تعادلية
في مناخات تشكيل الحكومة الجديدة والارتياح البالغ لتعيين كثير من الكفاءات مثل وزير النفط ووزير الداخلية، إلا أن خيبة الأمل في وزارة المالية ووزيرها الجديد الذي تم اختياره دون تمحيص وتدقيق، رغم ذلك الشارع السياسي بدأ راضياً عن الحكومة الجديدة والتي بزع فيها نجوم المؤتمر الشعبي “موسى كرامة” و”إدريس سليمان” كأبرز القادمين الجدد. في هذا المناخ جرت في العاشرة من مساء (الجمعة) مباراة الهلال والمريخ في استهلالية مبارياتهما في البطولة الأفريقية وانتهت تعادلية بهدف لكل فريق.. وأضاع الفريقين نقطتين في بداية المشوار الذي حتماً سيذهب بأحدهما خارج المنافسة بعد أن شاهدنا المباراة الأولى للعملاق التونسي فريق النجم الساحلي الذي يمثل مدينة سوسة الساحلية الجميلة أو حسناء البحر المتوسط التي ترعرع فيها المفكر والعالم القاضي الفقيه “خير الدين التونسي” صاحب كتاب (عجائب الأمصار)، والفريق التونسي الذي هزم بطل موزمبيق بالخمسة يصعب على القمة السودانية الوقوف والصمود أمامه مهما بلغت نجاعتها وحسن توظيفها للمناخ الحار في الخرطوم، إلا أن النجم الساحلي فريق كبير بلاعبين أصحاب قدرات سحقوا الموزمبيقيين بالخمسة.. أما في ملعب الجوهرة الأم درمانية الجميل فقد انتزع المريخ ومدربه الشاطر “غارزيتو” نقطة غالية من فك الهلال سيكون لها قيمتها في مقبل الأيام.. وفي محصلة النقاط، وإذا كانت مباراة أمس الأول، هي مفتاحية الصعود لدوري الثمانية فإن الهلال قد أضاع نصراً كان بين يديه لضعف خبرات لاعبين وتواضع قدرات المهاجمين “تيتيه” و”مدثر كاريكا” الذي انتهت فاعليته في الميدان.. ورغم ذلك إلا أن الهلال في مباراة الأمس، شكلياً كان أفضل من المباريات السابقة التي لعبها في البطولة.. والمدرب التونسي “نبيل الكوكي” لا يزال في بدايات المشوار مع الفريق.. وجاء في منتصف الموسم الحالي ووجد لاعبين نصفهم مصابين وقادمين جدد للهلال وتم اختيارهم من خلال رؤية إدارية وليست فنية، في مقابل فريق منسجم جداً به ثمانية لاعبين يشكلون عظم ولحم المريخ.. ومدرب المريخ الداهية “غارزيتو” استطاع بحنكة وقراءة جيدة لمسار المباراة العودة في الشوط الثاني وفرض التعادل بمهارة لاعب استثنائي “السماني الصاوي” الذي ضاع من الهلال بسوء التقدير، وجاء “يوسف أبو ستة” الذي تسبب في التعادل بحركته البطيئة وسوء تقديره.. وخسر الهلال نقطتين في أرضه وسيبحث عنها في موزمبيق الأسبوع القادم حينما يواجه بطلها الذي يملك لاعب يرتدي الرقم (9) إذا لم يتم مراقبته جيداً فإن الهلال قد يخسر نقاط المباراة القادمة رغم تواضع المنافس، بينما المريخ يلعب مباراة مفخخة في أرضه أمام النجم الساحلي، وهي مفتاح صعود المريخ لدوري الثمانية، إذا خسرها فإن مسألة صعوده تبقى محل شك كبير.. إذا ودع الهلال البطولة أو لم يودع عليه الصبر والتأني لبناء فريق المستقبل، ولكن هل السماسرة الذين (يديرون) الهلال ويحيطون برئيسه “الكاردينال” الذي يتخذ قراراته بما تمليه مصالح الذين من حوله سوف يصبر على الفريق الحالي أم يتعجل ويصدر قرارات إعفاء الجهاز الفني والاستغناء عن اللاعبين على طريقته المعروفة.
إن الهلال الحالي غير مؤهل لبلوغ النهائي ولا حتى دوري الأربعة لافتقاره للمواهب التي تحدث الفوارق، ولكن الفريق في مرحلة (تكوين) لسنوات قادمة.. فهل يصبر “الكاردينال” على زرعه الذي بذر بذرته الآن؟.