رأي

عابر سبيل

في خطوط عريضة!
ابراهيم
    كنت ضيف تلفزيون السودان القومي صبيحة (السبت) الماضي، في برنامج (خطوط عريضة) وكان أول سؤال عن تخلف الرئيس “عمر البشير” عن القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وهو أمر تناولته الأسافير بما يروقها وبما يتوافق مع رؤية من أسماهم “عبد الملك البرير” مدير عام الشؤون السياسية والإعلامية بالقصر الجمهوري “بالمتربصين”.
    سألتني المذيعة الحصيفة عن غياب أو اعتذار الرئيس “البشير” بعد أن تم الإعلان رسمياً عن دعوته للقمة التي يحضرها الرئيس الأمريكي “دونالد تّرامب”، وفي ذهنها ولا شك أحاديث المدينة المتضاربة.. فحسمتها بأن الرئيس “البشير” تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك “سلمان” لحضور تلك القمة، ولكن ظروفاً خاصة تحيط بالرئيس “البشير” – كما أعلن منعته من الحضور، ومن حقه أن يحتفظ بتلك الظروف الخاصة، ومن حقه علينا ألا نسأله عنها، ثم إنه في نهاية المطاف أوكل لمدير مكتبه – وهو وزير دولة برئاسة الجمهورية – حضور تلك القمة إنابة عنه، وهذا حقه باعتبار أن الفريق “طه عثمان” هو “عينه ولسانه” ويتولى ملف السعودية والإمارات، وليس في ذلك تعدٍ على وزير الخارجية، لأن من حق الرئيس ابتعاث مندوبين خاصين أو ممثلين شخصيين عنه.
    ولا أريد هنا أن أردّد أو أعيد التكهنات التي صاحبت اعتذار الرئيس عن الحضور مربوطة بتأويلات كان طبيعياً أن يتداولها الناس، لأن الحكومة لم تتعامل مع الأمر من المنظور الإستراتيجي، وتسرعت في التعليق على “إشارات” أمريكية في صالحها، وكان بالإمكان الصمت عنها حتى يحين أوانها.. وحسناً فعل الرئيس باعتذاره وتفويض مدير مكتبه.. فهو لا يقطع شعرة “معاوية” بعدم حضور بلاده واختار الحد الأدنى لتمثيله في المؤتمر، بدليل أن علم السودان كان يرفرف ضمن أعلام الدول المشاركة الأخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية