خيبة الأمل
ساد الشارع الرياضي إحباط عام من نتائج ناديي القمة المشاركين في البطولة الأفريقية الكبرى الأبطال بهزيمة المريخ داخل الأرض وتعادل الهلال مع فريق السكة الحديد موزمبيق الذي يعد أضعف فريق في البطولة الأفريقية الحالية من واقع مشاهدة مستويات الأندية الستة عشر.. ولم يسبق للمشجع السوداني أن عاش يوماً كئيباً مثل ما عاشه أول أمس (الثلاثاء)، وأمس (الأربعاء)، حتى الصحف الرياضية أهملها القراء وهم في حيرة إزاء الخسائر الفادحة والظهور الباهت خاصة الهلال الذي كان بيده الانتصار على الفريق الموزمبيقي إذ كان يملك مقومات الانتصار، ونعني بذلك الوقود الحيوي لأي نادٍ أي اللاعبين، لكن الهلال خرج من مباراة موزمبيق بالتعادل ووضع قدمه اليمنى خارج المنافسة قبل أن يعيده المريخ بهزيمته أمام النجم الساحلي عشية (الثلاثاء) الحزينة بهدفين مقابل هدف، وهذه النتائج وضعت أحد الفريقين خارج المنافسة بعد أن حجز النجم الساحلي بطاقة الصعود الأولى بوضعه العلامة الكاملة في رصيده (6) نقاط من مباراتين، وأمامه الأسبوع بعد القادم مباراة على أرضه أمام الهلال إذا كسبها يصبح رصيده من النقاط كافياً للصعود به للمرحلة القادمة أي دور الثمانية بغض النظر عن المباراتين المتبقيتين إحداهما على أرضه أمام المريخ والثانية في موزمبيق، ولن يجد النجم الساحلي مقاومة من الهلال المتواضع فنياً وتكتيكياً في المباراة القادمة، بينما المريخ يستطيع هزيمة السكة الحديد الموزمبيقي بالأهداف التي يريدها.. ومباريات الفريقين الهلال أمام النجم الساحلي بالخرطوم والمريخ أمام الهلال هي التي ستحسم مصير البطاقة الثانية.
إذا كان المريخ قد سقط بالهزيمة أمام النجم الساحلي بداعي الخوف من التوانسة والخندقة غير المبررة فإن العناصر التي لعبت مباراة (الثلاثاء) رغم الهزيمة تستطيع التعويض في المباريات القادمة وقد كسب المريخ لاعباً يمكنه الاحتراف في أوروبا أو البلدان العربية، ونعني الموهبة “السماني الصاوي”.. ولا يحتاج لاعب مثل “بكري المدينة” لإطراء وهو الذي يستطيع التسجيل في شباك أي فريق.. لكن تواضع دفاع المريخ والوقوف الخاطئ أثناء التصدي لهجمات المنافسين يجعل من منافسة المريخ على البطولة الحالية أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.. وبالمشاهدة وقراءة خطوط المريخ فإنه الأقرب لمرافقة النجم لدوري الثمانية رغم هزيمة أول أمس.
أما الهلال الذي يفتقر إلى العناصر الفنية التي تعيده للماضي القريب فقد لعب في حدود قدرات لاعبيه المحدودة جداً.. وقد أثبتت المباريات التي خاضها الهلال في البطولة المحلية والقارية أن مشكلته فنية وإدارية.. فالهلال الحالي يفتقر لاعبوه للموهبة والقدرات التي تجعلهم يقدمون شيئاً لهذا النادي الكبير.. وباستثناء “حسين الجريف” الذي فيه من جينات الهلال الكثير، والمحبط “بشة” بسبب الحرب التي يخوضها البعض ضده لطرده خارج أسوار النادي فإن بقية كشف الهلال هم لاعبون عاديون جداً ومحترفون (فالصو)، وإدارياً يعيش الهلال تحت ضغوط إقالة المدربين كل ساعة والاستغناء عن اللاعبين بعد كل إخفاق.. هذا المناخ جعل اللاعبين يؤدون المباريات وسط ضغوط نفسية لا تطاق.. ولن تكتب للهلال العافية في السنوات القريبة القادمة، هذا إن لم يتدحرج إلى المرتبة الثانية ويصبح هلال الأبيض هو هلال السودان الذي في طريقه ليصبح هلال (الكاردينال) الخاص لينفض عنه المشجعون مثلما انفض الإنجليز عن تشجيع ليدز يونايتد الذي تدحرج إلى الدرجة الثالثة ولا عزاء لعشاق الأزرق الذي كان.