فوق رأي
شعر ملون
هناء إبراهيم
(1)
المرءُ يُعرفُ في الأنام بفِعلِه وخَصائِلُ المرءِ الكريم كأصلِهِ
إصبِر على حُلوِ الزمان ومُرّه واعلم بأن الله بالغ أمرهِ
لا تستغيب فتُستغابُ، وربما من قال شيئاً قيل فيه بمثلهِ
وتجنبِ الفحشاء لا تنطق بها ما دمتَ في جدّ الكلام وهزلِهِ
وإذا الصديقُ أسَى عليك بجهله فأصفح لأجل الوُدِّ ليس لأجلهِ
كم عالمٍ مُتفضلٍ قد سبهُ من لا يساوي غِرزةً في نعلهِ
البحرُ تعلُو فوقه جيفُ الفلا والدر مطمورٌ بأسفل رملهِ
إياك تجني سُكراً من حنظلٍ فالشيءُ يرجع بالمذاق لأصلهِ
(2)
لا تجزعنَّ إذا نابتك نائبةٌ ولا تضيقنَّ في خطبٍ إذا نابا
ما يُغلق اللهُ باباً دونَ قارعةٍ إلا ويفتحُ بالتيسير أبوابا
(3)
لا تخشَ عاصفةً جاءت مزمجرةً فالغيث بعد زوال العصفِ ينهمرُ
كل المصاعب لو طالتكَ لُجتُها يوماً على شاطئ الأيامُ تنكسرُ
(4)
طرقت باب الرجاء والناس قد رقدوا وبت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا أملي في كل نائبةٍ ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أموراً أنت تعرفها ما لي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددتُ يدي بالذل واقفة يا خير من مدت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة فبحر جودك يروي كل من يرد
(5)
يعز غني النفس إن قل ماله ويغنى غني المال وهو ذليلُ
ولا خير في ود امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميلُ
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليلُ
(والله جد)..
رمضان مبارك..
تصوموا وتفطروا على خير..
واللهم ارحمنا يا أرحم الراحمين.