ربع مقال
الركابية .. فرحة من التاريخ .. !!
خالد حسن لقمان
هكذا قدر لقرية الركابية تلك المدينة التاريخية على تخوم مروي الشرقية بنيلها الشامخ بهدوئه ووقاره وعلى شاطئها الرائع الخلاب الملهم بانسيابيته الهادئة .. أن تحتضن هذا الأسبوع حشداً من المشاعر الدافقة التي اجتمعت للاحتفاء بمرور خمسين عاماً على جهد عظيم قام به الشيخ المعلم “عبد الرحمن البشير” أحد أبنائها البررة الذين كان لهم الفضل في توطين التعليم بأرض الشمال، وقد أسس وفي العام 1958م مدرسة الركابية الابتدائية في وقت كان من الصعب فيه إنجاز عمل كهذا ولا زالت أنفاس الإنجليز برؤيتهم المعروفة تجاه تعليم السودانيين، وهو جهد يذكرني بما أسهم فيه والدي الشيخ الراحل “حسن أحمد لقمان” عندما وقف (وكان حينها يشغل منصب سكرتير الشباب بالحزب الاتحادي الديمقراطي بالبحر الأحمر) خلال زيارة الرئيس إسماعيل الأزهري لبور تسودان في عام 1956م، ليطالبه بالتصديق لقيام مدرسة وسطى بمروي شرق لعدم وجود مدرسة شرق النيل. وكان أن وافق بالفعل الزعيم الأزهري لتخرج من ذلك (مدرسة كنار الوسطى) التي أقيمت بقرية (مورة) العظيمة شقيقة قرية الركابية وجارتها ولا زالت هذه المدرسة الرائدة باقية برسالتها حتى الآن .. مثل هذه الجهود من أنواع هؤلاء الرجال تشعرني أحياناً بضآلة شأني بمثل ما تشعرني بالكبرياء، وهو شعور غريب بهذا الاختلاط ولكنه صادق على وجهيه ما بين تقصير ذات وقصور همة واتكاءة مريحة على تاريخ جيل نفتخر بأن خرجنا من أصلابهم.