رأي

ربع مقال

سخانة في سخانة
خالد لقمان
الرسالة التالية وصلتني من صديقة عبر (واتساب)، يبدو أنها متداولة كنكتة على القروبات فحواها: أنجيلا ميركل “ألمانيا” قامت الأسبوع الماضي بإعفاء جميع محلات السوبر ماركت والمطاعم والمقاهي التي تقدم خدماتها للمسلمين في رمضان من الضرائب حتى يقوم أصحاب هذه المحلات بتخفيض الأسعار خلال الشهر الكريم.
أما عندنا في بلاد المسلمين أهل الجلد والرأس “ناس رمضان بجي بخيرو” فرمضان موسم للتكسب والجشع وبأرقام فلكية لا يسندها أي منطق ولا يحدها وازع لا ديني ولا إنساني ولا أخلاقي.
ارتفع سعر كيلو اللحمة الضاني إلى (120) جنيهاً عداً ونقداً وجوال السكر إلى (630) جنيهاً، فجأة كده وقطعاً القادم أصعب والناس بدت تدس في السلع عشان تخلق ندرة.
عليكم الله قارنوا بين ما يحدث هناك وما يحدث عندنا!!
ورغم أن الفقرة الأخيرة هي قمة التهكم على الوضع الذي يعيشه مجتمعنا وشكل التعامل والمعاملات إلا أنني لم أجد أية رغبة في الضحك ولا حتى الابتسام، لأن الواقع والحاصل يدعو للبكاء وبعض الذين يمتهنون مهنة التجارة للأسف نسوا أنها مهنة الرسول الأعظم والصحابة الكرام فأفرغوها من أخلاقياتها  ومثلها وتقاليدها التي أهمها وأولها الرحمة والعدل والقسط في الميزان لتصبح السلع المهمة في رمضان والتي لا غنى للمواطن عنها هي الفرصة السانحة لكنز المال ومضاعفة الأرباح رغم أن هذه السلع أكثرها مخزن ما قبل قدوم الشهر الكريم بأسعار أقل، لكن للأسف شهوة المال تنسي هؤلاء قيم الرحمة وتجعل ضمائرهم تتعاطى مخدر الطمع وعدم الإنسانية، بل وتصبح مدمنة عليه.
لكن كمان لابد أن أقول إن حكاية الاتكال على الضمير والأخلاق والمثل دي أصبحت ما جايبة حقها إذ لابد من تدخل طرف ثالث يحمي المواطن ويحافظ على حقوقه، وأقصد الحكومة بمؤسساتها المسوؤلة عن متابعة ومراقبة الأسعار التي انفلت عيارها وأصبح ما عندها كبير لأنه ما مكن يصبح السوق كما (العايرة الـدوها سوط) يبرطع ويجقلب دون أمل في أن يعود لعقله واتزانه لأن الأمر عندما يتعلق بالمال يطيح بكل مقاييس العقلانية ويصبح في كف عفريت مجنون وماجن.
في كل الأحوال لابد أن نقول إن المواطن يستقبل رمضان هذا العام في ظروف صعبة، أولها الارتفاع الجنوني في الأسعار وهو ما لا يعادل كفة ميزان المرتبات التعبانة والدخل المتواضع، إضافة إلى معاناة أخرى نرجو أن تضاعف من حسناتنا وأجرنا عند الكريم وهي ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ مما يشي بأن رمضان هذا العام اتفق فيه السوق والطقس على المواطن في ماراثون الارتفاع الرهيب للحرارة والأسعار، وكلها سخانة في سخانة يتحملها محمد الأغبش كان الله في عونه.. وربنا يعظم الأجر.
{ كلمة عزيزة
حتى الأمس لم تتفاعل حكومة ولاية الخرطوم مع معاناة المواطنين بتوفير مواقع تتوفر فيها السلع الضرورية للمواطن من شاكلة السكر والدقيق والزيت، ما قلنا لحمة ضاني ولا تين ولا زبيب هي عند الغلابة من الرفاهيات والكماليات، وكان يمكن لولاية الخرطوم أن تقوم بتفاهمات مع المصانع والشركات المنتجة لتوفير سلعها بسعر التكلفة مساهمة منها في رفع المعاناة عن الجمهور فهل ستلحق الولاية بقطار مسؤولياتها وواجباتها أم أنها ح تعمل أضان الولاية طرشاء؟؟
{ كلمة أعز
أجمل هدية سيقدمها برنامج (أغاني وأغاني) هذا الموسم، هي أن يدخل يومياً الملك وسلطان الطرب والغناء “صلاح بن البادية” إلى بيوتنا يحفه الاستقبال وكرم الضيافة، وخوفي على الشباب المشاركين معه من الصوت الفولاذي الذي لا يضعف ولا يفل.. وعيني باردة يا ملك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية