شهادتي لله

أطلقوا سراح (البرتكان) .. !

{قبل يومين .. فوجئت وبائع الفاكهة يطلب مني مبلغ (100) جنيه .. (مائة) لا تنقص جنيهاً، ثمناً لدستة برتقال قادم من “جبل مرة” بدارفور !! قلت له: لماذا مائة جنيه وهو مزروع في دارفور وليس في البرازيل ؟!
 {لا إجابة له .. ولا هو يعرف السبب، ولا يملك غير أن يغمغم بكلام هو نفسه غير مقتنع به من شاكلة: (بياخد تلاتة أو أربعة أيام في الطريق  عشان يجي الخرطوم) !!
{هل من إجابة على هذا السؤال عند منتجي الخضر والفاكهة وولاة الولايات التي يعبرها (برتكان)  مناطق جبل مرة؟! لماذا يصل البرتقال من خارج السودان على متون السفن والطائرات عبر الموانئ والمطارات، فيصل الخرطوم ليباع بالقطاعي بـ(30) جنيهاً للدستة في أسوأ الأحوال، بينما يكون برتقالنا الدارفوري سعره ثلاثة أضعاف المستورد، فيما تتجاوز قيمة برتقال محلي آخر حجمه مثل حجم الليمون قادم من ولايات قريبة مثل نهر النيل (40) جنيهاً للدستة ؟!
{ولا شك أن الأسعار سترتفع  أكثر خلال هذا الشهر الفضيل، لأسباب غير موضوعية، لا تخرج عن سياق مرض الجشع وداء السعار الذي ينتاب صغار الباعة وكبار التجار في مواسم الأعياد والمناسبات !!
{ساعد في أزمة البرتقال، ما يتداوله الناس في وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عام، من كلام ساذج وسخيف حول حقن البرتقال القادم من “مصر” بفيروس الكبد الوبائي، ثم تخرج علينا فتاة مجهولة الهوية في تسجيل صوتي عبر الواتساب لتحدثنا بجهالة تحسد عليها، عن عثورها على دماء بشرية – لاحظ دماء –  داخل برتكانة اشترتها من موقف “جاكسون” أو “شروني”، لا أذكر، ولهذا .. وخوفاً على صحة عباد الله المساكين في جمهورية السودان، فإنها تحذرهم من مغبة تناول البرتكان !!
{إنها أفكار بايخة وفطيرة، فالمعلوم لدارسي العلوم أن الوسط (الحمضي) داخل البرتقالة لا يسمح بحياة أي فيروس لعدة ثوان، سواء أن تم حشره داخل البرتقالة  بحقنة أو عن طريق (فراشة الدرب) على معصم البرتكانة !!
{ثم حدثينا يا شاطرة .. ومن يقف ورائك  في هذه الحملات، ومن يتداول هذه السخافات عبر الوسائط لزراعة الرعب في قلوب الناس من البرتقال (المستورد)، ليثرى الجشعون من تجار البرتقال المحلي أبو (100) جنيه: متى كانت الدماء رخيصة سواء في مصر أو السودان أو أمريكا، لدرجة حقنها في كل برتكانة، شوفي عايزين كم ألف قزازة دم ملوث عشان نحقنها في كم مليون دستة برتكان ؟!
{وبعد روايات فيروس الكبد الوبائي وحقن الدم الملوث، طلع علينا السيد “خضر جبريل” مدير وقاية النباتات بوزارة الزراعة الذي نزل المعاش .. وتقاعد ثم أعيد للخدمة في زمن دكتور “المتعافي”، ثم تقاعد تاني .. ثم أعيد تاني وتالت للخدمة في ذات الموقع على خلفية أزمة فسايل النخيل الإماراتي، طلع علينا السيد.”خضر جبريل”  –  قدس الله سره –  بقرار حظر دخول (300) حاوية برتقال أكملت جميع إجراءاتها القانونية والصحية، بحجة أن هناك آفات طائرة تخرج من تلك الحاويات!!
{ما علاقة وقاية النباتات بالبرتكان المستورد ؟!!
{اتقِ الله يا مولانا “خضر جبريل”  .. وشوف شغلتك في مشروع الجزيرة وامتداد المناقل .. شوف الآفات الحقيقية في القضارف .. والشمالية .. ونهر النيل .. وجنوب النيل الأزرق التي تهدد المحاصيل.
{اتركوا هذه المؤامرات الصغيرة  .. وأطلقوا سراح حاويات البرتكان  .. فالجهة الوحيدة التي تحدد صلاحيات الفواكه المستوردة سواء من “مصر” أو من “لبنان” هي هيئة المواصفات وعبر شهادات المعامل وما كلام سياسي .. (ثم منو القال ليكم إنو لبنان وسوريا أنظف من مصر .. انتو ما سمعتوا بأزمة النفايات الاستمرت شهور طويلة في لبنان .. وما عارفين إنو في سلاح كيماوي وبراميل متفجرة في سوريا ؟!! ) .
{ما تنشفوا دم الشعب السوداني أكتر مما هو نشفان .. مئات الآلاف من المواطنين مصابون بفقر الدم بسبب عجزهم عن شراء الفواكه باهظة الأثمان.
أطلقوا سراح البرتكان .
 {رمضان كريم .. و(سبت) أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية