدأ عادة في شهور الصيف عندنا، بعض الناس يشكو من ارتفاع درجات الحرارة والبعض لا يشكو، إذ يكون من المتعايشين مع الحر دون تذمر أو تضجر أو احتجاج، فكثير من الناس لا يعرف الصوم تحت المكيفات والمبردات، وأن كانت هناك قلة تفعل ذلك وتزيد عليه بمقابلة شاشات التلفزيون تتابع ما تبثه الفضائيات من غث البرامج وسمينها، وفي المقابل هناك جماعة من الناس تتوجه بقلبها نحو المولى عز وعلا ولا تكاد تفارق المساجد، وآخرون تغلي الدماء في عروقهم وينعكس ذلك تذمراً وتشنجاً وشجاراً وتعدياً على الغير بزعم الصيام والامتناع عن “المكيفات” من شاي وقهوة وما يتصل بالتبغ ومشتقاته.
بدأ عندنا المشهد المتوقع قبل موعده بقليل أي منذ يوم (الخميس) الماضي من خلال زحام مخيف لم تشهده شوارع الخرطوم من قبل، زحام وارتفاع في درجات الحرارة وتعطل لبعض السيارات والمركبات، واختفاء لا نعرف أن كان متعمداً أو غير متعمد للحافلات ومركبات النقل العام في المواقف العامة والطرقات، وارتفاع مخيف في أسعار السلع خاصة تلك التي ترتبط بموائد الإفطار في الشهر الكريم، مثل السكر والزيت والدقيق والتمور بأنواعها وكل أنواع العصائر الجاهزة مع ارتفاع جنوني نعتقد أنه بداية فقط في أسعار اللحوم والفراخ والخضر والفواكه ذات الصلة المباشرة بالوجود على المائدة الرمضانية .
الدول العربية والإسلامية من حولنا أو تلك التي تتوزع على قارات الدنيا يعيش أهلها ذات حالات الهلع ويتحركون في ذات الاتجاهات التي نتحرك فيها وتكون وجهتهم الأسواق والمجمعات الغذائية التي تُنْشِئها الدول في مثل هذا الوقت من كل عام مساهمة منها في تخفيف العبء على مواطنيها، ففي مصر الآن أسواق رمضانية خاصة، ومثلها في ليبيا وأن كانت الأخيرة ارتبطت باستيراد الضأن والمواشي بأقل تكلفة، حيث يكثر استهلاك اللحوم خلال شهر رمضان في ليبيا مع زيادة في استهلاك التمور، أما في دول الشمال الأفريقي العربي فانتعشت فيها أسواق الخضر والفواكه واللحوم، وكذلك في أسواق دول الخليج العربي، وتتغيَّر حياة الناس تماماً في كثير من الدول الأفريقية المسلمة حتى يتمنى المرء لو أن كل شهور السنة كانت مثل هذا الشهر المبارك.
ونصوم في السودان مابين الإمساك والإفطار، حوالي أربع عشرة ساعة، لكن دولة شقيقة مثل الجزائر يصوم الناس فيها هذا العام حوالي سبع عشرة ساعة، إلا الربع، وفق الحسابات الفلكية بينما يصوم أشقائنا في الصومال حوالي ثلاث عشرة ساعة، فقط كأقصر يوم صيام في المنطقة العربية الإسلامية .
المسلمون في الدول العربية يكون متوسط ساعات صيامهم حوالي سبع عشرة ساعة، في اليوم، بينما تصل ساعات الصوم بالنسبة للمسلمين في الدول الاسكندنافية إلى حوالي عشرين ساعة، في اليوم، إذ أن الشمس لا تغرب تقريباً إلا لدقائق أو ربما لا تغيب البتة في بعض مدن الشمال الأوربي الأقصى مثل مدينة كيرونا السويدية في هذه الفترة من العام، ولكن دول أخرى في العالم قد لا يصوم فيها المسلمون أكثر من أثني عشرة ساعة مثل: أنغولا في أفريقيا، بينما قد تصل ساعات الصيام في أستراليا مثلاً إلى إحدى عشرة ساعة فقط، لكن دولة مثل الأرجنتين قد يصوم بها مسلم حوالي تسع ساعات فقط، ونحسب أنها الأقل .
آخر أخبار السوق الآن لحظة كتابة هذه المادة تقول إن أسعار ” المنقة ضهر التور” قد بلغ سعر الدستة منها مائة وخمسين جنيهاً، وهناك نوع أقل حجماً بلغ سعر الدستة منه مائة وعشرين جنيهاً، بينما بلغ سعر دستة المنقة البلدية سبعين جنيهاً، وقفت أسعار الجوافة إلى خمسة وثلاثين جنيهاً، للدستة والطماطم إلى عشرين جنيهاً، للكيلوغرام.. و.. على ذلك قس.
كل عام والجميع بخير ونتمنى للجميع صياماً مقبولاً بإذن الله تعالى .