ربع مقال
“أوندي”.. ورحل الرجل الهمسة..!!
خالد لقمان
.. وأخيراً وبعد صراع ليس طويلاً مع المرض.. بل قصير وقصير جداً ترجل بالأمس.. المخرج التلفزيوني الفذ “صلاح أوندي” ورحل هكذا ببساطة وهدوء ورضا نفس.. تاركاً من خلفه تاريخاً إبداعياً كبيراً ومميزاً في مجال الإخراج التلفزيوني.. وقد شهد له حقل الإنتاج والإبداع التلفزيوني بكل ما فيه وكل من فيه بقوة بصمته الإخراجية التي استنهضت قوتها من صدق نفسه وتفانيه في عمله وحبه الشديد له.. وفي بيئة كالتلفزيون القومي بكل حركتها وتوترها الإبداعي الهادر.. ظل “أوندي” هو الهدوء المبدع الخلّاق لا يكاد يسمع له صوت ولا يرى في وجهه عبوس.. ومن سخريات القدر أن لا أتعرف عن قرب كافٍ على هذا الرجل الشفيف خلال عملي بقربه في التلفزيون القومي حتى التقيته هكذا قدراً خلال الشهور الأخيرة في قناة أم درمان.. وأكرمني الله أن عملت معه بعضاً من الأعمال فيها..وقد دهشت خلال هذه الفترة القصيرة بهذا الرجل
دهشة بالغة.. فهو عبارة عن نسيج شفيف من الأخلاق والأدب الجم والثقافة الموسوعية.. وقد حدثني يوماً عن الموسيقى بعمق لم أعرفه قط عند غيره.. فنقلت رغبتي للأخ “عصام الصائغ” رفيقه ومدير البرامج بقناة أم درمان لإجراء حوار معه على موجة أم درمان.. هذا البرنامج الذي أحبه وأحبه فيه كل من عمل معه.. ولكن هكذا قدر الله أن يمضي هذا الرجل الهمسة
بمثل هدوئه وشفافيته.. رحمك الله “أوندي”.