ولنا رأي

أهدوهم بدل ما تقتلوهم !!

الدين الإسلامي دين رحمة وعطف وتسامح بين الناس ولكن في الآونة الأخيرة أصبح بعض المسلمين يتخذون أساليب مختلفة عن تلك الأساليب السمحاء، فظهرت جماعات تقتل بلا رحمة ولا شفقة وكلها باسم الدين مما أساء أولئك إلى الإسلام والمسلمين. ومهما كانت المبررات فلن تدفع المسلم لارتكاب جرائم القتل، بالأمس وقعت حادثة مؤسفة لمجموعة من الإخوة الأقباط في جمهورية مصر العربية، ونعلم أن تلك الطائفة من الطوائف المسالمة إن كانت في مصر أو عندنا في السودان، فلم يظهر لها عداءً ضد المسلمين أبداً بل كان التجانس والتراحم بينهم والمسلمين. تعرضت الحافلة التي تقل أولئك الأقباط أطفال ونساء ورجال تعرضوا لهم وقتلوا الأطفال الذين لا ذنب لهم في أي خلاف ديني أو مذهبي، ماذا كسب أولئك بتلك العملية غير الإنسانية وهل عمليات القتل لمنسوبي تلك الطوائف ستجعلهم يدخلون في الدين الإسلامي، إن كانت تلك الجماعات الدينية تريد أن تنشر الإسلام وتعاليمه ينبغي أن تكون باللين والعطف والتسامح بدلاً من الترويع والتخويف وهذا سيزيد الحقد أكثر على الإسلام والمسلمين، فلا ندري من أين أتى هؤلاء بتلك الأفكار الهدامة والمخربة، فالله سبحانه وتعالى حافظ لدينه ولكتابه فلماذا يقتل أولئك الأبرياء، البعض فهم الإسلام أو الدين خطأ ولم يكونوا من المتفقهين فيه أو المتبحرين في العلم، ولذلك أساءوا إلى الدين الإسلامي بتلك الأفكار الهدامة، يجب على تلك الجماعات أن تراجع نفسها وتدرس الدين بالطريقة الصحيحة بدلاً من اتخاذ مثل تلك الآراء التي تخصم من المسلمين، فالدين الإسلامي دين لو تمعنت تلك الجماعات في نصوص القرآن لصبرت على الدعوة التي يقومون بها لإدخال مجموعات كبيرة في الدين الإسلامي بدلاً من الصورة السالبة التي ينظر بها الغرب عن الإسلام والمسلمين. ما هو ذنب أولئك الأطفال في الجريمة التي ارتكبت ضدهم وما هو ذنب أسرهم، ومن الذي أوعز لتلك المجموعة بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي والذي لا يمت للإسلام والمسلمين بصلة. والله سبحانه وتعالى قال لنبي الرحمة جادلهم بالتي هي أحسن فالجدال بالحسنى يكسبك درجات من الخصم ولكن العنف يبعد عنك درجات كان بالإمكان أن تضاف إلى رصيدك، لاحظوا بعد هذه الحادثة كيف ينظر أولئك للمسلمين جلهم وليس لتلك الجماعة التي ارتكبت الحادث، هل خسر المسلمون أم كسبوا بحادث الاعتداء على الأبرياء من الأطفال في حادث ألمنيا، فالأقباط تزوج رسول الله منهم “ماريا” القبطية وهم الأقرب إلى المسلمين من الطوائف الدينية المختلفة، ونحن في السودان تعد تلك الطائفة من الطوائف الراقية ولو اختلفت معها دينياً ولكن حلوين في المعاشرة وطيبي الخلق وأمينين أكثر من المسلمين، يتعاملون بالأمانة والصدق ولا يخدعون ولا يغشون ويتعاملون مع المسلمين بطريقة أفضل من معاملة المسلمين لبعضهم البعض، ولذلك إن الأحداث التي ترتكبها بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة على أولئك يكون فيها تجني عليهم وستزيد البغضاء بدلاً من المحبة، فإن أرادت تلك الجماعات أن تكسبهم عليها بحسن التعامل معهم بدلاً من القتل الذي يمارسونه، نحن الآن في حاجة إلى إدخال مزيد من الجماعات غير المسلمة في الدين الإسلامي ولا نريد أن نبعدهم عنه، فالمعاملة الطيبة يمكن أن تلين قلوبهم إلى الدين ولكن العنف يبعدهم، فما حدث في ألمنيا جريمة قد تنعكس سلباً على المسلمين ليس في مصر وإنما في كل العالم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية